IMLebanon

حصار خليجي على لبنان!

 

حذّرت مصادر لبنانية مطّلعة عبر صحيفة “العرب” من أن بطء التعاطي الرسمي مع مطالب الكويت بخصوص تورط حزب الله في قضية العبدلي قد يقود لبنان إلى أزمة جديدة مع دول الخليج قد تتطور إلى حصار اقتصادي خليجي يزيد من تأزم وضع الاقتصاد اللبناني.

وأشارت المصادر إلى أن دول الخليج، التي تضع على رأس أولوياتها حاليا مواجهة الإرهاب، لن تسكت على سلبية لبنان في التعاطي مع دور حزب الله، وأنها قد تبادر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار الحكومة اللبنانية على التعاطي مع مطالب الكويت.

وكشفت التطورات المتعلقة بخلية العبدلي في الكويت عن استمرار أجهزة الأمن في توسيع تحقيقاتها التي تكشف يوما بعد آخر عن تورط إيران وحزب الله في الإعداد لتهديد أمن واستقرار الكويت.

وكانت مصادر صحافية كويتية قد كشفت عن اعتقال مشتبه بهم جدد بتهمة التخابر مع حزب الله ضد الكويت ليبلغ “إجمالي المقبوض عليهم بتهم الانتماء إلى حزب الله والحرس الثوري الإيراني والتستر على متورطين 13 متهما حتى مساء الأحد”.

وقالت المصادر إن “النيابة العامة أصدرت أوامر بضبط وإحضار 6 أشخاص متورطين في التستر وإخفاء الهاربين من الخلية“.

وسترفع المعلومات الجديدة من مستوى الضغوط التي تمارسها الكويت ضد حزب الله، على الرغم من نفي الأمين العام للحزب حسن نصرالله أي تورط لحزبه في تشكيل الخلية في الكويت.

وأشارت إلى أن “جهاز أمن الدولة سيكثف الجهود الحثيثة لضبط أشخاص آخرين خلال الـ24 ساعة المقبلة”، وأن “اثنين من المتهمين وجّهت إليهما تهم بالتخابر ضد الكويت للقيام بأعمال عدائية”.

وبينت أن أحد المعتقلين هارب من تنفيذ حكم قضائي صادر بحقه في ثمانينات القرن الماضي لضلوعه في التفجيرات التي شهدتها الكويت آنذاك، وأُفرج عنه بعفو أميري بعد الغزو العراقي.

يذكر أن الكويت شهدت تفجيرات في ثمانينات القرن الماضي أثناء الحرب العراقية الإيرانية تبنتها تنظيمات مرتبطة بإيران بينها حزب الدعوة الإسلامي، بسبب موقفها الداعم للعراق.

وحول إمكانية إلغاء العفو الصادر بحق المتهم بتفجيرات الثمانينات وتنفيذ العقوبة الصادرة ضده في تلك الفترة، كون قضايا أمن الدولة لا تسقط بالتقادم، ولارتكابه جريمة جديدة، بينت المصادر أن ذلك الأمر تقرره المحكمة.

وكانت الكويت قد تقدمت بمذكرة إلى لبنان تسلّمها وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل من السفير الكويتي في لبنان عبدالعال القناعي.

وكشف القناعي أن المذكرة تتعلق بدور ما لحزب الله في خلية العبدلي، وأنها تطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف لوضع حد لممارسات الحزب التي اعتبرتها المذكرة تهديدا لأمن البلاد واستقرارها.

وتشير المذكرة إلى أن حكم محكمة التمييز الصادر في قضية خلية العبدلي أكد “مشاركة حزب الله في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال والتدريب على استخدامها داخل الأراضي الكويتية للقيام بأعمال عدائية ضدّ دولة الكويت”.

واعتبرت حكومة الكويت تصرفات الحزب “تهديدا لأمن واستقرار البلاد وتدخلا سافرا وخطيرا في الشأن الداخلي”.

وقال القناعي إن “الكويت وجهت عن طريق سفارتها لدى لبنان مذكرة احتجاج رسمية إلى الحكومة اللبنانية لوضعها أمام مسؤولياتها تجاه الممارسات غير المسؤولة لحزب الله، ودعت الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع مثل هذه الممارسات المشينة من قبل حزب الله اللبناني باعتباره مكونا من مكونات الحكومة اللبنانية”.

ونفى الأمين العام لحزب الله وجود أي “خلايا وأفراد وتشكيلات للحزب في الكويت”.

وأكد نصرالله أن “حزب الله لم يحرض الكويتيين على النظام، وهذا كلام مسخرة والاتهامات بذلك غير صحيحة، وأنا أشهد أمام الله على ذلك”، مضيفا “نحن دائما نحث على التعاون وعلى الوحدة في الكويت، ونحن نراهن ونقدر أبوة وحكمة أمير الكويت”.

ورأى مراقبون في بيروت أن لهجة نصرالله كانت تصالحية تعكس حجم الضغوط التي يخشاها الحزب من المحيطين العربي والدولي.

ورغم تشديد مجلس الوزراء اللبناني على معالجة مضمون المذكرة الكويتية، إلا أن الطبقة السياسية اللبنانية بدت منقسمة حول كيفية التعامل معها.

وطالب النائب غازي العريضي، القريب من الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، بضرورة التفاهم على موقف موحد يتم تقديمه للكويت، وأكد أنه “من المهم التفاهم لبنانيا على موقف موحد يقدم للكويت وقد بدأ ذلك في مجلس الوزراء وتبقى الأمور الإجرائية التي تجب معالجتها عبر القنوات الدبلوماسية”.

وتولي الكويت أهمية كبرى للتحقيقات المتعلقة بهذا الملف، فقد كشفت المصادر أن هناك مركز عمليات خاصا لمتابعة قضية خلية العبدلي، بقيادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، مشيرة إلى أن “العمل لدى إدارة أمن الدولة يتواصل على مدار الساعة”.

وكان وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق قد كشف الأسبوع الماضي “أنَّنا مقبلون على تغييرات كبيرة في المنطقة وقد نكون أمام حصار سياسي عربي وغربي كبير على لبنان بسبب حزب الله”. وقال “لنقرأ رسالة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة”.

ورأت مصادر دبلوماسية أن موقف الوزير اللبناني من الحزب، وعلى الرغم من الخلفية الانتصارية التي رافقت فتح حزب الله لمعركة جرود عرسال، جاء متأثرا بالمذكرة الكويتية ويتأسس على معلومات حول تبدل المشهد الإقليمي والدولي ضد إيران وحزب الله، والتي يجب على لبنان أخذها بالاعتبار.

وجاء موقف وزير الداخلية عقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن مترئسا وفدا لبنانيا رسميا، قابل خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

واستنتج الوفد اللبناني أجواء الكونغرس التي تحضر رزمة عقوبات جديدة ضد الحزب قد يتأثر بها لبنان.