IMLebanon

الانتخابات القادمة لن تجري وفقاً للاصطفافات الحالية

 

صورة التحالفات السياسية القائمة اليوم في لبنان، لن تبقى على ما هي عليه في الانتخابات النيابية القادمة في ربيع العام 2018. والتعاون القائم حاليا بين مجموعة من الأحزاب، لن يصمد كثيرا.

كما ان الاعتبارات التي تحكم صيغة تبادل الخدمات السياسية والانتخابية التي تجمع بين قوى لا تتفق على رؤية واحدة، لن يكتب لها الاستمرار طويلا، ذلك لأن عوامل موضوعية عديدة سيكون لها أثر فاعل في تركيب اللوائح، وفي تحديد الاصطفافات السياسية، ومن هذه العوامل، تأثيرات خارجية قاطعة، ومنها اعتبارات داخلية لا يمكن تجاوزها.

تقول مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “الأنباء” الكويتية: ان التركيبة الحالية للحكومة هجينة، ولن تدوم. وصمود رموز الحكم على مقاربة واحدة مما يجري، من المستحيلات ولن يعيش طويلا.

فالتباين حول ملفات عديدة سيطفو على السطح. والمجاملات السياسية – او المساكنة – لا يمكن اعتمادها خيارا ثابتا في القضايا الاستراتيجية البعيدة المدى.

في المقابل، فإن بعض اطراف الشراكة الحالية في الحكم، ذاقت لوعة التجاوزات التي تقوم بها قوى تعاني من فائض قوة، تستخدمه – حتى على أقرب المقربين منها – وهي لا تراعي اعتبارات التحالف في أحيان كثيرة، ولا قاعدة الاحترام المتبادل، وبالتالي فهي تحرج الشركاء الآخرين، وتصرف من رصيدهم السياسي والشعبي.

وتقول المصادر ذاتها: ان الظروف التي تحكم معادلة اليوم لن تبقى هي ذاتها، ومن ينظر بدقة لما يجري، يعرف ان انعكاسات التسويات التي تحصل في سورية، سيكون لها أثر بالغ على لبنان، وصورة الصراع الاقليمي ستنعكس حكما على الوضع اللبناني، وتحديدا على التحالفات الانتخابية.

وهناك احداث كبيرة متوقعة قد تحصل في الربيع القادم، وليس بالضرورة ان تكون احداثا مأساوية، ولكنها ستكون مؤثرة، ودائما وفقا لرأي المصادر ذاتها.

وانطلاقا من هذه الرؤية ترى هذه المصادر: ان حزب الله لن يعتمد المقاربة ذاتها التي اعتمدها في انتخابات 2009، والتي غلبت عليها التشنجات بين محوري 8 و14 آذار.

والتيار الوطني الحر لن يكون مرتاحا الى الحدود التي تراها بعض قيادته، وبالتالي لن يتراكض الحلفاء او الاخصام للتعاون معه، كما يتوقع. والرئيس نبيه بري عاش مرارة التجربة في الحكومة الحالية، ولا يبدو انه راغب في الاستمرار في هذه الوضعية الملتبسة.

اما تيار المستقبل والقوات اللبنانية، فهناك اعتبارات متعددة تحكم حراكهما، ومن الصعوبة بمكان عليهما تجاوزها، وإذا كانا متمسكين بالتعاون مع العهد، فهذا لا يعني انهما قررا الذوبان في اروقة فريق عمله ومخاصمة من لا يرضون عليهم.

والحزب التقدمي الاشتراكي المسكون في هاجس الاستقرار في الجبل، لن يغامر في اعتماد مقاربات راديكالية برغم الاستفزاز الذي يشعر انه يتعرض له، ولكنه في الوقت ذاته لن يرفع راية الاستسلام، ولديه أوراق متعددة يمكن أن يلجأ اليها.

وعلى الضفة الأخرى من الخارطة الانتخابية، هناك قوى فاعلة ومؤثرة – منها حزبية، ومنها شخصيات مستقلة – سيكون لها دور كبير في مجرى المعركة الانتخابية القادمة، وقد بدأت ملامح هذا التحدي تبرز من خلال الترشيحات التي أعلنت حتى الآن، من قبل رؤساء بلديات سابقين، ومن شخصيات اندفعت للترشح على الانتخابات الفرعية – اذا ما حصلت – في كسروان وطرابلس، ومن احزاب وقوى تم تجاهلها أثناء تشكيل الحكومة.