IMLebanon

أهالي المخطوفين لدى “داعش”: مرتاحون إلى تعاطي قائد الجيش مع ملفنا

 

 

كتبت أمندا برادعي في صحيفة “الحياة”:

هو اليوم الثاني من شهر رمضان، يمر على أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم “داعش” ثقيلاً ممتزجاً بمرارة استمرار غياب أبنائهم وأي معلومات دقيقة عنهم وعن مصيرهم. في كل أسبوع يقصد وفد من الأهالي بلدة عرسال الحدودية مع سورية لمعرفة أي خبر من هنا أو هناك، لكن جواب أصدقاء لهم متابعين لملفهم كان دائماً مطمئناً إلى أن “العسكريين على قيد الحياة لكن لا يمكننا إثبات ذلك”.

الأهالي لا يتمنون لأي إنسان أن يذوق ما هم فيه، خصوصاً في ظل هذا الشهر الفضيل، ففي حين كانت تجتمع العائلة إلى مائدة الإفطار، إذا بها حزينة نتيجة غياب فلذة كبدها على مدى 3 سنوات مليئة بالخيبات. فهل ينتهي هذا الشهر الذي يعتبرونه “شهر الأمل والرحمة” بفرج من خلال خطوات قد تترافق مع هذا الشهر، أكثر جرأة مما كان يقوم به المعنيون في الملف سابقاً؟ أم ينتهي كسابقيه بانتظار ظروف أخرى؟

تركت الزيارة الأخيرة لأهالي العسكريين لقائد الجيش العماد جوزيف عون، في أنفسهم أملاً وارتياحاً عبّر عنه لـ “الحياة” حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد، “فهو يريحنا عندما نستمع إليه لأننا نشعر بأن ملف أبنائنا في ظل قيادته أصبح في أمان لأنه يحمله في ضميره ويتعاطى معه بجدية، على عكس ما كنا نشعر به سابقاً”.

لكن تفاؤل العماد عون يقابله شعور بعدم الاطمئنان مئة في المئة إلى حين ترجمة الإيجابيات التي تحدث عنها على أرض الواقع، خصوصاً في ظل الزيارات المتواصلة التي “نقوم بها إلى عرسال ونعود منها بنتيجة مفادها أنه لا تمكننا رؤيتهم في فيديو أو سماع صوتهم لأسباب أمنية”. وقال: “لم نعرف حتى اليوم ما أفضت إليه المفاوضات التي يجريها الوسيطان اللذان أعلن عنهما المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم قبل أشهر، إضافة إلى أن زيارتي تركيا للبحث في ملفنا مع مرجعيات رسمية تركية بداية العام الجاري لم تفض إلى أي نتيجة لأن تركيا لا يمكنها التدخل في الملف إلا بطلب رسمي من لبنان وهي تخوض معركتها ضد التنظيم”. وأكد يوسف أنه على تواصل دائم مع قائد الجيش الذي “وعدنا بأن الجيش يعمل بكل السبل المتاحة بشكل متواصل، للوقوف على مصير أبنائنا وإعادتهم إلى أحضاننا ومؤسّستهم”. واعتبر “أننا دخلنا في مرحلة أكثر جدية نتابعها مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري ولن نوفر أي جهة رسمية خارج لبنان لديها تأثير في ملفنا”.

وطرح بعض المراقبين أسئلة حول ما إذا كان تنظيم “داعش” سيشعر بالحاجة إلى صفقة للإفراج عن العسكريين اللبنانيين الذين يحتجزهم، نظراً إلى أن عدداً لا بأس به من أتباع التنظيم باتوا في قبضة الجيش والقوى الأمنية.