IMLebanon

القوّات تُؤيّد اقتراح باسيل : تمّ التشاور معنا في تفاصيله

 

 

كتب جورح عبيد في صحيفة “الديار”:

تدحرج الكلمات بكميّات هائلة وفائضة وطائفةـ تحاول توصيف العلاقة بين التيار الوطنيّ الحر والقوات اللبنانيّة، وتنعتها بالسيّئة جدّاً على ضوء ترشيح الدكتور سمير جعجع للدكتور فادي سعد عن دائرة البترون وعلى ضوء كلامه عن مسألة الكهرباء في لبنان.

مصدر سياسيّ مقرّب من القوات أوضح الرؤى وأوجز العلاقة بمضامينها على ما يلي:

1- إنّ العلاقة بين التيار الوطنيّ الحرّ والقوات اللبنانيّة وجدت لتكون متينة وأصيلة وليس لتتفسّخ وفقًا لأهواء آنيّة ومرحليّة، كرمى لمن يشاء لهذه العلاقة أن تتمزّق صكوكها ويتبعثر عهدها. العلاقة دخلت مرحلة البحث الاستراتيجيّ المتخطّي لقانون الانتخابات بلوغاً نحو حسابات أوسع خاصّة بالبعد المسيحيّ بل الوجود المسيحيّ في لبنان وإمكانيّة تمتينه ليتحوّل إلى وعاء واسع وكبير يضمّ أوسع مروحة من التفاهمات الممكنة من ضمن الأنظومة الميثاقيّة المبتغاة عند التيار الوطنيّ الحرّ والقوات اللبنانيّة على السواء.

2- لا تحفّظ أبدًا على جوهر أطروحة الوزير جبران باسيل الانتخابيّة، والقوات اللبنانيّة كانت في الأساس على علم بها قبل صدورها وتم التشاور حول نقاطها ومعيارها ولم تبد القوات أيّ تحفّظ حولها بل على العكس تماماً القوات منفتحة على تلك الأطروحة وتراها ممكنة التجسيد وجديرة بالاهتمام وتراعي المنطلقات الميثاقيّة، ليس بتزاوج الأكثريّ مع النسبيّ بل بالتزاوج بين الديناميّة الطائفيّة في الأكثريّ والديناميّة النسبيّة على النسبيّ والوطنيّ. ولقد أوضح نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة العامة غسان حاصباني تلك الرؤية أثناء زيارته لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون وبعدها خلال تصريحه.

3- تمتاز العلاقة بين القوات اللبنانيّة ورئيس الجمهوريّة بالاحترام والمحبة والصفاء. والقوات اللبنانيّة على تواصل دائم معه. كما أنّ العلاقة بين رئيس التيار والتكتل جبران باسيل ورئيس القوات اللبنانيّة تمتاز بالصداقة والانفتاح والتشاور، وإن برز أيّ خلاف في نقاط محدّدة فيتم نقاشه لجلاء الشوائب المحيطة به من الطرفين، فإن تمّ الاتفاق هذا حسن وإن لم يزل الخلاف بل الاختلاف فيحتفظ كل فريق بخصوصيّته في هذا الأمر كما حصل خلال الانتخابات البلديّة في جونيه وسواها، من دون أن يفسد الخلاف في الود قضيّة، وهذا يتمّ مع الاستمرار في المحاولات عبر الحوار المستديم بين القوات والتيار.

4- لقد سبق للقوات اللبنانيّة أن أوضحت غير مرّة موقفها بأن انتقاد الدكتور سمير جعجع غير موجّه لوزراء التيار الذين تولوا الوزارة، وهم مدركون عمق المحاولات والقفزات النهضويّة الهادفة إلى تحسين هذا القطاع والتي جوبهت غير مرّة بتعنّت سياسيّ استغلّ مسألة المياومين من أجل العرقلة أو وضع العصيّ في الدواليب، كلام سمير جعجع موجّه على وجه التحديد لحالة مستفحلة معبّأة بالفساد استشرت واستفحلت في الوزارة منذ سنة 1993 وكانت عصيّة على الحلول، وبالتالي، فإنّ جعجع مصرّ بالضرورة لإيجاد الحلّ بطريقة لا ترهق المواطنين وتنهي هذا الفساد المصاحب للتقنين على طريقة أسعد نكد في زحلة. وبرأي القوات إنّ المسألة زادت عن حدّها وهي متفقة مع رئيس الجمهوريّة العماد عون الذي شرع بدوره مشكورًا على إبداء توجيهاته بهذا الخصوص على وجوب الحلّ كما هي متفقة مع رئيس التيار ووزير الخارجية جبران باسيل على منهجيّة واضحة للعمل في هذا الخصوص.

