IMLebanon

جنبلاط يعيش الهواجس: زعامة تيمور والحكم الذاتي لدروز سوريا

كتب اسكندر شاهين في صحيفة “الديار”:

تقول اوساط مطلعة ومقربة من دارة المختارة ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كان من اكثر الذين تنفسوا الصعداء اثر المواقف التي اطلقها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بمناسبة «يوم الجريح» الذي تم احياؤه في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، وهذه المواقف فرملت اندفاعة اللاعبين الكبار المتصارعين حول جنس ملائكة القانون الانتخابي وادخلت الطمأنينة الى نفس جنبلاط في زمن يعتبر فيه الزعيم الدرزي ان طائفته تعيش الزمن الرديء بعدما انحسر دورها في ما عرف «ببيضة القبان» لصالح الثنائية المسيحية التي حلت مكانها في المعادلة بعد تغييبها عن الحلبة السياسية عقوداً استمرت حتى خروج القوات السورية من لبنان وانتهاء حقبة الوصاية.

وتضيف الاوساط ان كلام نصرالله ترك ارتياحاً في ارجاء كليمنصو لا سيما وان جنبلاط كان متوجساً من حالة حصار اثر وصف رئيس كتلة المقاومة النائب محمد رعد للقانون الذي تقدم به الحزب التقدمي الاشتراكي «بمضيعة للوقت»، وان كلام السيد نصرالله عن ان «قانون الانتخاب لا يمكن فرضه وان البلد على حافة الهاوية ولم يعد هناك ارانب» انهى مرحلة المناورات وتضييع الوقت وقد علق «ابو تيمور» على موقف السيد نصرالله بالقول انه «كلام دقيق وشامل» لا سيما وانه ممنوع ان يلغي احد احداً ولا يغفل المراقبون للمجريات ان همين يتحكمان بالايقاع الجنبلاطي الاول يتمثل «بتقليعة» زعامة نجله تيمور الفتية والطرية العود في ظل المتوثبين داخل الطائفة الدرزية كالوزير وئام وهاب الذي يرى ان «المقعد النيابي لا يصنع زعامة وان الزعامة تصنع المقعد وغير المقعد»، اما الهم الثاني فيتجسد بقلق جنبلاط البالغ من المجريات السورية وسط ما تسرب من معلومات تؤكدها الوقائع الميدانية عن مخطط اميركي لتقسم سوريا الى كيانات اثنية وطائفية انطلاقاً من دعم واشنطن «لقوات سوريا الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية في ظل اعلان عن حكم ذاتي للاكراد انطلاقاً من عين العرب والشريط الحدودي مع تركيا وصولاً الى القامشلي والحسكة، اضافة الى السعي الاميركي لايجاد بديل سني يحكم الرقة عاصمة الخلافة المزعومة بعد تحريرها من «داعش».

وتشير الاوساط الى ان هواجس جنبلاط وقلقه من المجريات السورية تكمن فيما يشاع عن مساع اميركية لفتح جبهة الجنوب انطلاقاً من الاردن بهدف اقامة كيان درزي يضم درعا والسويداء والقنيطرة في ظل معلومات موثوقة عن حشود اردنية اسرائيلية اميركية مشتركة على الحدود من وادي اليرموك غرباً الى «قاعدة الاميرحسن الجوية» شرقاً ومعلومات عن دخول قوات اسرائيلية بلباس الجيشين الاميركي والبريطاني وانتشارهم على الحدود السورية – الاردنية وان العميد الدرزي المنشق خالد الحلبي رئيس فرع المخابرات العامة سابقاً في الرقة والذي لعب دوراً بارزاً في تسليمها «لجبهة النصرة» بالتنسيق مع المخابرات التركية قبل ان يحتلها «داعش» يلعب دوراً بارزاً في غرفة عمليات «الموك» في الاردن، ومنذ اكثر من 20 يوماً زار احد ملائكة جنبلاط الاردن والتقى وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي الذي كان وصل للتو من زيارة مع الملك الاردني عبدالله الثاني حيث كان برفقة الملك في اللقاء الذي جمعه بالرئيس الاميركي دونالد ترامب لاستطلاع الموقف الاميركي من الوضع في المنطقة خاصة الموضوع السوري وما يشاع عن حكم ذاتي للدروز في درعا والسويداء والقنيطرة بوصاية اردنية ودعم أميركي بريطاني وبطبيعة الحال اسرائيلي، ما رفع منسوب الهواجس الجنبلاطية من المستقبل الغامض وما قد يتركه تقسيم سوريا الى كيانات من تداعيات لن تسلم منها الساحة المتلقية الهشة لا سيما وان العمليات المتبادلة من اخلاءات لبلدات سورية كالزبداني ومضايا والوعر في حمص وكفريا والفوعة تشكل فرزاً ديمغرافياً في لعبة اعادة تشكيل المنطقة.