IMLebanon

تحقيق IMLebanon: غوستاف قرداحي سيغيّر وجه أميركا من خلال نظام النقل الذكي!

 

يشتهر لبنان بأدمغة شبابه الذين يبرعون في الخارج ويحققون الانجازات العالمية والتاريخية، وجديد تلك الإنجازات ما حققه المغترب الشاب اللبناني الأميركي غوستاف قرادحي الذي قام بوضع خطة نقل متطورة ستحقق ثورة تكنولوجية لمستقبل النقل في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك عبر نظام السيارات الذكية اي التي تقود نفسها بنفسها والمتصلة إلكترونيا ببعضها على الطرقات.

خطة قرادحي التي يعمل على وضعها مع فريقه في شركة Booz Allen Hamilton الاستشارية في الولايات المتحدة بالتعاون مع وزارة النقل الأميركية ستؤدي الى تحقيق أهداف اساسية وهي تخفيض حوادث السير، وتخفيض الإزحادم والتلوث.

قرداحي، إبن مدينة جونية الكسروانية مهندس وخبير استراتيجيات وتكنولوجيا النقل في الشركة التي يعمل فيها في واشنطن، هاجر من لبنان عام 2007 بعد تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت حاصلاً على شهادة في الهندسة المدنية والبيئية، وأكمل تعليمه في جامعة UC Berkeley  في كاليفورنيا حيث تخصص في مجال هندسة النقل.

فكيف وضع تلك الخطة التي ستغيّر وجه أميركا؟ وما هي إمتيازاتها وأهميّتها؟ ومتى سيتم وضعها قيد التنفيذ؟

هذه هي الأهداف الثلاثة التي تحققها هذه التكنولوجيا

يؤكد المهندس غوستاف قرداحي في حديث لـ”IMLebanon”  أنه “عمل مع وزارة النقل الاميركية على وضع خطة استراتيجية لإستخدام تقنيات تكنولوجية جديدة للنقل، وتتميز تلك الخطة بأولويتين أساسيتين وهي إستخدام المركبات المتصلة ببضعها أوالسيارات الذكية والتي تقود نفسها بنفسها”.

ويضيف: “عملنا تقريبا مع 700 مقرر ومهتم بمواضيع النقل على كل المستويات أكان على المستوى الفدرالي أو الولايات أو المحلي، وعملنا معهم لمدة سنة لنأخذ منهم أي تصور أو مواضيع، خصوصا أن هدفنا الأساسي مؤلف من 3 أمور وهي، أولا، السلامة العامة وتخفيض عدد حوادث السير والضحايا على الطرقات، ثانيا، تخفيف إزدحام السير والساعات التي يقضيها السائق على الطرقات، وثالثا، الأثر البيئي وتخفيض الانبعاثات المضرة بالبيئة”.

ويشدّد قرداحي على أن “هذه التكنولوجيا واعدة جدا ومتاحة بسبب تقنيات الاستشعار والاتصالات المتطورة والتي أصبحت تستخدم يوميا في مختلف الأمور، ولذلك يمكننا إستخدامها في قطاع النقل بمساعدة الدولة من أجل تحقيق الاهداف الثالثة الكبيرة”.

هذا هو الفارق بين التقنيتين

عن الفارق بين التقنيتين وإمكانية دمجهما مع بعض، يلفت قراحي الى أن “هاتين التقنيتين (السيارات المتصلة والسيارات الذكية) ستكون على الطرقات بعد 10 سنوات وسيتم دمجهما سويا في مركبة واحدة لكي يستفيد السائق منهما ويستخدمها بشكل طبيعي، خصوصا ان كل واحدة منهما تقدم منافع وفوائد مختلفة، لذلك يجب جمعهما سويا لكي نصل الى أفضل نتيجة ممكنة”.

ويشرح أن “السيارة ذاتية القيادة تقوم بالأمور التي يقوم بها الانسان من خلال القيادة وتغير مسارها من خلال الاستشعار بمحيطها ولكن ليس لمدى بعيد، وإنما تكنولوجيا السيارات المتصلة تغير مسارها وتتصل بكل السيارات على مدى بعيد أو حتى بالبنى التحتية لكي تعدل بسرعتها والمسار الذي تأخذه، ولهذا السبب التقنيتين تكملان بعضهما وستكونان سويا”.

متى ستطبق تلك التكنولوجيا؟

أما بالنسبة لتاريخ وضع تلك السيارات في السير، فيكشف قرداحي عن أن “إدارة السلامة المرورية في وزارة النقل قامت بتصويت لكل مصنعي السيارات في أميركا، وتَقَرر أنه من اليوم حتى العام 2023 سيتم وضع تلك السيارات في السير بشكل تصاعدي، وهكذا مع وصولنا للعام 2023 ستصبح المركبات التي تدخل الى أميركا والتي تصنّع للسوق الاميركي متصلة ببعضها البعض وذاتية القيادة فقط”.

وعن كلفة تلك التكنولوجيا، يوضح أنها “ليست مرتفعة جدا لأنها ليست بأمر جديد بل عادية ومتاحة مثلها مثل اسعار الهواتف الذكية ولا تكلف الكثير ولا تضيف أي شيء على سعر السيارة، ومن العام 2023 لن يكون هناك أي سيارة عادية مصنعة تدخل إلى الولايات المتحدة بل فقط ذاتية القيادة ومتصلة ببضعها، ومع الوقت نكون قد بدأنا تدريجيا بتغيير المركبات القديمة بالمركبات الجديدة ويبدأ عددها بالإرتفاع لتصبح كلها سيارات متطورة ومتصلة ببعضها، وهكذا نكون قد حققنا نقلة نوعية في عالم التنقل، ونكون قد حققنا الأهداف الثالثة الاساسية وهي السلامة المرورية وازحدام السير والاثر البيئي”.

ويشير قرداحي الى أن “تلك السيارات ستدخل الى السوق بطريقة تدريجية، والامر سيتطلب وقتا لكي تصبح التكنولوجيا موجودة بشكل تام، ومع الوقت ستكبر وتتوسع من تلقاء نفسها ومن دون فرضها بالقوة خصوصا أنه مع الوقت ستصبح تقنية عادية جدا وسيتعود عليها المواطن، مثلها مثل أي تكنولوجيا تطورت مع مرور الزمن مثل الهواتف الذكية والحاسوب وغيرها”.