IMLebanon

الحريري: سمحت والرئيس عون لمقاتلي “داعش” بعبور الحدود

أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن الجيش اللبناني هو من لعب الدور الاكبر في تحرير منطقة الجرود، كاشفًا انه والرئيس ميشال عون هما من سمحا لمسلحي “داعش” بعبور الحدود، لكنه اردف قائلا: “ان نقلهم بالحافلات الى شرق سوريا كان بقرار من حزب الله والسوريين”.

الحريري وفي حديث  لصحيفة “لو موند” الفرنسية قال: “بالنسبة لنا الأهم هو سلامة جنودنا. حصلت معركة كبيرة ضد داعش عام 2014 وتم اختطاف وقتل مجموعة من الجنود من قبل داعش. لم نعرف أين دفنوا و لم نرغب في مقتل أي شخص آخر لذلك شددنا حصارنا فاقترحوا مفاوضات. أعطونا معلومات عن مكان وجود جثث الجنود وفي المقابل، تمكن هؤلاء المقاتلون من مغادرة الأراضي اللبنانية دون قتال، مع أسرهم”.

واضاف: “أنا والرئيس ميشال عون، سمحنا لهم بعبور الحدود لكن نقلهم بالحافلات إلى شرق سوريا كان بقرار من حزب الله والسوريين”.

ونفى ان يكون “حزب الله” قد لعب اي دور أهم من الجيش في معارك عرسال في تموز والقلمون في آب، وقال: “هذا ما يعلنه الحزب ولكن في الحقيقة كان الجيش اللبناني هو من لعب الدور الأكبر وقام بكل شيء. أعرف كيف قام الجيش بهجومه. لم نتصرف بطريقة عمياء وأخذنا الوقت الكافي لإعداد المعركة. وهذا هو السبب في مقتل خمسة جنود فقط. الأمر المهم بالنسبة لنا هو أنه لم يعد هناك وجود لداعش في لبنان”.

وتابع: “تختلف الآراء والمواقف فيما يتعلق بحزب الله ودوره في لبنان. ولكننا وصلنا إلى توافق: يتم وضع كل القضايا الإقليمية التي نختلف حولها جذريا جانبا كي لا تؤثر على عمل الحكومة والدولة والاقتصاد، وقد سمح ذلك بانتخاب ميشال عون بعد غياب رئيس لأكثر من عامين وتأليف حكومة تضم جميع الأحزاب السياسية تقريبا. وتمكنا من اقرار قانون انتخابي يعد جمود دام سبع سنوات ولدينا ميزانية بعد غياب اثني عشر عاما”.

واضاف: “على مدى السنوات السبع الماضية كنا نحاول اقرار قانون بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقد استطعنا أخيرا ذلك. وفي احدى المراحل، كان هناك 310 مشاريع قوانين تنتظر في البرلمان وقد اقرت اليوم. هذا التوافق أنقذ لبنان من تعطيل كان يفتك بالبلد”.

وفيما يتعلق بالحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: “أود أن أرى أعضاء حزب الله المتهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المحكمة، بالنسبة لنا، تجسد هذه المحكمة الدولية العدالة حتى وإن لم تعجب البعض. ما نريده من البداية، هو العدل والحقيقة: ان نعلم من قتل رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار (الحركة المناهضة لسوريا التي ولدت بعد شهر من اغتيال رفيق الحريري). لن نتنازل. ستبقى المحكمة قائمة إلا أن الأمر يستغرق وقتا أطول من محاكم دولية أخرى”.

وعن اتهام اسرائيل إيران بإقامة مصانع صواريخ سرية في لبنان موجهة الى حزب الله، قال: “الإسرائيليون يعرفون جيدا أنه لا توجد مصانع للصواريخ في لبنان. وقد اعتادوا على حملات التضليل هذه. يقولون إن حزب الله يسيطر على لبنان وهذا ليس صحيحا. حزب الله موجود، فهو في الحكومة ولديه دعم في البلاد، ولكن هذا لا يعني أن حزب الله يسيطر على كل لبنان. مشكلتنا مع إسرائيل هي أن قادتها يتكلمون دائما عن الحرب والأمن وليس عن السلام. ومن لبنان أطلق الملك الراحل عبد الله عام 2002 مبادرة السلام العربية. وماذا فعلت إسرائيل حيالها؟ لا شيء”.

