IMLebanon

ذخيرة أميركية غير مسبوقة للجيش

 

تقول مصادر وزارية لبنانية مواكبة التحضيرات التي أنجزتها قيادة الجيش لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم «داعش» الإرهابي، إن لا عودة عن القرار المتخذ بتطهير الجزء اللبناني من الجرود منه، وإن توقيت بدء الهجوم الشامل يعود إلى القيادة العسكرية التي وضعت خطة متكاملة باشرت تنفيذها على دفعات من خلال القصف المدفعي والصاروخي الذي ترتفع وتيرته تدريجياً لتضييق الخناق على مراكز «داعش».

وتؤكد المصادر الوزارية نفسها لصحيفة «الحياة»، كثافة النيران التي تطلقها وحدات الجيش المنتشرة على طول الخط الممتد من القاع الى رأس بعلبك مروراً بجرود بلدة الفاكهة، والتي تستهدف مواقع «داعش» المحصنة داخل الكهوف والأنفاق. وتوضح أنها تأتي في سياق الإصرار على تحرير الجرود من الإرهابيين والمجموعات التكفيرية التي ستكتشف لاحقاً وبالملموس مع بدء الهجوم على نطاق واسع، أنها ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام أو الانتحار، وأن لا مجال للتفاوض إلا تحت سقف جلاء مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» شرطاً لخروج مجموعاته من الجزء اللبناني من الجرود في اتجاه الأراضي السورية.

وتلفت المصادر الوزارية عينها الى أن «داعش» سيجد نفسه مع اشتداد القصف المدفعي والصاروخي على مجموعاته، أمام طريق مسدود، لا سيما أن قيادة الجيش لم تعد الخطة لتحرير هذه المنطقة من باب التهويل أو «تهبيط الحيطان» على الإرهابيين، وإنما تنفيذاً لقرار سياسي رسمي وشعبي وحزبي يوفر لها الغطاء لإنجاز المهمة المكلفة بها.

وترى أن ارتفاع هذا التسخين من خلال القصف المدفعي والصاروخي ترافق مع ذخيرة أميركية غير مسبوقة للجيش اللبناني الذي أخذت قيادته على عاتقها استرداد الجانب اللبناني المحتل من الجرود من دون الاستعانة بأي شريك، نظراً الى أن وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات تتمتع بقدرات قتالية عالية وتتبع قوات النخبة، إذ إنها تضم كتائب من اللواءين السادس والتاسع مطعمة بفوجين من التدخل والمجوقل مدعومة بفوجين من الاحتياط تابعين لمغاوير البر والبحر.

وتقدر المصادر الوزارية تعداد القوة المكلفة تحرير الجرود من»داعش» بأكثر من خمسة آلاف جندي مرتبطة مباشرة بغرفة عمليات عسكرية متقدمة يشرف عليها قائد الجيش العماد جوزف عون يعاونه عدد من كبار الضباط. وتقول إن زمام المبادرة في بدء الهجوم هو بيد القيادة العسكرية وإن الهدف من ارتفاع وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي هو إحداث بلبلة في صفوف المجموعات الإرهابية، وهذا ما تحقق حتى الآن. وتعتقد أن الوحدات العسكرية تمكنت حتى الساعة من توجيه رسائل نارية الى تلك المجموعات الإرهابية بأن الهجوم يمكن أن يحصل في أي ساعة، وتقول إن شدة القصف أدت وستؤدي الى تفكيك هذه المجموعات وتشتيتها، خصوصاً بعد أن تمكن الجيش من السيطرة على تلتين في الجرود، ما يؤشر الى أن الهجوم سيطاول التلال والمرتفعات.

وتكشف المصادر الوزارية أن لدى الجيش الآن قوة نارية غير مسبوقة تتمثل في استخدامه قذائف مدفعية من العيار الثقيل تؤدي الى إحداث خرق لمخابئ «داعش» في داخل الأنفاق والكهوف، إضافة الى الدور الفاعل لسلاح الطيران الذي يشارك حالياً في رفع منسوب التسخين العسكري من خلال استخدامه طائرات من نوع «سيسنا» لديها القدرة على استهداف أماكن تمركز المجموعات الإرهابية بواسطة صواريخ تطلقها من مسافة 7 كيلومترات وتقوم في الوقت ذاته باستطلاع المواقع المستهدفة بواسطة الصور الجوية التي تلتقطها تمهيداً لتحليلها وإخضاعها الى قراءة عسكرية متأنية للوقوف على رد فعل هذه المجموعات الإرهابية فور سقوط الصواريخ على الأماكن التي تتمركز فيها.

وتتوقف المصادر أمام فاعلية راجمات الصواريخ التي يطلق بعضها 40 صاروخاً دفعة واحدة وبعضها الآخر 60 صاروخاً من الأعيرة الثقيلة، وتقول إن القوة النارية غير الاعتيادية التي تتمتع بها الوحدات العسكرية المقاتلة قادرة على تحويل المساحة الجغرافية التي يحتلها «داعش» داخل الأراضي اللبنانية الى منطقة محروقة، وهذا ما سيلمسه التنظيم فور بدء الهجوم الواسع الذي ستغطي نيرانه هذه المنطقة بكاملها.

وتنوه المصادر هذه بالمعنويات القتالية العالية للوحدات العسكرية التي تحظى بحاضنة لبنانية رسمية وسياسية وشعبية غير قابلة للتشكيك ولن تشوبها شائبة، وتقول إن الإجماع اللبناني على دور الجيش يتحصن هذه المرة بحاضنة عربية ودولية كانت وما زالت تراهن على المهمات الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية لحفظ الأمن والاستقرار إلى جانب القوى الأمنية الأخرى.

وبكلام آخر، تقول المصادر عينها إن هناك رغبة دولية وإقليمية بأن يكون الجيش الرافعة الأقوى من دون شريك، ليس في تحرير جرود القاع ورأس بعلبك فحسب، وإنما للقيام بدور فاعل في حفظ الأمن في مرحلة ما بعد طرد «داعش» من الجرود.

وتقول إن لا لبس في ثقة المجتمع الدولي بالمهمات التي تنتظر المؤسسة العسكرية وفي أنها تحظى وستحظى بدعم غربي وإقليمي لم يتوافر للإنجاز الذي حققه «حزب الله» في تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة» وأخواتها.