IMLebanon

باريس تنصح واشنطن بالساحة السورية لمواجهة نفوذ إيران

أوضح مصدر فرنسي رفيع لصحيفة “الحياة”، إن باريس لمست خلال محادثات مسؤولين فرنسيين مع المسؤولين الجدد في مجلس الأمن القومي الأميركي في واشنطن الأسبوع الماضي، إن جميع المسؤولين الأميركيين لديهم هاجس سيطرة إيران على العراق، لأن عدداً من المسؤولين في الإدارة كانوا في العراق وشهدوا ذلك وعندما يفكرون في المنطقة يرون نفوذ إيران أينما كان وهم يريدون مقاومة ذلك وهذا يتناسب مع رؤية رئيسهم دونالد ترامب.

وما تقوله باريس للأميركيين هو أن مقاومة نفوذ إيران يجب أن يتركز على سورية. وما تعنيه باريس في مقاومة نفوذ إيران في سورية هو زيادة الإمكانات العسكرية لمكافحة “داعش”. فعندما كان يجري البحث في الملف السوري منذ ستة أشهر كان الحديث عن مسار للحل السياسي لجهة مرحلة انتقالية ودستور وانتخابات. ومن جهة أخرى كان حول مكافحة “داعش”. وعندما يصل الحديث إلى ماذا ينبغي القيام به في الرقة تصبح القضية سياسية، وباريس تنصح الأميركيين بوضع إمكانات عسكرية معززة لتحرير الرقة وبعد ذلك ربما دير الزور وبعد ذلك ينبغي التحرك سياسياً بقوة مع العرب والأوروبيين كي يتم وضع إدارة عربية سنية محلية في كل هذه المنطقة تكون بمثابة فرملة لإيران. والإدارة الأميركية مدركة للتشييع الذي يتم حالياً في سورية أكثر مما كانت الإدارة مدركة ذلك في عهد أوباما، وهو ما تراه الإدارة الفرنسية إيجابياً بالنسبة إلى إدارة ترامب حول سورية، إذ إن أوباما لم يكن مزعوجاً من وجود إيران في سورية. وتشير باريس إلى أن الإدارة الأميركية مستاءة من نفوذ إيران في لبنان عبر “حزب الله”. وتريد باريس أن يركز الأميركيون على إيران في سورية وليس في لبنان والعراق حيث الوضع هش. فالولايات المتحدة تريد تشديد العقوبات المالية على لبنان وهذا ما يحمل خطر زعزعة الاستقرار المصرفي فيه. وباريس تحذر من هذه الخطورة. وقال مسؤولون فرنسيون إنهم سيطلبون الاستماع إلى حاكم البنك المركزي رياض سلامة. كما نصحت باريس واشنطن بالاستماع لرأيه لأنه الرأي الصائب، كما قال المسؤول.

وتابع أن وزارة الدفاع الأميركية سلمت البيت الأبيض يوم الإثنين تقريراً حول “داعش” لم تكشف بعد عنه الإدارة الأميركية، لكن باريس تتوقع أن تؤكد الولايات المتحدة رغبتها في تحرير الرقة من “داعش” بالاعتماد على الأكراد ولكن مع تدريب أسرع لقوات عربية تشارك في ذلك. وتؤيد باريس العمل مع الأكراد، لأن هذا الخيار هو الأسرع والبديل أسوأ وهو العمل مع الأتراك، ما يعني الانتظار بعد سنة، أو أن الولايات المتحدة تقاتل وحدها وباريس لا ترغب في مثل هذا الاحتمال.

وقال المصدر إن تحرير الرقة يتطلب عدد قوات أكبر وليس هناك ما يكفي حالياً، ولو أن القوات بدأت تحيط بالرقة. وأيضاً يجب أن يكون لدينا فكرة عما سيحصل بعد تحرير الرقة ومن سيتولى إدارتها بعد ذلك. وقال المصدر إن تحرير الرقة يعتمد على ما سيقرره الرئيس الأميركي فالخيار القصير المدى قد يكون التحرير في الربيع، أما الطويل المدى فسيكون في غضون سنة.