5-على مستوى علاقة التيار الوطنيّ الحرّ بحزب الله، ترفض القوات اللبنانيّة إدراج الخلاف بين القوات وحزب الله في العلاقة بين التيار والحزب، فتلك خصوصيتان مختلفتان في منهجيتها. لم ترد القوات يوماً الخلط بين عدم وجود العلاقة بينها وبين الحزب أو وجود علاقة مع بين التيار والحزب. فالتحالف بين القوات اللبنانيّة والتيار الوطنيّ الحر لم يهدف إلى سلخ علاقته بالحزب وضربها بعمقها، بل على العكس القوات اللبنانيّة على المستوى اللبنانيّ الداخليّ تؤيّد كلّ تفاهم بين المكونات اللبنانيّة سواء الطائفيّة والمذهبيّة منها أو الحزبيّة. وهي وعلى الرغم من كلّ الظروف تتطلّع إلى توسيع رقعة التفاهمات بينها وبين سائر الأحزاب اللبنانية بما فيها حزب الله. والجدير ذكره بأنّه ثمّة محاولات بذلت بينها وبين الحزب فباءت كلّها بالفشل من دون الوصول إلى أرضية شكليّة مشتركة، وهي تعتقد بأن رئىس الجمهورية يملك القدرة على القفز فوق الأسيجة، وهو في الأساس من بادر لفتح أقنية الحوار بين القوات اللبنانية وحزب الله، والقوات لم تبد أيّ تحفّظ، ولا بدّ من القول بأنّ القوات اللبنانيّة لم تعلّق على فحوى الكلام الصادر عن رئيس الجمهوريّة لا سلبًا ولا إيجابًا على عكس ما حصده موقفه من معارضة وهجوم مشحون بعصبيات واضحة. فالقوات اللبنانيّة في الأصل موقفها معروف من سلاح الحزب وهي ترفضه جملة وتفصيلاً على المستوى الداخليّ وهي مؤمنة بقدرة الدولة على مواجهة إسرائيل، وعلى الرغم من موقفها لاذت بالصمت وهي المؤمنة بدور رئيس الجمهوريّة كضمانة للجميع بنتظار تفعيل المبادرة المرجوّة في لحظة الرضى.

6-فيما خصّ ترشيح القوات اللبنانيّة للدكتور فادي سعد للانتخابات النيابيّة في البترون، فإنّ الترشيح يملك خصوصيّته الداخليّة والنظامية عند القوات وليس الترشيح موجّهًا بالضرورة ضدّ التيار الوطنيّ الحرّ. وبالنسبة إلى هذا المصدر لقد واجهت القوات مجموعة مشاكل في البترون فكان الحلّ بهذا الترشيح ويهم القوات ودومًا وبحسب هذا المصدر أن تذكّر بأنّ رئيس التيار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل على علم بهذه المسألة وهو تعامل معها بإيجابيّة، وبالنسبة للقوات اللبنانيّة وبحسب المصدر المذكور فإنّ سلوكيات التحالف بأدبياته في البترون لن تكون مطلقاً على حساب التحالف مع التيار الوطنيّ الحر منعًا للانجرار نحو أي التباس مشتبَه ومشتبِه حول ما قاله الدكتور سمير جعجع مؤخّراً.

7- يرى المصدر بأنّ معظم ما يكتب والحبر الذي يسيل يهدف إلى إضعاف الموقع المسيحيّ في المعادلة اللبنايّة، والقوات مقتنعة بأنّ ثمة سعياً لتطويق العهد منذ بدايته إلى الآن، وهي مصرّة بالتالي على دوره الساطع في بناء الدولة. فما يجمع القوات بالعهد أكثر مما يفرّق، ونقاط الاتفاق أوسع وأكبر من نقاط الاختلاف، والقوات اللبنانية متفاهمة مع رئيس الجمهورية على مكافحة الفساد وطرد التجار من الهيكل ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وتفعيل دولة القانون. الدولة العادلة والقادرة هدف استراتيجيّ سام وجامع بين التيار والقوات وبين الرئيس والقوات والفريقان يكافحان معًا من اجل البلوغ نحو تحقيقه وترسيخه.

في النهاية همان يجمعان القوات والتيار، وحدة الوجود المسيحيّ ومتانته والتوجهات الميثاقية الضامنة لبقاء الطوائف كأسس مكونة للبنان جديد، وبناء الدولة القادرة والعادلة والفاعلة والمنتجة والتي تؤمّن الحقوق لجميع المواطنين من دون استثناءات وتجبي الضرائب من الجميع من دون استثناءات وبقوّة القانون وتقمع الرشوة وتحقق الحق من أجل مصلحة كل مواطن ينتظر حياة كريمة له ولعائلته وأسرته.

على هذا كل ما يقال يبقى من قبيل المحاولات اليائسة لشق القوات عن التيار، همهما المشترك مسيحيو لبنان والمشرق، وبقاؤهم هم المشتهى والمرتجى ومسرى نضال دائم.