IMLebanon

صفقة حزب الله وداعش تربك أحزاب إيران في العراق!

 

تعرضت صورة “محور المقاومة”، الذي يضم حلفاء إيران في بغداد ودمشق وبيروت، إلى ضرر بالغ في العراق، بسبب تداعيات ما يعرف بـ”صفقة الجرود” التي عقدها حزب الله اللبناني مع داعش، لنقل المئات من عناصر التنظيم، من مناطق قرب الحدود اللبنانية، إلى مناطق قرب الحدود العراقية، وهي الصفقة التي أجّجت الخلافات بين أحزاب إيران في العراق.

وحث بيان لحزب الله السبت واشنطن على السماح بمرور قوافل داعش التي تمنعها طائرات أميركية من التقدم نحو العراق.

وفي حالة نادرة، تشكل اتجاه في الرأي العام العراقي، مضاد للصفقة، واصفا إياها بـ”الخيانة”.

وأربكت أنباء الصفقة وتداعياتها قياديي الحشد الشعبي، الموالين لإيران، إذ اضطروا لـ”تبرير اتفاق لا يمكن تبريره”، وفقا لمراقبين.

وكشفت مصادر سياسية رفيعة لصحيفة ”العرب” العربية أن قيادات الحشد الشعبي البارزة، كانت على علم بكل تفاصيل نقل المئات من عناصر تنظيم داعش من جرود القلمون الحدودية بين سوريا ولبنان، إلى مناطق شرق سوريا في البوكمال، المحاذية للحدود العراقية.

وقالت المصادر إن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ونائبه أبومهدي المهندس، واكبا تفاصيل المفاوضات بين حزب الله وداعش، منذ بدئها قبل أسابيع، لكنهما لم يطلعا رئيس الوزراء العراقي على شيء.

وتطرح شخصيات سياسية في بغداد أسئلة بشأن “ما إذا كانت قوات الحشد الشعبي تتبع الحكومة العراقية بشكل حقيقي، أم شكلي فقط”.

وسخرت وسائل إعلام ومدونون في العراق، من “التناقض في مواقف زعيم حزب الله، حسن نصرالله، بشأن فتح ممرات آمنة، لخروج تنظيم داعش من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا”.

وكان نصرالله، حذر إبان تحضيرات العراق لإطلاق معركة الموصل، من خطط للتفاوض تسمح لتنظيم داعش بالخروج من المدينة بلا قتال. وعمليا، سعت قوات الحشد الشعبي، بشكل مدروس، إلى قطع كل طرق خروج عناصر داعش من محافظة نينوى، إلى الأراضي السورية المجاورة.

وأعاد صحافيون ومدونون، نشر تسجيلات فيديو، تعود إلى العام 2016، يظهر فيها نصرالله محذرا من السماح لعناصر داعش بالخروج من الموصل من دون قتال. ويتحدث نصرالله في هذه التسجيلات عن “مؤامرة تحاك لتكديس عناصر داعش في المنطقة الشرقية بسوريا”، داعيا العراقيين إلى “رفض أي صفقة تتضمن خروجا آمنا لعناصر التنظيم من الموصل”.

ويقول هؤلاء إن “حزب الله ضحك على العراق، عندما حذره من التفاوض مع داعش لتجنب تدمير الموصل، لكنه تفاوض مع التنظيم بعد عام، لإخراجه من منطقة حدودية لبنانية”.

وتطوع زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، إلى الدفاع عن حزب الله، واصفا منتقديه العراقيين بـ”الجهلاء”.

وقال المالكي، إن “نقل عدد من مقاتلي داعش الإرهابي إلى دير الزور السورية جزء من استراتيجية المعركة الجارية ضد قوى الإرهاب”، لافتا إلى أن “لكل معركة ظروفها وأدواتها الساعية لتحقيق النصر”.

واستنكر المالكي “الحملة الممنهجة التي يقودها الجهل والحقد والانسياق خلف الرأي العام الموجه عدائيا ضد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله”، مؤكدا أن “القرار الذي اتخذه حزب الله قرار صائب”.

وأضاف المالكي أن “الحديث عن دير الزور والبوكمال شأن سوري وليس عراقيا”، متسائلا “من سمح للمئات من داعش بالانسحاب من تلعفر وبطوابير بعد أن سلموا أسلحتهم إلى البيشمركة حتى علم الجميع أن تلعفر لم تحرر بقتال إنما باتفاق”.

ودفع تصريح المالكي، عن “اتفاق مماثل في تلعفر”، قيادة العمليات العسكرية المشتركة في العراق إلى إصدار رد عاجل، مكذبة ما ذهب إليه زعيم ائتلاف دولة القانون.

وقالت القيادة إن القوات العراقية “بكل تشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي قاتلت الدواعش في تلعفر ببطولة فائقة وكالبنيان المرصوص وقدمت التضحيات مما أرعب الدواعش ودفعهم إلى الانهيار”.

وبدا حزب الله متعاطفا مع قوافل داعش، محملا واشنطن مسؤولية ما سيلحق بعناصر التنظيم وعائلاتهم من أذى، مبرئا نفسه من أي إخلال في تنفيذ الاتفاق، متهما إياها بمنع وصول المساعدات الإنسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن، محذرا من أنه “إذا ما استمرت هذه الحال فإن الموت المحتم ينتظر هذه العائلات”.

ويقول أثيل النجيفي، محافظ نينوى السابق، إن “من يستغرب اتفاق حزب الله والنظام السوري على نقل مقاتلي داعش إلى الحدود العراقية عليه أن يستذكر حوادث تهريب سجناء داعش والقاعدة قبل سقوط الموصل”.

ونفت الحكومة العراقية علمها “المسبق” باتفاق “نقل المئات من عناصر داعش إلى مدينة البوكمال السورية بمحاذاة الحدود العراقية”.

وقال متحدث باسم مكتب العبادي إن الحكومة العراقية “لم تكن على علم بهذا الاتفاق ولم تطلع عليه ولم يؤخذ رأيها فيه وحدث بعيدا عنها بشكل كامل”.

ويقول نصرالله، إنه سافر إلى سوريا ليطلب من رئيسها، بشار الأسد، الموافقة على “الصفقة”. لكنه ربط ذلك بـ”الكشف عن مصير الجنود اللبنانيين المختطفين” من قبل داعش.