IMLebanon

ابراهيم أدار معركة “جرود المفاوضات” ببراعة

 

اعتبرت صحيفة “الديار” ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أدار معركة «جرود المفاوضات» ببراعة وتمكن من قضم شروط «النصرة» الواحد تلو الآخر بعد حرب نفسية محكمة قادته الى التهديد بخلط الاوراق وحتى تمزيقها، مستخدما تقنيات اللعب على حافة الهاوية، ومتنقلا بين عقارب الساعة التي كادت تلسع التلي في لحظة تهور، قبل ان يصحو من أوهامه ويخفض سقفه الى حد القبول بالافراج عن ثلاثة موقوفين من سجن رومية، أحدهم أنهى محكوميته، في مقابل الافراج عن أسرى حزب الله الثمانية.

وكان ابراهيم يتناغم في تكتيكاته التفاوضية مع حزب الله الذي كاد يقلب الطاولة على رأس التلي ومسلحيه ضمن الجيب الاخير الذي حوصر فيه، عندما ظن انه في موقع يسمح له بأن يطلب ترحيل متورطين أساسيين بالارهاب، من نزلاء سجن رومية والمتوارين في مخيم عين الحلوة.

عندها، نقل ابراهيم الى التلي عبر الوسيط المعتمد ان قيادة المقاومة ستوقف المفاوضات وتستأنف العملية العسكرية ابتداء من منتصف ليل أمس الاول، إذا أصر على مطالبه واستمر في التنصل من الاتفاق الاصلي الذي تقرر بموجبه ان يغادر مع مسلحيه وعائلاتهم محيط عرسال في مقابل اطلاق سراح أسرى الحزب الثمانية واستعادة جثامين شهدائه، علما ان الحزب أبدى لاحقا مرونة اضافية حين وافق على الافراج عن ثلاثة موقوفين من سجن رومية، وهذا كان هو الحد الاقصى من البراغماتية، الذي يمكنه الوصول اليه.

وترافق تحذير المقاومة الصريح والنهائي للتلي مع مبادرتها الى تحريك آلياتها العسكرية في الخطوط المحاذية لوادي حميد والملاهي وإعادة تنشيط قواتها القتالية بعد اسبوع من الاسترخاء والجولات الاعلامية. والارجح، ان أمير «نصرة لبنان» كان يستطيع ان يلحظ شخصيا الاستنفار في صفوف عناصر حزب الله، وان يتأكد من جدية التهديد الموجه اليه.

وتفيد المعلومات ان الحزب كان بصدد الاعلان عن وقف التفاوض والغاء وقف اطلاق النار، ومن ثم المباشرة في تنفيذ هجوم حاسم على آخر جيوب «النصرة» وضرب مقراتها في  وادي حميد والملاهي، لو واصلت عنادها وتعنتها.

اما لماذا وافقت قيادة الحزب على مغادرة التلي الى سوريا، فإن المعلومات تفيد بأنها اعتبرت ان المقايضة على رحيله مع آلاف من «البيئة الحاضنة» في مقابل تحرير الاسرى والجثامين والجرود وعرسال، هي أفضل بكثير من قتله.

ويُفترض ان يتم الافراج عن اسرى الحزب الخمسة الذين أسروا سابقا في حلب، مع وصول الباصات الى الداخل السوري.