IMLebanon

توقيت بدء معركة جرود رأس بعلبك في عهدة قيادة الجيش

 

نقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر وزارية مواكبة لاستعدادات الجيش قولها أن قيادته حشدت قوة عسكرية غير مسبوقة تبلغ أربعة آلاف جندي موزعين على اللواء التاسع المتمركز في المنطقة وفوجي المجوقل والتدخل، إضافة إلى وحدات احتياطية وضعت في حال التأهب القصوى من فوجين تابعين لمغاوير البحر والبر.

وكشفت المصادر عن أن وحدات الجيش تقوم منذ أيام عدة باستطلاعات نارية للبقعة الجغرافية التي يتمركز فيها “داعش”، وهذه الاستطلاعات تتزامن مع استطلاعات جوية لالتقاط صور لهذه البقعة فور الانتهاء من الاستطلاعات النارية.

وتهدف الاستطلاعات عبر طائرات مزودة بتقنية عالية إلى إجراء مسح أمني كامل للمنطقة ولكيفية تعاطي “داعش” مع الاستطلاعات النارية التي تسبقها وتستخدم فيها أسلحة متطورة لها قوة نارية كبيرة.

وقالت إن قيادة الجيش ترصد ردود فعل عناصر “داعش” حيال الاستطلاعات النارية للتأكد من أمكنة وجودهم وتمركزهم وانتشارهم إذا كانوا يخرجون من مخابئهم في الكهوف أو الأنفاق.

ولفتت المصادر الوزارية إلى وجود فارق كبير بين عناصر “داعش” في الجرود، وبين عناصر “النصرة” و “سرايا أهل الشام”، يكمن في أن معظم عناصر الأخيرين مكشوفين وأماكن وجودهم وانتشارهم كانت معروفة وهذا ما أتاح لـ “حزب الله” والأجهزة الأمنية اللبنانية خرقهم من الداخل، خصوصاً أنهم على تداخل مع مخيمات النازحين، فيما عناصر “داعش” يسيطرون على منطقة مقفرة. وقالت المصادر نفسها إن العناصر التابعة لـ “النصرة” أو لـ “سرايا أهل الشام” كان عددها يتراجع حيناً ويرتفع حيناً آخر، لأن معظم المنتمين إلى هذين التنظيمين سرعان ما يخلعون ألبستهم العسكرية ويستبدلونها بألبسة مدنية لتسهيل دخولهم إلى مخيمات النازحين. وتابعت: “داعش” أشبه بصندوق مغلق لا يعرف ما في داخله إلا عند فتحه، وهذا ما تقوم به الوحدات العسكرية من خلال الاستطلاعات الجوية والنارية، لإجراء مسح أمني وعددي دقيق لعناصره ونقاط تمركزهم”. وإذ أبدت المصادر ارتياحها إلى الجاهزية القصوى لوحدات الجيش، رأت أن المعركة التي تعد لها القيادة العسكرية لتحرير أرض لبنانية من “داعش” تختلف سياسياً عن هجوم “حزب الله” ضد “النصرة” في جرود عرسال، لا سيما لجهة الإجماع اللبناني الرسمي والشعبي على دعم الجيش في هذه المهمة، إذ يحظى بغطاء سياسي لا يخضع للتأويل كما حصل في جرود عرسال.

وشددت المصادر على الحاضنة الدولية للجيش في حربه على “داعش” والتي تتجاوز الدعم السياسي والإعلامي إلى تأمين حاجات المؤسسة العسكرية من سلاح وعتاد، إضافة إلى أجهزة تقنية متطورة لرصد تحركات “داعش” وأماكن انتشاره وأبرزها رفع مستوى التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية.

وذكرت المصادر الوزارية أن توقيت بدء المعركة في عهدة قيادة الجيش التي يعود لها وحدها تحديد ساعة الصفر في ضوء تقديرها للظروف، لكن تطهير المنطقة لم يعد بعيداً. كما أن المصادر تجنبت الإجابة عما يتردد من أنه قد يسبق زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الولايات المتحدة في 12 الجاري بدعوة رسمية، واكتفت بالقول أن كلمة الفصل تعود للمؤسسة العسكرية.