IMLebanon

حاصباني: حجم السياحة العلاجية في لبنان 7 مليارات دولار سنوياً

لفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، خلال افتتاح منتدى السياحة العلاجية، في نقابة الأطباء بيت الطبيب فرن الشباك، الى أنّ “لبنان لطالما شكل جراء بنيته المجتمعية التعددية مساحة تفاعلية بين الحضارات والاديان والتيارات الثقافية والفكرية. وهذا البعد الانساني ترافق مع دور ريادي علمي وطبي تميز به، فعرف بمستشفى الشرق وساهم في بناء العديد من الأنظمة الصحية في المنطقة ولا سيما الخليج”.

وأضاف: “برغم الظروف الصعبة التي عصفت وتعصف بالمنطقة، ورغم ما عاشه لبنان ويعيشه من ازمات ونزوح ولجوء إلا انه إستطاع أن يحافظ على دوره الاستشفائي لما يتمتع به من طاقات بشرية ومن تقدم تكنولوجي يتيح له مواكبة آخر التطورات. وخير دليل على ذلك التقرير الدولي الذي صدر أخيراBloomberg 2017 Healthiest Country Index حول مؤشر نوعية النظام الصحي في بلدان العالم والذي صنف لبنان في المرتبة الأولى في العالم العربي، وفي المرتبة الثانية والثلاثين في العالم”.

وقال حاصباني إنّ “هذا التصنيف ممتاز جدا خصوصا أن لبنان يخوض الكثير من التحديات وأبرزها أنّ 30% من سكانه هم من النازحين إلا أنه ورغم ذلك، استطاع أن يقدم نتائج صحية إيجابية”.

واوضح أنّ “في لبنان قدرات هائلة معززة بخبرة وقدرة على التعاون والتعايش مع متغيرات كبيرة. والقطاع الطبي يمثل هذا الواقع ويؤهل لبنان لأن يستمر الوجهة الأولى للسياحة والإستشفاء ليس فقط للدول العربية بل لمختلف دول العالم”.

وتابع حاصباني: “إنّ حجم السياحة العلاجية في لبنان أصبح بحدود سبعة مليارات دولار سنويا وهو يتطور باستمرار. ولكي نستطيع أن نلعب دورنا كاملا ونفيد ونستفيد من حجم السياحة العلاجية لا بد من فهم السياحة الصحية بكل مكوناتها وبالذات كونها تعني تنظيم التواصل مع المجتمعات المحتاجة الشقيقة والصديقة. من هنا المطلوب تحديد الجهات المستهدفة وحاجاتها من أجل وضع سياسة صحية وعلاجية إستقطابية، والتواصل مع الدول المعنية وخلق حوافز تشجيعية لرعاياها للقدوم الى لبنان. والمهم جدا أن نعتمد في هذا الاطار الوسائل التي توفر للمريض ومحيطه معرفة دقيقة بوضعه الصحي وبالخدمات التي يمكن ان تقدم له”.

وأضاف: “نعد أنّنا كوزارة صحة، ومن منطلق مسؤوليتنا وحرصنا على صورة لبنان والقطاع الاستشفائي الذي تمثلون، لن نتهاون في مراقبة المؤسسات الصحية والجسم الطبي في تعاملهم مع المرضى، إذ إن المطلوب أن نخرج من عقلية الربح إلى عقلية الإهتمام بصحة الإنسان. لذا، يشكل تشدّدنا في وزارة الصحة حيال تطبيق القوانين والأنظمة للتأكيد على سلامة القطاع من جهة، وتأكيدنا على جودة ما يقدمه القطاع الصحي من خدمات من جهة ثانية، خطوة أساسية لعرض الموضوع على الرأي العام المحلي والإقليمي وتصحيح النظرة الخاطئة القائمة عن هذا القطاع وإعادتها إلى ما كانت عليه وما تستحقه بالفعل”.

وشدد حاصباني على “الربط بين القطاعين الخاص والقطاع السياحيين إما من خلال دمج خدمات مشتركة للاثنين أو باستقطاب السياح ومن يحتاجون إلى العلاج بتقديمات خاصة وسلسلة مترابطة من الخدمات على أن يتم الإعلان عنها بالتعاون على مستوى الوزارات والقطاعات المعنية كافة”، داعياً إلى “التفكير جديا في هذه المسائل للبدء بالتطبيق العملي، والعمل يدا بيد على الصورة والنوعية والإستمرار بالجودة الممتازة لتحقيق الخطوات المطلوبة”.

وقال: “سنكثف عملنا في هذا الاتجاه في الأشهر الثلاثة المقبلة، وسنعقد مؤتمراً عن الصحة سيكون موجها للمرة الأولى لجمهور إقليمي ودولي ليس بهدف إظهار قدرات اللبنانيين خارج لبنان، إنما بهدف إظهار قدرة القطاع الإستشفائي داخل لبنان. ومما لا شك فيه أنّ المؤتمر سيتضمن شقاً أساسياً مرتبطا بالقطاع الصحي الإستشفائي الذي يتمتع بمقومات وقدرات وخدمات متميزة في المنطقة من واجبنا التشديد عليها والتذكير بها”.

وختم حاصباني معتبراً أنّ “السياحة الصحية تزدهر متى كانت صحة لبنان جيدة، وهذا ما نسعى اليه في ممارستنا لمهامنا عبر السعي لقيام دولة عصرية، دولة القانون والمؤسسات التي تواكب الثورة الرقمية وترتكز على الشفافية والحكومة والادارة الرشيدة”.