IMLebanon

احتضانٌ لبناني وحضانةٌ عربية – دولية لمعركة الجيش ضد “داعش”

 

تلاحظ أوساط سياسية لبنانية عبر صحيفة “الراي” الكويتية أنّ “حزب الله” الذي وظّف معركته ضدّ “جبهة النصرة” في جرود عرسال بإتجاه داخلي عنوانه “الالتفاف غير المسبوق” حول أدواره العسكرية ومعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” وفي اتجاه خارجي يصبّ بمصلحة “محور الممانعة” بقيادة إيران التي لاقتْه في

“تلقُّف” النصر، يسعى في الطريق الى عملية الجيش اللبناني ضدّ “داعش” لتظهير نفسه “شريكاً في الميدان”، بالتوازي مع الدفْع نحو جعل التنسيق مع النظام السوري أولوية تمليها بالنسبة إليه ضرورات المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع والتي سيخوضها الحزب جنباً الى جنب مع الجيش السوري من المقلب السوري (قارة والجراجير).

ولا يتوقّف الضغط نحو التنسيق مع نظام الرئيس بشار الأسد على الجانب العسكري المتصل بمعركة الجرود المرتقبة بل يشمل أيضاً الدعوة التصاعُدية للتنسيق معه في ما خص “خطر” النازحين السوريين، بالاستناد الى ما رافق إنهاء وجود “النصرة” في جرود عرسال عبر ترحيل آلاف اللاجئين الى إدلب بتعاونٍ معلن مع النظام السوري، والى ما سيُستكمل في السياق نفسه لجهة تأمين انتقال نحو 3 آلاف نازح هم مسلّحو “سرايا أهل الشام” (بقايا من الجيش السوري الحر) وعائلاتهم وآخرين الى القلمون الشرقي (بلدة الرحيبة).

واستوقف الأوساط السياسية نفسها أن هذا المناخ تَرافق مع 3 تطورات لافتة، أوّلها الكشف عن وجود مكتب دائم للتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري لم يتوقّف عمله، والثاني إعلان أن وزير المال علي حسن خليل وقّع اتفاقية مع الحكومة السورية لتزويد لبنان بالكهرباء بـ 300 ميغاوات وبكلفة نحو 400 مليار ليرة لبنانية (نحو270 مليون دولار)، والثالث التقارير عن زيارة سيقوم بها وزيرا الزراعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن في 16 الجاري لدمشق بدعوةٍ من وزير الاقتصاد السوري، تليها زيارة لوزير المال بدعوة من رئيس الوزراء السوري عماد خميس.

وفي رأي هذه الأوساط أن الجيش اللبناني الذي يتمتّع باحتضان داخلي “لا تشوبه شائبة” وبحاضنة عربية ودولية وبدعم أميركي مفتوح بالذخيرة والعتاد ليس في وارد التفريط بهذا الأمر بل يسعى الى تكريسه والإفادة منه.

وإذ تكشف هذه الحسابات المتداخلة ما يحوط بمعركة الجيش من تعقيداتٍ سياسية أكثر منها ميدانية، تتعاطى دوائر مطلعة مع الانتقال المرتقب لـ”سرايا أهل الشام” ونحو 3 آلاف نازح من جرود عرسال الى القلمون الشرقي (استكمالاً لخروج “النصرة”) على أنه سيشكّل “صافرة” إطلاق المعركة الكبرى ضدّ “داعش” في رأس بعلبك والقاع، إلا اذا سلّم التنظيم بشروط التفاوض لجهة كشف مصير العسكريين التسعة الأسرى لديه والانسحاب في اتجاه البادية السورية.