IMLebanon

مخاوف من العودة بـ”اللغم” السوري الى لبنان!

 

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: بدأتْ المحاولاتُ الممنْهجة لـ «أخْذ الدولة» الى سورية تثير مخاوفَ في بيروت من العودة بوهج «الحريق» السوري الى الواقع اللبناني عبر استعادة مناخ الاستقطاب السياسي الحاد في البلاد.

ورغم الاقتناع السائد بصعوبة أن يؤدّي «التدافع الخشن» على خلفية عنوان «التعاون والتنسيق» مع نظام الرئيس بشار الأسد إلى نسْف التسوية التي تحكم الواقع اللبناني منذ إنهاء الفراغ الرئاسي قبل نحو 10 أشهر، إلا أن الخشية الكبيرة تكمن في مغازي هذه الاندفاعة من حلفاء دمشق وطهران اللبنانيين وسط ملامح سعيٍ واضحٍ من «حزب الله» إلى التوظيف السريع لما حقّقه، عسكرياً وسياسياً وشعبياً، عبر معركته ضدّ «جبهة النصرة» في جرود عرسال على المستوى الاقليمي بتظهير «طغيان» حضوره ومن خلفه إيران في المشهد اللبناني من باب كشْف عجز خصومه عن منْعه من تحقيق أجنْدته والسعي الى تكريس وقائع جديدة تترجم اختلال موازين القوى الداخلي لمصلحته.

وكان الأكثر تعبيراً في هذا السياق، دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى ما يشبه «إلحاق الدولة» بـ «حزب الله» من خلال قوله تعليقاً على رفض قوى لبنانية وازنة منْح تكليف رسمي لوزراء «الثنائي الشيعي» لزيارة دمشق «لا يريدون ذهاب الوزير الى دمشق بينما (حزب الله) كله في سورية»، الأمر الذي عكَس وجود «كلمة سرّ» بمحاولة جعل الواقع اللبناني أكثر التصاقاً بـ «محور الممانعة»، وهو ما يُنتظر أن يتبلور أكثر من خلال كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله اليوم.

واستوقف أوساطاً سياسية أن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يرفع لواء حفظ استقرار لبنان وتحييده عن حرائق المنطقة، يترجم هذا الموقف بتحركاتٍ في أكثر من عاصمة لاحتواء أضرار السياسات والأدوار العسكرية والأمنية لـ «حزب الله» في الخارج على البلاد، وهو ما سعى إليه في زيارته الأخيرة لواشنطن وما يقوم به اليوم في الكويت وما يعتزم فعله خلال محطته في باريس نهاية الشهر الجاري، وبعدها في موسكو في النصف الثاني من سبتمبر المقبل.

إلا ان اللافت كما أبلغتْ هذه الأوساط الى «الراي» أن حركة الحريري تقابلها في بيروت عملية تهشيم مبرْمجة لقريبين منه في سياق رسائل بأكثر من اتجاه طالت أخيراً النائب في كتلة «المستقبل» عقاب صقر الذي برز أمس ردّه العنيف ومن قلب دارة رئيس الحكومة (بيت الوسط) على الحملة التي طاولتْه من بعض رموز وإعلام الفريق الموالي لـ «حزب الله»، واضعاً ما يتعرّض له في إطار «الاغتيال السياسي تمهيداً ربما للاغتيال الجسدي» و«استهداف الرئيس سعد الحريري لأنه شوكة في عيونهم، والنيل من»تيار المستقبل«الذي أثبت انه ما زال الصخرة الصامدة في وجه مشاريع الهيمنة الايرانية على لبنان والمنطقة»، و«التغطية على ما حصل في عرسال، وما سيأتي بعدها من محاولة زج الجيش اللبناني بعلاقة مشبوهة مع سرايا الأسد، ومحاولة زج الحكومة اللبنانية بعلاقات مع الحكومة السورية»، ملمحاً الى ان زيارات وزراء لدمشق سيفتح الباب «أمام معارضين سوريين شرعيين بالائتلاف وبالمجلس الاعلى للمفاوضات سيأتون الى لبنان بصفة شخصية وسيزورون شخصيات ووزراء ورؤساء ربما بصفة شخصية وسيفتحون مكتبا لتمثيل المعارضة السورية بصفة شخصية».

وفيما أشار صقر الى «استثمار» يقوم به «حزب الله» لما وصفَه بـ «مسرحية عملية جرود عرسال»، استمرّت المعاينة للمعركة التي سيشنّها الجيش اللبناني ضدّ «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، وسط علاماتِ استفهامٍ حول السبب الفعلي لتأخُّر تنفيذ اتفاق خروج مسلّحي «سرايا أهل الشام» (350 مسلحاً) وعائلاتهم (نحو 3 آلاف نازح) من جرود عرسال في اتجاه القلمون الشرقي الذي كان مقرَّراً صباح أمس، قبل أن يُعلَن إرجاؤه لأسباب لوجستية بشأن طريقة نقلهم، في ظل معلومات أشارتْ الى ان النقطة العالقة تتمثّل في إصرار المسلّحين على الانتقال من لبنان إلى سورية بآلياتهم، في مقابل تحبيذ دمشق و«حزب الله» أن يحصل ذلك في الباصات.

وفي حين ستشكّل معاودة وضع هذا الملف على السكة بين اليوم وغداً المؤشر الفعلي لاقتراب موعد بدء الجيش اللبناني عمليته ضدّ «داعش» بعد تفكيك مخيمات النازحين في وادي حميّد (جرود عرسال) بما يحمي ظهره في معركته المرتقبة، ثمة مَن ربط تأخُّر ترجمة الاتفاق مع «سرايا أهل الشام» بالرغبة في مزيد من الترويج لدور النظام السوري في إنهاء هذه القضية بما يخدم «موجة» الدعوة الى تطبيع العلاقة معه.