IMLebanon

تحقيق IMLebanon: رائحة الفساد تفوح من مشاريع إهدن… فأين التفتيش والمحاسبة؟

تحقيق IMLebanon: يبدو أن ملفات الفساد في الجمهورية اللبنانية لا تمل ولا تتبع وتلاحق اللبنانيين في كل المناطق، وجديدها اليوم يتعلق بمشروع يحمل عنوان “ملحق لشبكتي مياه الشفة والمجارير في إهدن – الميدان” الممول من صندوق مجلس الوزراء – هيئة الإغاثة بقيمة مليون ونصف دولار أميركي تقريبا (1.424.475) ويبدأ بـ1 آب 2015 وينتهي بـ31 تموز 2016.

وبعد البحث والتدقيق يتبين لنا أن هذا المشروع لا صلة له بمياه الشفة، فالعنوان إستُعمِلَ لغرض التمويل من هيئة الإغاثة فقط، إذ إن المشروع الأساس والذي عنوانه “تنفيذ شبكة جديدة لمياه الشفة والمجارير في إهدن” والذي وصلت قيمته لأكثر من 14 مليون دولار أميركي يبدأ بـ1 شباط 2010 وينتهي بـ12 آب 2016 أي بعد إنتهاء (المشروع الملحق) والذي ينتهي بتموز 2016 وهذا غير منطقي، خصوصا أن (المشروع الأساسي أي الذي بدأ في العام 2010) يتضمن جميع مناطق إهدن بما فيها منطقة الميدان.

وبحسب معلومات خاصة لموقع IMlebanon تبين لنا بأن هذا المشروع هو فعلاً مشروع تجميلي لمنطقة ميدان إهدن، ويتضمن ليس حصراً، شبكة لتصريف مياه الأمطار وتبليط طرق المنطقة بالبازالت (نوع من الصخور)، وإنشاء أرصفة، وتأثيث الميدان بأعمدة إنارة تجميلية مع سلل للقمامة، ومقاعد للجلوس تجميلية وكلها بحسب المواصفات عالية الجودة وألمانية الصنع وأسعارها مرتفعة جداً، إذ ان عمود الإنارة الواحد يتعدى سعره الـ4000 يورو وسلّة القمامة يتخطى سعرها الـ1200 يورو، فيما مقعد الجلوس الواحد يتعدى سعره الـ3000 يورو.

إنتهت مدة المشروع منذ سنة تقريباً، وبزيارتنا لميدان إهدن لم نَرَ لا أعمدة إنارة تجميلية ولا أي أثر لأي أثاث تجميلي من المذكور أعلاه.

فأين مجلس الإنماء والإعمار؟ وأين الإستشاري المشرف؟ (KREDO عقدين بمجموع 204.717 دولار أميركي) والأهم، أين بلدية زغرتا – إهدن وهي المعنية مباشرة بهذه المشاريع وبأي مشروع يُنَفَّذ في نطاقها البلدي؟

وتجدر الإشارة الى أنه تم إبلاغ البلدية من قِبَل المهندس رينيه معوض الذي نشر الخطاب الرسمي على صفحته على “فيسبوك” عن إمكانية حصول تلاعب في المواصفات ما سينتج عن ذلك سرقة لمصلحة أطراف معنية بالمشروع ومنها أعضاء بالبلدية والأطراف المذكورة أعلاه.

بحيث ذكر المهندس معوض أن بعض أعضاء البلدية يتدخلون ومن علم المجلس البلدي وزملائهم في اللجان الى الطلب من مجلس الانماء والاعمار والاستشاري المشرف ان يغير المواصفات سلبيا (من أوروبي ألماني بسعر 2500 يورو الى صيني بلاستيك بسعر 200 دولار) وإجبار المتعهد بتركيب الصيني خلافا للمواصفات ودفتر الشروط، والإيعاز له أن يشتريها من متجر معين في البترون وبسعر أربعة أضعاف سعرها الحقيقي.

ويضيف: “هذا فعلا لا يصدق، فبدل السعي للتغيير لنوعيات أفضل أو بالحد الأدنى التشدد بتطبيق المواصفات بدفتر الشروط والتي تحدد أن الإنارة هي من ماركة HESS نوع COLORADO الألمانية الصنع وهي من الأجود في العالم، يسعى هؤلاء الأعضاء وبإسم البلدية الى تركيب عمود صيني بلاستيكي سعره  لا يتجاوز الـ250 دولار ولكن يريدون شراءه بسعر 850 دولار”.

من جهة أخرى، يؤكد مصدر خاص لموقع IMlebanon أنه “بما أن البلدية لم تفعل شيئاً لحد الآن، فمن حق المواطن الإهدني واللبناني أن يحصل وبالحد الأدنى على إجابات على الأسئلة الآتية:

1-      هل قبض المتعهد قيمة عقده بالكامل؟

2-      لماذا لم تحقق البلدية في الموضوع ولم ترسل خطابا لمجلس الإنماء والإعمار بعدم إعطاء المتعهد براءة ذمة ومصادرة كفالته لمصلحة اصلاح وتكملة المشروع؟

3-      لماذا ودائماً لا نتيجة لمصلحة المواطن لمشاريع إهدن بالذات؟  وهي مشاريع حيوية جداً للمواطن وبالغة التكاليف. فمع كل هذه المشاريع والإهدنيون ما زالوا يشترون المياه ويعيشون برائحة المجارير في بعض المناطق ومنها مدخل إهدن الشمالي.

4-      من الذي يغطي سرقة مشاريع حيوية للمواطن الإهدني وبعشرات الملايين من الدولارات ولا من يحاسب (شبكة مياه ومجارير كارثية ومحطتي تكرير للمياه المبتذلة لا تشتغلان).

وهناك المزيد مما لم نذكره، ونحن هنا نتكلم عن إهدن أو كما تُسَمَّى “عروس الشمال” وهي من أجمل المناطق اللبنانية بيئياً ومن أهمها تراثياً وتاريخاً.

هذا التحقيق يعد إخبارا برسم مجلس الوزراء وهيئة الإغاثة والسلطات التفتيشية والقضائية.