IMLebanon

امتعاض واسع من “سوء أداء” الحريري في واشنطن

كتب علي ضاوي في صحيفة “الديار”:

يستذكر قيادي بارز في حزب الله مواقف للرئيس الشهيد رفيق الحريري في الخارج عندما كان يدافع عن شركة المقاومة في النظام السياسي اللبناني وعندما كان يعبر بلسانه عن موقف لبنان الموحد ويخرج موقفه قويا، لان المقاومة ومن يقف معها نقطة قوة وليست نقطة ضعف. ويشير القيادي الى ان الرئيس رفيق الحريري تصدى في مرحلة التسعينات في احد المؤتمرات الدولية لخطاب للرئيس الاميركي وقتها جورج بوش الاب ووصف فيها المقاومة اللبنانية بالارهاب فقال الحريري ان هناك فرقا شاسعا بين المقاومة والارهاب والتفريق بينهما اساسي لمعرفة الصح من الخطأ. كما لم ينس حزب الله للرئيس الشهيد موقفه المشرف خلال مفاوضات نيسان من العام 1996 عندما كرس حق المقاومة في الدفاع عن نفسها وإرساء معادلة ردع الكاتيوشا.

ويخلص القيادي الى ان تمسك الحريري الاب بالمقاومة اعطاه قيمة وقوة لموقفه لان قوة لبنان هي في قوته التي منحتها المقاومة وقبل المقاومة كان ينظر للبنان كبلد ضعيف ومنهوك وغير قادر على حماية نفسه اما اليوم فيدرك الاميركيون والاسرائيليون والعالم كله ان لبنان الصغير كبير بمقاومته وجيشه وشعبه. 

ويستغرب القيادي في حزب الله على غرار الملاحظات التي سجلتها مداولات كبار قيادات 8 آذار، ان يظهر رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وباقي الوفد اللبناني بمظهر ضعف وقلة حيلة في وجه الخطاب الاميركي المتعجرف والصلف للرئيس دونالد ترامب، فكان حرياً بالحريري ان يعبر عن موقف لبنان الموحد والذي يرفض التدخل في سيادته وشؤونه الداخلية فالمقاومة شرعية وسلاحها شرعي وهي جزء اساسي من الحكومة ومجلس النواب وجمهورها يشكل نصف الشعب اللبناني فهل من المعقول قبول المس بها ووصمها بالارهاب والقبول بعقوبات عليها وتجاوز كل الاساءات التي وجهت اليها وحتى مساواتها بداعش وان لبنان يحارب حزب الله اي نفسه لم تلق تعليقا من الحريري ولا باسيل. فكان حريا برئيس الحكومة اصدار توضيحات بعد انتهاء المؤتمر الصحافي مع ترامب كي لا تلتبس الامور او يقال «تحريف» بالترجمة.

ويشير القيادي الى ان الاستمرار إخراج الانقسامات اللبنانية الى الخارج يجعل من الوفود التي تزور خارجيا بلا حول ولا قوة وضعيفة امام مستقبليها ولا تملك لا حجة ولا منطقا سياسيا وهذا الضعف يمس بالوحدة الوطنية وبالشعور والمعنويات الشعبية والسياسية. 

ويلفت القيادي الى ان حزب الله لا يأبه للعقوبات الاقتصادية من اساسها وهو لا يملك لا مصارف ولا حسابات مصرفية او موجودات ثابتة او ارصدة ليخاف عليها ولا يعنيه ان صدرت عقوبات اميركية او غير اميركية وهذه «البهورة» لا تمر في لبنان فهل يتوهم احد في لبنان انه يمكنه تنفيذ العقوبات الاميركية؟ وهل يتوهم احد ان الحزب يأبه لاي عقوبات من اي جهة اتت؟ المفروض بلبنان حكومة ودولة ورئاسة جمهورية ان يعبروا عن موقف خارجي موحد وان يدافعوا عن سيادة لبنان الكاملة امنيا وسياسيا وماليا وجغرافيا وان لا يسمحوا لاحد بالتدخل في شؤون لبنانية وسيادية لا لترامب ولا لغيره.

ويوضح القيادي ان طرح ما حدث في واشنطن سيكون على طاولة مجلس الوزراء فلا حزب الله ولا 8 آذار سيقبلان سياسة خارجية مهزوزة بعد اليوم ورئيس حكومة ضعيفاً يخرج ليرمي اتهامات يمينا وشمالا ويخرج وزير داخليته بالامس ليطالب بالاستراتيجية الدفاعية وبأن اراضي عرسال بعضها متنازع عليه مع سوريا وكأن مواقف الوزير نهاد المشنوق تتلاقى مع مواقف خارجية وكأن المطلوب من الرجلين في واشنطن ولبنان الاستمرار في حملة تشويه صورة الحزب وتجويف انجازاته في سوريا ولبنان.