IMLebanon

ثمن عرسال (بقلم بسام أبو زيد)

كتب بسام أبو زيد

مهما كانت نتائج معركة عرسال فإن بعدها ليس كما قبلها ولا سيما على الصعيد الداخلي اللبناني.

فـ”حزب الله” وكما يقول مقربون منه سيجعل من هذه المعركة انتصارا يوازي بالنسبة له انتصار حرب تموز. وطبعا سيعمد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى أهدائه لجميع اللبنانيين، ولكنه لن يتوانى عن السعي لتكريس الثمن السياسي على الساحة الداخلية باعتبار أن الوضع الإقليمي والدولي الضاغط على الحزب سيجعله متمسكا بمكاسب سياسية لبنانية.

يرغب “حزب الله” باعتراف سياسي لبناني من كل الأطراف بأن ما قام به هو إنجاز وطني كبير ما كان ليحصل لولا تضحيات شبابه، وهو لا يمكنه فهم حياد الدولة في هذه المعركة تحت شعار النأي بالنفس، إذ إن دولة لا يمكنها أن تنأى بنفسها عن احتلال جزء من أراضيها من قبل مجموعات إرهابية.

ويستند “حزب الله” في هذه الحركة السياسية على تفهم رئيس الجمهورية وجمهوره في “التيار الوطني الحر” لتضحياته وتقديرها ما يجعل تصميمه على مكاسب سياسية أمرا مفروغا منه وتحصيل حاصل، لاسيما وأن المعارضة التي تقف في وجهه قدرتها مشلولة على المواجهة في المؤسسات الدستورية والشارع ولا يستبعد بعد انتهاء المعركة أن يشن “حزب الله” هجوما سياسيا وإعلاميا ضدها لأنها أصابته وأصابت جمهوره كما يقول مقربون منه بضرر معنوي تجسد بالتنكر لتضحيات شبابه.

ومن هذا المنطلق ينظر “حزب الله” إلى مواقف تيار المستقبل و”القوات اللبنانية” ومن تحالف معهما وسيسعى لأن يكون عنوان المرحلة السياسية المقبلة من وقف إلى جانبه في مواجهة الإرهاب في السياسة والإعلام والدعم الشعبي على أن يتفق مع كل هؤلاء على مواجهة معارضيه حتى ولو كانوا شركاء الحكم، باعتبار أن ما يتحقق حاليا في السياسة وتحديدا في الانتخابات النيابية المقبلة سيبقى ورقة يمسك بها الحزب على مدى السنوات القليلة المقبلة،  في ظل كلام عن أن الدور الإيراني في المنطقة سيتعرض للحد من نفوذه على مختلف الصعد وبمختلف الوسائل، وهو أمر سيطال بالتأكيد “حزب الله” الساعي إلى تحصين وجوده شعبيا وسياسيا وعسكريا وماليا.