من جهة آخرى، لفت الى أن حزب الله يشكل مصدر قلق للرئيس الاميركي دونالد ترامب والكونغرس، لافتًا الى انه منذ زيارته لواشنطن، تدرك الإدارة الأميركية بشكل أفضل ما نقوم به ازاء تعزيز جميع مؤسسات الدولة اللبنانية بما في ذلك الجيش وسيتم الحفاظ على المساعدات الامريكية للجيش.

 وردًا على سؤال، كشف الحريري انه وفرنسا بصدد إعداد خطة استثمارية كبيرة لرفع مستوى بنيتنا التحتية من أجل تعزيز نمو اقتصادنا. نريد أن تستثمر الشركات الفرنسية في لبنان في الكهرباء أو الغاز اوالنفط. ولكن قبل كل شيء، يمكن لفرنسا أن تساعدنا على تعبئة المساعدة والتمويل الدوليين. وهي كانت دائما في جانبنا سياسيا واقتصاديا وإنسانيا.

وفي موضوع اللاجئين السوريين، قال رئيس الحكومة: “في لبنان، يقول البعض ان علينا اعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد لإعادة اللاجئين. انظروا إلى العراق والأردن ومصر! هذه الدول لها علاقات مع النظام السوري، ومع ذلك لم يعد اللاجئون إلى سوريا. لن يعودوا إلى بلادهم طالما أن النظام موجود هناك. وطالما لم اُعطى ضوء أخضر من الأمم المتحدة من أجل عودة آمنة للاجئين، لن أفعل أي شيء”.

وعن الوضع السوري، راى انه في حال اراد المجتمع الدولي يريد حلا طويل الأمد في سوريا فيجب أن يرحل ان نظام بشار الاسد، مضيفًا: “إذا بقي النظام، لن يكون هناك استقرار. هذا النظام لا يسيطر على أراضيه. ان روسيا وإيران تسيطران بينما النظام دوره هامشي.”

 وعن الوضع المالي في لبنان، اجاب الحريري: “ليس هناك أي قلق حول البنوك أو الليرة اللبنانية. ديننا هو 110-120٪ من الناتج المحلي الإجمالي وقد استقر من خلال رفع الضرائب عام 2017. ولكن مع 1.5 مليون لاجئ، ونمو بنسبة 1.5٪، هذا صعب خاصة بالنسبة للشباب، ومن بينهم 25٪ عاطلون عن العمل. هذا غير مقبول. يجب أن يكون نمونا أعلى من 5٪. ستشجع موازنة عام 2018 القطاع الخاص على الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز النشاط. هناك علامات تشير الى الانتعاش الاقتصادي: زادت هذا الصيف السياحة بنسبة 15 إلى 20٪”.

هذا واعتبر ان السعودية أوقفت المساعدات للجيش واستثماراتها في لبنان لانه لم يكن فيه رئيس للجمهورية، وكانت هذه هي المشكلة، لقد اوقف الجميع خططهم وليس السعودية فقط، واضاف: “اليوم تعود الأمور الى مجراها، إذا تمكنا من التعبئة حول خطة الاستثمار، فإن المال الخليجي سيعود. أول زيارة قام بها الرئيس عون بعد انتخابه كانت للسعودية. نحن نعمل معهم لاستعادة الثقة وإعادة إطلاق صندوق المعدات العسكرية التابع للجيش اللبناني. وآمل أن يحدث ذلك”.

واذ لفت الى ان العديد من الشركات ـاثرت بالأزمة الاقتصادية في السعودية لكننا لم نسمع عنها لأنها ليست لسعد الحريري، ابد رئيس الحكومة استغرابه بان هناك موظفين لم يحصلوا على رواتبه، وقال: “لقد أخبرني وزير الخارجية جان إيف لو دريان بان هناك موظفين لم يتلقوا أجورهم وفوجئت لأني اعتقدت أن الجميع قد حصلوا على رواتبهم. سوف أحل هذه المشكلة لتسوية متأخرات الرواتب. لا أعتقد أن عدد المعنيين كبير”.

 

September 1, 2017 04:46 PM