IMLebanon

إنجاز أدق خريطة للمادة الداكنة في الكون

تقرير “ايلاف”:

تمكّن فلكيون من رسم أدق خريطة حتى الآن للمادة الداكنة في الكون بدراسة مجرّات بعيدة عن مجرتنا. ورُسمت الخريطة بقياس الضوء المنبعث من 26 مليون مجرة بعيدة.

واكد الفلكيون ان الخريطة يمكن ان تساعد الباحثين على معرفة المزيد عن كيفية نشوء الكون قبل اكثر من 14 مليار سنة.

وتسند دراسة المجرات البعيدة ما توصلت اليه أبحاث سابقة تشير الى ان الكون يتألف من 4 في المئة مادة اعتيادية و26 في المئة مادة داكنة و70 في المئة طاقة داكنة.

واستخدمت الدراسة التي اجراها فريق دولي من الفلكيين قراءات جُمعت خلال العام الأول من مشروع “مسح الطاقة الداكنة” الدولي.

ويهدف المشروع الى مساعدة الفلكيين على التوصل الى فهم أفضل للطاقة الداكنة الغامضة التي قد تكون مسؤولة عن توسع الكون بوتائر متسارعة.

واستخدمت كاميرا قوية على تلسكوب في تشيلي لقياس كمية المادة الداكنة في كوننا الحالي وتوزعها.

وأُجريت القياسات بدقة متناهية لأول مرة بحيث تضاهي القياسات المرجعية السابقة للكون التي اجراها مرصد بلانك الفضائي الذي اطلقته وكالة الفضاء الاوروبية.

وقال عضو فريق العلماء الدولي الفلكي في مختبر المعجل الوطني “فيرميلاب” في ولاية الينوي الاميركية البروفيسور سكوت دوديلسون “ان النتيجة أكثر من مثيرة ، فنحن لأول مرة تمكنا من رؤية البناء الحالي للكون بالوضوح نفسه الذي نرى به نشأته الأولى، ونستطيع ان نقتفي الخيوط من واحد الى آخر لتأكيد العديد من التنبؤات في مجرى العملية”.

وأهم ما في هذا الانجاز انه يؤيد النظرية القائلة ان 26 في المئة من الكون مادة داكنة غامضة. كما انه يسند النظرية القائلة إن الفضاء مليء بطاقة داكنة غير مرئية هي التي تسبب توسع الكون المتسارع وتشكل 70 في المئة منه.

ولاحظ العلماء ان ما يدعو الى الاستغراب ان قياس توزع الكون على نطاق واسع في الماضي السحيق أسهل من قياسه اليوم.

ففي أول 400 الف سنة بعد “الانفجار الكبير” كان الكون مليئاً بغاز متوهج ما زال الضوء المنبعث منه باقياً حتى اليوم.

ومنذ ذلك الحين عملت جاذبية المادة الداكنة على ضغط هذه الكتلة الغازية وجعلت الكون اوسع توزعاً بمرور الزمن. ولكن الطاقة الداكنة تقاوم هذه الجاذبية وتدفع المادة الى التشتت. وباستخدام الخريطة التي رسمها المرصد الفضائي بلانك يستطيع العلماء ان يحسبوا بدقة مجريات هذه المعركة ونتيجتها قبل أكثر من 14 مليار سنة.

وقال عضو فريق العلماء الدكتور جو زونتز من جامعة ادنبرة “ان قياسات مشروع الطاقة الداكنة تؤيد لدى مقارنتها مع المرصد الفضائي بلانك النسخة الأبسط من نظرية المادة الداكنة والطاقة الداكنة”. واضاف “ان هذه قطعة هائلة من اللغز المتمثل بكيف نشأ الكون خلال الأربعة عشر مليار سنة الماضية”.

واعلن الدكتور زونتز “ان الكون المعتم ثم جُعِل مرئياً على نطاق لا سابق له”.

واستخدم العلماء معلومات سجلتها كاميرا قوية على تلسكوب في تشيلي لرسم خرائط تبين مواقع المجرات ، واقتفاء كثافة المادة الداكنة. كما قاسوا بدقة اشكال 26 مليون مجرة واستخدموا طريقة تأخذ في حسابها انحناء الضوء في المسافات البعيدة لرسم توزع جاذبية المادة الداكنة على امتداد مليارات السنوات الضوئية.