IMLebanon

لماذا نشعر بالملل من وظائفنا بعد سن الـ35؟

 

كشفت دراسة جديدة أن الموظفين يميلون إلى الشعور بالضيق من وظائفهم في سن الـ35، في حين أن زملاءهم من جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 قد يكونون مفعمين بحماس الشباب، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وقام الخبراء ببحث مجموعة من العوامل التي تؤثر على الرضا الوظيفي، واكتشفوا أن العاملين ممن تخطوا الـ35 من العمر أعربوا عن مستويات أعلى من الشعور بالتوتر وعدم الرضا.

السعادة المفقودة

وتعليقاً على تلك النتيجة، قال كاري كوبر الباحث في كلية مانشستر لإدارة الأعمال في بلومبرغ: “تصل إلى مرحلة تشعر فيها إما أنك لم تحقق النجاح المنشود، أو أنك تشعر بالملل من وظيفتك، أو أنك مررت بالتجربة التي تشعر خلالها بأن الأسرة أكثر أهمية من الوظيفة. عندئذ ستسأل نفسك: لأي هدف أو غرض أقوم بفعل هذا الشيء؟”.

إلى ذلك، توصل الباحثون من شركة “هابينس وركس Happiness Works”، إلى أن 17% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما لم يستوفوا المهام الموكلة إليهم.

واعترف 16% ممن هم بين أعمار 35 و54 عاما، بأنهم غير سعداء.

و8% فقط من جيل الألفية قالوا نفس هذا الكلام، مع وجود أقل من واحد من كل 10 من العاملين ما بين 18 و34 عاما، قالوا إنهم غير راضين عن وظائفهم.

ما هو أكبر عامل مؤثر؟

واكتشف التقرير الكامل، الذي فحص التأثيرات وراء سعادة الموظفين، أن الإجهاد في مكان العمل هو أكبر عامل يؤثر على الموظفين الأكبر سناً.

واقترن ذلك بعدم الرضا الإبداعي، والكفاح من أجل إيجاد توازن سعيد بين العمل والحياة، وعدم الشعور بالقدر الكافي من التقدير.

ومن المعروف أن عقد الصداقات في مجال العمل يمكنه أن يحسن الوضع، فضلاً عن إعادة الشغف والتركيز على المشروع الشخصي في مجال العمل.

كما أن هناك عدداً من الطرق التي يمكن أن يستخدمها أرباب العمل لمعالجة مسألة الملل لدى الموظفين.

خطوات بسيطة

من جهته، يشدد فيل شيريدان، أحد معدي التقرير على “أن العاملين الذين تزيد أعمارهم على 35 عاماً لديهم خبرة قيمة يمكن لمؤسسات الأعمال أن تتعلم وتستفيد منها، لذا من المهم ألا تهمل سعادتهم”.

ويوضح شيريدان: “بعض الأشياء التي تعتبر بسيطة يمكن أن تساعد مثل إجراء تقييم دوري للأداء، وتقديم فرص جديدة للتعلم ووضع أهداف وظيفية طموحة، جميعها خطوات يمكن أن تضمن بأن يشعر مزيد من العاملين بالتقدير، وألا تصبح الأهداف المهنية خاملة الحركة”.

الشعور بالتقدير المناسب

كما يشير التقرير إلى أن قليلا من التقدير الذي يوجه لهؤلاء الذين تزيد أعمارهم على 35 عاما يمكن أن يحقق نتائج رائعة.

وعموما، فإن 60% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، قالوا إنهم يشعرون بالتقدير، وإن 15% فقط يشعرون بعدم الحصول على التقدير المناسب.

وبالمقارنة، يشعر 25% ممن تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاما بعدم التقدير، حيث ارتفع هذا الرقم إلى 29% بين الذين تجاوزوا 55 عاما.

الشعور بالإجهاد

وقال الثلث (34%) ممن تجاوزوا سن 35 عاما إنهم يجدون أعمالهم مجهدة.

وهذا الرقم أقل بكثير بالنسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، حيث قال ربعهم فقط (25%) إنهم يعانون من الإجهاد.

التوازن بين العمل والحياة

وتلعب الشكاوى حول التوازن بين العمل والحياة دورها كلما كبر العاملون في العمر أيضا.

وإجمالا، فإن 12% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاما و17% من الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما يكافحون من أجل التوفيق بين العمل والجوانب الأخرى من حياتهم الشخصية.

وبالمقارنة، قال 1 فقط من كل 10 من جيل الألفية إنهم يشعرون بنفس الشعور.

حرية الإبداع

وبوجه عام، كان 68% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما أكثر حرية في العمل من حيث شعورهم بأنفسهم، حيث قال أكثر من نصفهم (55%) إنهم قادرون على أن يكونوا مبدعين في العمل.

وهذا بالمقارنة مع 38% ممن تتراوح أعمارهم بين35 و54، و31% ممن تزيد أعمارهم على 55 عاما.

صداقة قوية مع الزملاء

وكلما كبر الموظفون في السن، قل لديهم الاحتمال بالنظر لزملائهم كأصدقاء.

والواقع أن 14% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 سنة و16% ممن يبلغون من العمر أكثر من 55 عاما أكدوا أنهم لا يحتفظون بصداقات قوية في العمل، ما يجعل عملهم وحياتهم الاجتماعية منفصلين بشكل واضح.

وبالمقارنة، صرح 3 من كل 5 (62%) ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة من العمر، بأنهم يحظون بصداقات طيبة في العمل.