IMLebanon

بعد الهزيمة… الإنتقام!

 

 

كتب حسن سلامة في “الديار”:

كثر الحديث في الايام الاخيرة عن سيناريوهات ارهابية قد تعمل له “جبهة النصرة” بعد هزيمتها المذلة في جرود عرسال، والامر نفسه سيسعى اليه تنظيم “داعش” بعد هزيمته المنتظرة في جرود رأس بعلبك والقاع، وأحد هذه السيناريوهات اشارت اليه مؤخراً جريدة “واشنطن بوست” الاميركية بعد تمكن مقاتلي حزب الله من تحرير جرود عرسال.

ووفق معطيات مصادر امنية فان التنظيمين الارهابيين، سيحاولان استهداف بعض المناطق اللبنانية، خاصة بعد الهزيمة الكبرى التي اصابت “النصرة”، وتقول انه من غير المستبعد ان يعمد هذا التنظيم الى محاولة الانتقام من هزيمته وهو ما كان تحدث عنه الارهابي ابو مالك التلي قبل انسحابه وعناصره الى مدينة ادلب السورية، وتقول ان قيام التنظيم المذكور او محاولته القيام بعمليات ارهابية قد تحصل عبر استخدام الخلايا الارهابية النائمة في غير منطقة:

1- في داخل مخيمات النزوح السوري، بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان التنظيمين الارهابيين يعملان لاستغلال هذه المخيمات لانشاء خلايا ارهابية وامدادها بكل ما تحتاج اليه من ادوات للقتل – احزمة وعبوات ناسفة وغير ذلك – وتقول ان ما كشفت عنه، انتقال حوالى ثمانية الاف نازح مع جبهة “النصرة” لدى انسحابهم من جرود عرسال الى ادلب وقبل ذلك ما كشفته العملية الاستباقية للجيش يؤكد ان اغلبية مخيمات النزوح اصبحت مأوى للارهابيين.

2- مخيمات اللجوء الفلسطيني عموماً، خاصة مخيم عين الحلوة، حيث يتواجد عشرات الخلايا الارهابية في هذه المخيمات وفي الدرجة الاولى في مخيم عين الحلوة، ويضيف المصدر ان قيام حوالى 120 عنصراً ملتزمين بـ”جبهة النصرة” بينهم شادي المولوي للخروج مع مسلحي “النصرة” من عرسال دليل واضح على مدى تغلغل الخلايا الارهابية في المخيم، ومحاولاتهم المستمرة لاستهداف الامن اللبناني، عبر عمليات ارهابية.

3- وجود الكثير من الخلايا النائمة في اكثر من منطقة لبنانية وكان اخرها تمكّن شعبة المعلومات من توقيف خلية امنية خطيرة تعمل لصالح “داعش” تنشط بين طرابلس والضنية حيث ضبطت بحوزتها كميات كبيرة مـن السلاح بينها 13 صاروخاً مذنب عيار 60 ملـم، بـغية استخدام هذه الاسلحة في عمليات ارهابية مستقبلية، بعد ان كانت مخابرات الجيش وباقي الاجـهزة الامنية اوقفت في الفترة الماضية عشرات الخـلايا الامنية، بينها الخلية التي كشفت قبل تحرير جرود عرسال من قبل الجيش اللبناني خلال العملية الاستباقية في احد مخيمات النازحين السوريين في خـراج بلدة عرسال، حيث اظهرت التحقيقات ان هذه الخلية كانت تعد لعمليات ارهابية في عدد من المناطق اللبنانية.

الا ان المصدر الامني يؤكد انه رغم وجود مخاطر من حصول عمليات ارهابية، كما كان في الفترات الماضية، الا ان الاجهزة الامنية بدءاً من مخابرات الجيش تأخذ كل هذه الامور بعين الاعتبار، ويضيف ان الجيش ومعه باقي الاجهزة الامنية الذين تمكنوا في السنوات الاخيرة من فكفكة عشرات الخلايا الارهابية بينها خلايا كانت على مقربة من تنفيذ اعتداءات في بعض المناطق، قادرة على مواجهة ما يمكن ان تخطط له التنظيمات الارهابية، بل ان الجيش اظهر كفاءة عالية في كشف هذه الشبكات بعكس معظم الاجهزة الامنية في كثير من الدول التي لم تنجح في منع حصول عمليات ارهابية بما في ذلك داخل فرنسا والمانيا وبريطانيا.

ويكشف المصدر ان الجيش في تنسيق تام مع باقي الاجهزة الامنية من اجل منع حصول اي عمل ارهابي وهو لذلك اتخذ سلسلة من التدابير الجديدة، اضافة الى ما كان يقوم به في الفترة السابقة، بينها مراقبة مداخل ومخارج مخيمات النازحين السوريين ومخيمات اللجوء الفلسطيني، خاصة في عين الحلوة، واشار الى ان التنسيق قائم مع الفصائل الفلسطينية في المخيم من اجل وأد اي تحرك ارهابي في مهده، والاجراءات نفسها اتخذت في عدد من المناطق التي قد يستخدمها الارهابيون كأداة لهم للتخطيط وتنفيذ اعمال ارهابية.