IMLebanon

واشنطن تدخل على خط معركة القاع اللبنانية ضد داعش

 

تشهد المعركة المنتظرة للجيش اللبناني ضد تنظيم داعش في جرود القاع ورأس بعلبك على الحدود السورية اللبنانية زخما أكبر، في ظل حديث عن دخول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الخط.

وأشارت أوساط إعلامية وسياسية لبنانية لصحيفة “العرب” اللندنية إلى أن التحالف الدولي قد يقدم الدعم الجوي واللوجستي للجيش اللبناني في المعركة الموعودة، ويتعزز هذا الاحتمال مع كشف المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون، مساء الخميس عن وجود قوات خاصة أميركية داخل الأراضي اللبنانية.

وأوضح باهون أن من مهام القوات الأميركية في لبنان تدريب الجيش اللبناني وتقديم المشورة له مشددا على أن ليس هناك أرقام محددة بشأن عدد تلك القوات.

وأضاف المتحدث باسم البنتاغون أنه منذ 2006، قدمت الولايات المتحدة إلى لبنان 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية وقامت بتعزيز الجيش اللبناني، موضحا أن هذه المساعدات تعزز المصالح الأميركية في المنطقة من حيث محاربة تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى وكبح جماح نفوذ إيران وتصرفات حزب الله اللبناني.

ويرى مراقبون أن إعلان البنتاغون في هذا التوقيت عن وجود قوات خاصة أميركية في لبنان مع ما رافقه من حديث عن استعداد للتحالف الدولي لتقديم الإسناد الجوي للجيش اللبناني في المعركة ضد داعش على الحدود، بالتأكيد ليس من فراغ.

ويلفت هؤلاء إلى أنه من الطبيعي أن يشارك التحالف الدولي في المعركة على الحدود السورية اللبنانية ضد التنظيم الجهادي، باعتبار أن لبنان أحد أعضائه، كما أن المعركة المنتظرة لن تكون بالسهولة المتوقعة، وبالتالي فإن الجيش في حاجة لمثل هكذا دعم.

ويستبعد خبراء عسكريون أن يقبل داعش بخيار الانسحاب من منطقة الجرود على غرار ما حصل مع جبهة النصرة حيث إنه لا مكان آمنا قد يلجأ إليه، سواء في سوريا أو في العراق، وبالتالي قد تضطر عناصره إلى القتال حتى النهاية، وهذا بالتأكيد يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى الجيش اللبناني، وما يزيد من تعقيد الأمر هو وجود 9 جنود لبنانيين أسرى لدى التنظيم الجهادي منذ عام 2014، وهناك تضارب كبير بشأن أماكن تواجدهم.

وأعلن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن لا خطط للتفاوض مع تنظيم داعش، إلا أنه أعرب عن استعداد الحكومة اللبنانية للقيام بهذه المفاوضات، ولا سيما في مسألة الإفراج عن المختطفين من الجنود اللبنانيين.

وأكد إبراهيم أن عدم انسحاب داعش من خلال التفاوض سيؤدي إلى طرد التنظيم بالقوة العسكرية.

وكان حزب الله قد أعلن منذ نحو ثلاثة أسابيع عن معركة في جرود عرسال المتداخلة مع سوريا لطرد جبهة النصرة منها، وانتهت العملية مؤخرا بصفقة شاركت فيها الدولة اللبنانية ممثلة في اللواء عباس إبراهيم الذي خبر مثل هكذا صفقات. وقضت الصفقة التي استكمل تنفيذ بنودها مساء الخميس بخروج 7777 من مقاتلي الجبهة وعائلاتهم ومن النازحين السوريين إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وقبلها كانت النصرة قد أطلقت سراح عدد من مقاتلي حزب الله، بالمقابل نجحت النصرة في فرض شرطها القاضي بإطلاق عدد من عناصرها الموقوفين في السجون اللبنانية.

ويرى محللون أن صفقة النصرة كان التوصل إليها سهلا بالنظر إلى الجهات الإقليمية التي تدخلت فيها والمقصود إيران وقطر الداعمة للنصرة، وهذا السيناريو سيكون صعبا تكراره مع داعش، الذي سبق وأن رفض الدخول في مفاوضات في عدة أنحاء بسوريا والعراق وفضل خيار المواجهة.

ومازالت الأوساط السياسية تتساءل حول سرّ عدم قيام الجيش اللبناني بعملية جرود عرسال، طالما أن عملية التفاوض جرت عبر اللواء إبراهيم.