IMLebanon

جرود رأس بعلبك والقاع على طريق التحرير

كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:

منذ العام 2013 يسيطر الارهابيون على جرود بلدة رأس بعلبك المسيحية الواقعة في البقاع الشمالي، على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقيّة المتاخمة للحدود السورية، وهي بفعل موقعها الجغرافي هذا اصبحت مطوّقة بالمخاطر بفعل وضعها الامني المتدهور، والذي ادى الى إيقاف العمل في مقالعها وكساراتها بفعل احتلال جرودها، فيما يقوم الجيش بحمايتها من الارهابييّن ويواصل تعزيزاته العسكرية كل فترة، لكن منذ يوم الاربعاء وبحسب ما ينقل الاهالي فإن الجيش يستقدم تعزيزات مؤللة من سرايا فوج التدخل الأول المتمركز في الشمال الى بلدتيّ رأس بعلبك والقاع، حيث يسيّر دوريات مؤللة وراجلة ويثبّت نقاطاً عسكرية جديدة تحسبأ لأي محاولة تسلل للمسلحين باتجاه البلدتين. كما حشد الجيش كل الألوية القتالية وأعلن الإستنفار العام والتعبئة الشاملة، إذ إضافة الى القوات البرّية الخاصة سيدخل الطيران ايضاً في المعركة، بعد ان وضعت القيادة خططها للهجوم، مع التأكيد بأن التعزيزات الامنية اصبحت كبيرة جداً وبأن جرود البلدتين على طريق التحرير.

وفي هذا الاطار طمأنت مصادر امنية بأن القرار إتخذ تحت عنوان « لن يكون لبنان في قلب الارهاب والمعركة فتحت ضده «، وهذا يعني بأن الاجهزة الامنية متنبهة جدا وهي في المرصاد لكل الاحتمالات، وتأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات العسكرية المحتملة، وهي تقوم بواجباتها على اكمل وجه خصوصاً ان حلم إجتياح القرى المسيحية كرأس بعلبك والقاع يراود الارهابيين منذ دخولهم الجرود الوعرة والمغاور، لكن وبعد مراجعة حساباتهم في ظل هذه الانكسارات فحلم إمارتهم بات مستحيلاً.

الى ذلك سأل بعض اهالي رأس بعلبك عن وضع البلدة، فكان ان معنويات اهلها عالية جداً بفضل الثقة بالجيش، في ظل تأكيدهم بأن ما كان ُيردّد منذ سنوات من مخاوف وتحليلات بأن المناطق الحدودية المسيحية ستسقط، كان من باب توتير الاجواء وبث الرعب، لان مَن يرى الجيش ومدى انتشاره وشجاعته لا يمكن ان ينطق بأي كلمة مما يردّد، معتبرين بأن الواقع ليس كما يصوّره البعض، لان الهجوم سيكون معاكِساً وسيحصل من الجهة اللبنانية، وبالتالي سيتحقق النصر بفعل تحرير اراضينا.

واكد الاهالي وقوفهم الى جانب الجيش وفي المرصاد دائماً وبأنهم يفدونه بحياتهم، وبأن «الإمارة الاسلامية» التي كان يُحّضر لها على الحدود البقاعية الشمالية انتهت الى غير رجعة، وذلك بفضل بطولات الجيش الذي نجح في كل مهماته منذ ان تولى الامن في منطقة البقاع الشمالي.

ولفتوا الى ان اكثر ما يؤلمهم هو وقف العمل منذ سنوات لعدد كبير من العائلات الذين يعتاشون من عمل المقالع والكسارات المتواجدة في تلك الجرود، لكن الامل يقترب وغداً يوم النصر. 

على صعيد آخر يتعلق بوضع العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى داعش، سألت «الديار» والد الجندي المخطوف لدى داعش حسين يوسف عن رأيه بما يجري وعن مدى وجود خوف لدى الاهالي، فأكد انهم يعيشون حالة خوف وقلق، وامل ان تحصل مفاوضات لحل هذا الملف، وان يعود ابناؤهم سالمين.