IMLebanon

مطالبات عراقية بالتحرك ضد صفقة “حزب الله” ـ “داعش”

مهد تصريح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الثلاثاء 29 آب 2017، بشأن رفض بلاده الصفقة التي أبرمت بين حزب الله وتنظيم داعش برعاية النظام السوري، والتي قضت بنقل عناصر التنظيم من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود العراقية السورية، الطريق للعديد من الانتقادات التي تصاعدت مطالبة العبادي برفض الصفقة والمطالبة بإلغائها.

واعتبر ائتلاف الوطنية العراقية أنّ سحب داعش إلى الجانب العراقي يمثل خطرا مباشرا على العراق. واتهم نائب البرلمان العراقي، علي البديري، الحكومة العراقية والنظام السوري بالتآمر على شعب العراق جراء تغاضيهما عن تلك الصفقة.

وقال البديري، الذي يعتبر عضوا في الكتلة النيابية لائتلاف “الوطنية” بزعامة نائب رئيس العراق، إياد علاوي ، في حديث لـ”السومرية “، الثلاثاء، “إن الاتفاق الذي حصل بين حزب الله اللبناني والنظام السوري بكل بساطة مؤامرة على العراق”.

بدوره، حذر النائب محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية من تلك الصفقة على أمن العراق. وقال إن صفقة حزب الله مع داعش كشفت أن التنظيم تدعمه دول، وليس المكون السني في العراق. ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى أن يكشف أمام الشعب عمن هو صديق العراق، ومن هو العدو الحقيقي .

من جانبه، أكد سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة العراقية أن الأخيرة تجري اتصالات مع النظام السوري بشان اتفاقية حزب الله وداعش.

وأضاف أن الحكومة ترفض هذه الصفقة أو المساس بأمن المدن العراقية من خلال وجود عناصر التنظيم في منطقة البوكمال الحدودية.

الحدود العراقية السورية

يذكر أن الحدود السورية العراقية تمتد من فيشخابور شمالاً إلى معبر الطويل جنوباً إلى أكثر من ستمئة كيلومتر، وهي بمعظمها أراضٍ قاحلة غير مؤهولة خالية من الطرق الدولية، وبالتالي يصعب السيطرة عليها وخاصة مع سيطرة داعش لفترة طويلة من الزمن على النقاط الحدودية والرسمية، وهو ما مكنه أيضا من تأسيس خطوط تهريب خفية عصية على السلطات.

أما المناطق الحدودية من الجهة السورية فهي الحسكة في الشمال ودير الزور في الوسط وحمص في الجنوب.

وأما أكثرها خطورة على الأمن العراقي فبطبيعة الحال هي مناطق نفوذ تنظيم داعش في دير الزور، والتي هي امتداد طبيعي لمحافظة الرقة حيث المعارك المستمرة ضد التنظيم من قبل وحدات حماية الشعب الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة.

وقد أجبرت المعارك هناك عشرات من مسلحي داعش إلى الانتقال إلى المناطق الحدودية مع العراق، بعد تضييق الخناق على التنظيم من الشمال والغرب.

وبالتالي فإنّ وصول المزيد من عناصر داعش إلى منطقة دير الزور من الذين تم نقلهم من الجرود اللبنانية بالاتفاق مع حزب الله، سيسمح لتنظيم داعش بإعادة ترتيب صفوفه في المحافظة الاستراتيجية وربما تخوله من شنّ هجمات انتقامية ضد العراق انطلاقا من سوريا، خاصة أن المسافة من مركز دير الزور إلى الأراضي العراقية هي حوالي مئة كيلومتر فقط.