IMLebanon

المحاربون الصغار وسانت جود… 15 عاماً من النضال بوجه السرطان

 

 

المحاربون الصغار… هكذا يمكن وصف هؤلاء الملائكة الاطفال الصغار الذين يحاربون مرض السرطان الفتاك الذي يقسو على اجسادهم ويغير حياة عائلاتهم لتبدأ رحلة النضال الطويل.

ولأن الأمل شعلة لا تنطفئ، ففي لبنان بارقة مستمرة بدأت لدى انطلاق مركز سانت جود لعلاج سرطان الأطفال في العام 2002، هذا المركز الذي عالج حتى يومنا هذا أكثر من 1330 طفلا وأعطاهم فرصة جديدة في الحياة كي يبدأوا حياتهم بعيدا عن المرض الصعب.

بعد مرور 15 عاما على تأسيس المركز سيعقد مؤتمره الأول بمشاركة عدد من أهم الأخصائيين اللبنانيين والأجانب بحيث سيتناولون في مداخلاتهم عوارض المرض وتحدياته وأحدث ما توصل إليه الطبّ في ما يتعلق بمرض السرطان لدى الأطفال، وبعلاجاته، وبالدعم المجتمعي للمرضى.

أول مؤتمر من نوعه في لبنان والمنطقة

سيشهد مركز سانت جود لعلاج سرطان الأطفال الجمعة 7 نيسان أول مؤتمر من نوعه تزامنا مع الذكرى الـ15 لانطلاقه. الفرادة تكمن في اننا ” لم نشهد من قبل مؤتمرا يتعلق بالتوعية عن سرطان الأطفال، لذلك قرر المركز إطلاق هذا المؤتمر لسبيين، الأول لنشر التوعية، والثاني لمساعدة المواطن على الكشف المبكر للمرض، خصوصا أن الكشف المبكر هو أهم فوائد العلاج لتصبح فعاليته أفضل”.

المؤتمر الذي سيعقد في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت AUBMC سيستضيف اطباء من مختلف دول العالم، فهو ليس محصورا فقط بأطباء لبنانيين. أطباء أميركيون من مركز سانت جود في أميركا سيتحدثون عن مرض السرطان وعن انواع العلاج المتطورة، خصوصا أن هذا المؤتمر موجه للأطباء المتخصصين بمرض سرطان الأطفال لنشر المزيد من التوعية لرفع نسبة الشفاء اكثر.

لا كلفة ولا تمييز!

وكانت رئيسة المركز السيّدة نورا جنبلاط قد أكّدت في مؤتمر صحافي أهمية هذا المؤتمر للإضاءة على التطورات التي تحمل الأمل إلى الاطفال المرضى، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر سيشكّل فرصة لتسليط الضوء على أعمال المركز الذي عالج الأطفال من دون تمييزٍ أو تفرقة ومن دون أي كلفة على الأهل.

وشددت على أهمية تثقيف وزيادة التوعية في شأن مرض السرطان وتزايد فرص علاجه والشفاء منه، خصوصا أن المركز أصبح مرجعية طبية لـ76 مركزاً في 23 دولة في الشرق الأوسط وشرق آسيا.

واضافت أن المؤتمر سيركّز كذلك على دور المجتمع في احتضان المرضى وفي دعم المركز واستمراريته.

نسبة شفاء تصل الى 80%…

وفي ما يتعلق بمعدل نسبة الشفاء من السرطان، فالنسبة تصل الى 80% في مركز سانت جود وفي بعض الحالات كسرطان الدم تصل نسبة الشفاء الى 92% لان علاج هذا النوع متقدم جدا بفضل البحوث المتطورة التي تحصل في الولايات المتحدة الاميركية ويحصل عليها المركز سريعا ولهذا السبب يقدم مركز سانت جود أفضل أنواع العلاج، وكل ذلك بحكم شراكة المركز مع مستشفى سانت جود للأبحاث في مدينة تينيسي الأميركية التي تقدم الدعم الطبي والبحوث العلمية التي تأتي مباشرة من الولايات المتحدة.

من العام 2002 حتى اليوم تمت معالجة اكثر من 1330 طفلاً من السرطان بالإضافة الى القيام بإستشارات طبية لنحو 4000 طفل، وكل هذا الأمر فقط بفضل التبرعات التي يحصل عليها المركز لانه لا يطلب من الأهل دفع أي تعرفة طبية لمعالجة أطفالهم.

15 مليون دولار سنويا… حملة Call for Life

الكلفة السنوية لمركز سانت جود تصل تقريبا الى 15 مليون دولار بحيث يحاول المركز كل عام تأمينها من حملات التبرعات التي يقوم بها كل فترة، وسيطلق حملة جديدة إسمها Call For Life من 6 الى 14 نيسان، تهدف للحصول على كلفة علاج 10 أطفال على الأقل من السرطان.

المركز يعتمد بشكل كبير على تبرعات المواطنين خصوصا أنها لا تأتي من مصدر واحد او داعم واحد، فالمركز يعتمد على هؤلاء الداعمين لتمويل كلفة علاج الأطفال، ويعتمد أيضا على الحملات التي تطلق عبر إرسال رسالة SMS والتي تصل الى 70 ألف دولار تقريبا.

أما بالنسبة لأعمار الأطفال الذين يستقبلهم المركز، فتبدأ منذ ولادة الطفل في أيامه الأولى لتصل الى عمر 18 سنة، لانه بعد تخطي هذا العمر تتغير كل انواع العلاج.

للأسف، يضطر المركز في بعض الأحيان الى عدم استقبال الاطفال وذلك فقط عندما يتخطى حدود الميزانية التي تصل الى 15 مليون دولار سنويا، ولكن يحاول قدر الامكان استقبال اكبر عدد ممكن من المرضى، وعلى الرغم من ذلك، فالمركز يعطي التشخيص الاولي لكل الاطفال ومن ثم يقوم بإرسالهم الى مستشفيات اخرى بعد شرح سبل وطرق العلاج، وفي حال اضطر أحد الأطفال لإجراء عملية جراحية لا يمكن إجراؤها سوى في مركز سانت جود فالمركز يقوم بالجراحة حتى لو أن الطفل غير مسجل في المركز ومن دون أي تكلفة.

فلندعم جميعاً مركز سانت جود كي يحصل جميع الاطفال على فرصة للتغلب على اقسى الامراض واصعبها.