IMLebanon

السفير طبّارة: إدارة ترامب تتعامل مع إيران كجزء من المشكلة لا الحل

 

رأى السفير السابق في واشنطن رياض طبارة أن لقاء الرئيس الحريري بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يأت بمفاجآت غير متوقعة، لا سيما لجهة مساندة الولايات المتحدة للبنان في محاربة الإرهاب، باستثناء توصيف الرئيس ترامب حزب الله بالمنظمة الإرهابية التي يحاربها لبنان، ومسارعة الرئيس الحريري الى توضيح هذا الموقف عبر رده على ترامب بأن «حزب الله فريق لبناني وشريك في الحكومة اللبنانية»، معربا عن اعتقاده أن رد حزب الله على ترامب، لن يأتي من خارج التوجيهات الإيرانية وبمعزل عما ترسمه طهران في مواجهتها للولايات المتحدة.

ولفت طبارة في حديث لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى انه لا خيار أمام إيران ومن خلفها حزب الله، سوى التصعيد مع الولايات المتحدة والدول العربية المتحالفة معها، لأن أمل طهران في التهدئة مع الرئيس ترامب ضعيف جدا إن لم نقل معدومة للغاية، ففريق عمل الرئيس الاميركي من كبير الموظفين الى أصغر المستشارين في البيت الأبيض، إضافة إلى وزير الدفاع وكبار الجنرالات والقادة في الجيش الاميركي، يتعاطون مع طهران على انها جزء من المشكلة وليس الحل.

وأشار طبارة الى ان الادارة الاميركية تعتزم انشاء ائتلاف سني من مختلف الدول الإسلامية، يتولى مهمة تطهير المنطقة من تنظيم داعش، وسائر المنظمات الإرهابية، وذلك لقطع الطريق على أي حرب مذهبية علنية في المنطقة، وهو ما لن تقبل به إيران لا من ريب ولا من بعيد، لان هذا التوجه سيحجم دورها ويرسم الخطوط الحمر امام سياستها في المنطقة، والأهم أنه سيبطل ذريعة تدخلها في الواقع السوري.

وانطلاقا مما تقدم، يؤكد طبارة ان توقيت حزب الله لتحرير جرود عرسال من النصرة، اتى ردا على التفاهم الاميركي ـ الروسي حول إنشاء مناطق «خفض التصعيد» في سورية، فسارع حزب الله بتكليف ايراني إلى اطلاق عملية عرسال لبسط السيطرة الايرانية على الحدود اللبنانية ـ السورية التي تصل طهران ببيروت إنما من بوابة الهرمل في البقاع الشمالي، وذلك بعدما فقدت إيران القدرة على وصله من الجنوب السوري مرورا بالمصنع في البقاع الاوسط.

وردا على سؤال ختم طبارة، مؤكدا انه ليس باستطاعة حزب الله أن يفرض أجندة ايران على الحكومة اللبنانية كثمن لتحرير جرود عرسال، وذلك لاعتبار طبارة ان لبنان مثل مجلس الامن كل فريق فيه يملك حق الڤيتو بوجه الآخر، ولا يملك حق القرار بمعزل عن توافقه مع الآخرين، علما أن سلاح حزب الله مرتبط بالمشروع الايراني القاضي بتوسيع نفوذ طهران في المنطقة العربية من خلال ميليشيات متفرقة، وأهمها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن، وهو ما ترفضه إدارة ترامب وتعمل على انهائه.