IMLebanon

الامتحانات الرسمية… توصيف جديد ووعود بأسئلة مقبولة

 

 

كتبت لار السيد في صحيفة “المستقبل”:

لم يمر نشر “المركز التربوي للبحوث والإنماء” على موقعه الإلكتروني دليلاً تربوياً خاصاً بالامتحانات الرسمية للسنة 2016 – 2017 مرور الكرام، إذ لقي اعتراضات من قبل “رابطة اساتذة التعليم الاساسي” التي اعتبرت انها مخالفة بعض الأسس العلمية، وتتضمن أسئلة من خارج المناهج المعتمدة.

يحتوي الدليل على توصيفات ونماذج مسابقات الامتحانات مع أدلتها التوضيحية. ويتضمن المحتوى توصيفات لكل المواد التي يتقدم بها التلميذ الى الشهادتين المتوسطة (بدءاً من السادس من حزيران المقبل) والثانوية بفروعها الأربعة (في 12 منه).

لن تكون الامتحانات الرسمية وفق توصيفات المواد التي نشرها المركز صعبة، وستكون الأسئلة مقبولة ومفهومة، ولن يواجهوا صعوبات في الرد على الأسئلة، هذا ما عكسه اجتماع وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة مع رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي برئاسة محمود أيوب، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، حول موضوع أسئلة الامتحانات الرسمية وتوصيفها الجديد.

تؤكد مصادر تربوية “أن النماذج تساعد التلامذة وتحدد الدروس للتلميذ المرشح للإمتحانات الرسمية”. وتعتبر رابطة الأساسي، من جهتها، “أنه تم توزيع النماذج الجديدة لامتحانات الشهادة المتوسطة هذه السنة، من دون مشاركة الروابط، وحين الاطلاع على هذه النماذج تبين ان بعضها لا يتلاءم مع محتوى المناهج المعتمدة للصف التاسع وما دون، وفيها اخطاء علمية واخطاء ناتجة من الترجمة من اللغة الفرنسية الى الإنكليزية، وهي لا تتوافق مع الشكل الذي ينبغي ان تكون عليه نماذج الأسئلة للصف التاسع تحديدا، لجهة التسلسل من الأسهل الى الأصعب ومن التطبيق الى التحليل، فضلا عن وصولها المتأخر، ما يوحي أن النماذج الموضوعة هي للتلامذة المتفوقين فحسب وليست لجميع التلامذة”.

التوصيفات ليست مؤامرة

في انتظار انطلاق الامتحانات، باتت الأمور جاهزة، وسينجز الاستحقاق في دورته الأولى، في خطوة تمحو سلبية منح الإفادات على الشهادة الرسمية، والتركيز على ألا يكون هناك أي تعديل في عمليات التصحيح، إن لجهة تغيير “الباريم” لمادة معينة أو لبعض المواد، أو لجهة التدخل في عمليات المراقبة والتصحيح.

أكد حمادة “أننا لن نجعل من التوصيفات مؤامرة على التلاميذ ولا على الأساتذة ولا على الوزارة، ولن ندع تلامذتنا يُظلمون ولن نقفل الباب على التجدد، وستكون الأسئلة ضمن الإطار المقبول من الجميع”، مشيراً الى أن “الأسئلة ستكون مفهومة وتأخذ في الاعتبار حتى المدارس التي لم يصلها التوصيف الجديد، والامتحانات الرسمية ستجرى بكل هدوء ورصانة مع الأخذ في الاعتبار التطور المنهجي الذي طرأ من خلال التغييرات التي طرأت في العام الماضي، وسنسعى إلى تطبيقها هذا العام بكل الليونة الممكنة لكي يتمكن الأساتذة من الإحاطة بالتلامذة ولكي يستطيع هؤلاء أن يكونوا مرتاحين للامتحانات”.

من جهته، جدد أيوب اعتراض رابطة الأساسي على التوصيفات، وشرح أن تحليل النماذج المنشورة على صفحة المركز التربوي يبيّن أن نسبة عالية من التراجع في النجاح سوف تصيب المرشحين في المرحلة الأساسية. واعتبر أن الرابطة مغيبة وأن هدفها نجاح التلامذة، لكنه قال: “الهم الأساسي في لقائنا مع حمادة كان هاجس الإمتحانات الرسمية وفق التوصيف الجديد، وقد طمأننا ونحن بدورنا نطمئن تلامذتنا أنهم في أيدٍ أمينة”.

التطوير أساس ولكن بشكل ممنهج

في المقابل، وعلى الرغم من نشر نقابة المعلمين في المدارس الخاصة رابط النماذج الدليل على موقعها، الا انها تتخوف، بحسب أمين عام نقابة المعلمين في لبنان وليد جرادي “من عدم تمكن عدد من المدارس والطلاب والمعلمين، من الاطلاع على التوصيف الجديد للمسابقات وإذا ما تمّ تدريب جميع المعلمين عليها وتالياً الطلاب على المنهجية الجديدة”.

ورأى جرادي “أن التطوير الدائم جزء أساس في العملية التربوية شرط أن يتم إشراك الأطراف كافة في التطوير وأن يتم بشكل تدريجي وممنهج”، ويقول: “صحيح أن نقابة المعلمين في لبنان هي نقابة مطلبية تسعى الى تحسين واقع المعلمين المعيشي وتطالب بحقوقهم وتدافع عنها، إلاّ أنها في الوقت نفسه تعمل على خط تربوي لأنها تؤمن بالتطوير التربوي وهي أول من ساهم في تطوير المناهج التربوية من خلال وجودها الفاعل في المركز التربوي (الهيئة العليا لتطوير المناهج) والتي غابت عن السمع؟!”. وشدد جرادي على “أن نقابة المعلمين في لبنان مع تطوير نظم الامتحانات وتوصيف المسابقات، علماً أنها لم تستشر ولم يتم اشتراكها في عملية التطوير وكان لها ملاحظات على بعض المسابقات، وأطلعت الوزارة على بعض الأخطاء الواردة فيها، الا أنها تتخوف من عدم تمكن عدد من المدارس والطلاب والمعلمين من الاطلاع على التوصيف الجديد للمسابقات وإذا ما تمّ تدريب جميع المعلمين عليها، وتالياً الطلاب على المنهجية الجديدة”، مشددا على “أن التطوير الدائم جزء أساس في العملية التربوية شرط أن يتم إشراك الأطراف كافة في التطوير وأن يتم بشكل تدريجي وممنهج”.

في الخلاصة، وعلى الرغم من النواقص، لا تشكل النماذج المطروحة مخالفة تربوية، والإمتحانات ستنطلق من دون عراقيل.