IMLebanon

عون لقيادة الجيش: لا تترددوا في اتخاذ المبادرات

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن الغطاء السياسي متوافر للجيش من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه، داعيا القيادة العسكرية الى اتخاذ المبادرات على الارض، “وخصوصا في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الارهاب، والتي أثبتت فاعليتها”.

تأكيد رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من ضباط الجيش الكبار قدموا له التهاني لمناسبة العيد الثاني والسبعين للجيش.

في البداية كلمة للقائد الجيش قال فيها “ان فرحتنا اليوم بعيد الجيش وتقليد السيوف للضباط المتخرجين، لا تكتمل إلا بلقاء فخامتكم اولا، بصفتكم رئيسا للدولة ورمزا لوحدة الوطن وقائدا أعلى للقوات المسلحة، وثانيا، بصفتكم قائدا أسبق للجيش، أفنيتم سنوات عمركم في خدمة هذه المؤسسة، فرسختم فيها المبادىء والقيم العليا، وأعطيتموها ما أعطيتم من قوة وكرامة وعنفوان، لتكون بحق المؤسسة الوطنية الاولى التي يركن اليها اللبنانيون ويراهنون على دورها الإنقاذي عند كل مفترق خطير”.

وأضاف: “ندرك حجم الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحيط بمسؤولياتكم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، لكننا في المقابل، ندرك ما تمتلكون من عقل متبصر وتجربة طويلة وخبرة واسعة، ومن عزم وإصرار على معالجة جميع المشكلات الوطنية التي تعانيها البلاد. وما حصل في الاشهر القليلة الماضية من انجازات هو خير دليل على ذلك.

وتابع: “إننا في المؤسسة العسكرية نضع نصب العيون، مواكبة مسيرة عهدكم بكل ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والامن، خصوصا استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الارهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن، وبالتالي تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رزح تحته لسنوات طويلة، وذلك بالتزامن مع استمرارنا في تكثيف الاجراءات الامنية لقمع الجرائم المنظمة على أنواعها، والسهر على ابقاء الجيش، نموذجا للعمل المؤسساتي في الدولة، القائم على اعتماد الكفاءة والشفافية والنزاهة في مختلف شؤونها”.

واضاف: “إن الاستقرار الامني، كما هو معلوم، يشكل القاعدة الصلبة التي يبنى عليها أي نهوض اقتصادي وإنمائي وإصلاحي، وعهدنا لكم اليوم أن نحمي هذا الاستقرار وأن نضرب بيد من حديد كل متطاول عليه، مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات، وعهدنا لكم أيضا أن نساهم الى جانبكم في بناء الدولة القوية القادرة، التي طالما حملتم لواءها وناديتم بها، واسمى التهاني لكم بمناسبة هذا العيد، ودمتم امل الوطن، ورمز وحدته وعزته وكرامته”.

ورد الرئيس عون بكلمة جدد فيها التهنئة بعيد الجيش، وقال: “اود اليوم ان اخاطبكم مثلما كنت دائما اخاطبكم كأسرة ورفاق”، مشددا على ان الاعتماد يبقى دائما على الجيش، في المهمات الجسام، ومشيرا الى ان لا بنيان يعلو ولا عمران ولا استثمار يحصلان اذا لم يكن هناك أمن، الى جانب العدالة.

واستذكر السنوات التي أمضاها في الجيش والتجارب الصعبة التي عرفها في الدفاع عن لبنان، منذ تخرجه ضابطا من المدرسة الحربية عام 1958، مشيرا الى أن الجيش مثل السيف وعليه أن يكون قاطعا. وإذ ذكر بالمراحل التي عانى فيها الجيش شل دوره بسبب غياب القرار السياسي زمن الحرب، شدد على “أننا اليوم نعمل على صون الجيش، ونتحمل بمسؤولية العبء السياسي”، مؤكدا منح الجيش الغطاء السياسي من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه كاملا. وتوجه الى الحاضرين: “لا تترددوا في اتخاذ المبادرات على الارض، خصوصا في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الارهاب، والتي أثبتت فاعليتها”.

وشدد رئيس الجمهورية على أهمية الشجاعة الى جانب التسليح الجيد للجيش ليقوم بما هو ملقى على عاتقه، مكررا أهمية الاتكال على فاعلية جميع أفراد الجيش، قيادة وضباطا وعناصر، ومتمنيا للجميع “النجاح كل في المهمة الموكلة اليه، وان يعيد الجيش اللبناني عاما بعد عام بنجاحات متواصلة”.

وفي الختام، صافح عون قائد الجيش والضباط فردا فردا، متبادلا واياهم التهاني بالعيد، وتم التقاط الصور التذكارية.