IMLebanon

لبنان في سباقٍ بين “سحبِ الفتائل” .. و”شدّ الحبال”!

 

رأت أوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية ان الرئيس سعد الحريري الذي جزم في حديثه التلفزيوني الأخير بأن الجيش اللبناني هو الذي انتصر في المعركة ضدّ «داعش»، أراد تعطيل أي «صواعق» يمكن أن تطيح بالاستقرار في لبنان من بوابة تداعيات معركة الجرود وأيضاً طمْأنة المجتمع الدولي الى أن بيروت التي كانت غطّت عملية الجيش بوجه التنظيم الإرهابي ووضعتْها تحت سقف التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، لم يكن لها أيّ علاقة بالصفقة مع «الدواعش»، وذلك تفادياً لأي التباسات يمكن أن تُحدِث «ثقوباً» في المظلة الدولية للبنان والتي تعبّر عن نفسها بالمساعدات الأميركية والبريطانية العسكرية للمؤسسة العسكرية، وصولاً إلى ما كشفت عنه زيارة رئيس الحكومة الناجحة لباريس، ولا سيما لقاؤه الرئيس ايمانويل ماكرون، من أن الأخير في نيّته الدعوة إلى مؤتمرين في الفصل الأول من 2018، الأول في باريس للمستثمرين بهدف جمع تمويل خاص للبنان وتمويل عام حكومي لمساعدة لبنان اقتصادياً، والثاني (لم يُحسم مكانه بعد) من أجل عودة اللاجئين إلى بلادهم، اضافة الى مؤتمر ستستضيفه ايطاليا لدعم الجيش اللبناني.

ورغم حرْص الحريري على الإعلان من باريس ان «اللبنانيين يرغبون باستمرار التوافق وانتظام عمل المؤسسات لأن في ذلك مصلحة للجميع»، إلا ان مصادر مطلعة تخشى أن يكون الواقع اللبناني مقبلاً على «شد حبال» وعلى مرحلة جديدة من «ليّ الأذرع»، ولو «على البارد»، في إطار توظيف «حزب الله» وحلفائه انتصار الجرود نحو التطبيع مع النظام السوري.

ولفتت المصادر الى أن نبْش أحداث عرسال 2014 التي جرى خلالها خطْف العسكريين ودعوة عون لإجراء التحقيقات الضرورية لتحديد المسؤوليات في هذه القضية، ورغم أن طابعه يتّصل بالمحاسبة عن أي تقصير رافق حصول الخطف وعدم إعطاء إشارة استعادة الجنود بالقوّة وغيرها من النقاط الحساسة، إلا أنه قد يشكّل عنصر توتير داخلياً موازياً ولا سيما إذا ارتأى القضاء العسكري التوسّع بملفٍ تتعدّد الأسماء التي يتم ربْطها به، من نواب ووزراء حاليين أو سابقين وحتى الرئيس السابق للحكومة تمام سلام والقائد السابق للجيش العماد جان قهوجي، وهي أسماء لغالبيتها امتدادات سياسية الى جانب كون أي مساءلة لهم تحتاج لآليات دستورية محدَّدة.

وحسب هذه المصادر، فإن ظهور الرئيس السوري بشار الأسد على مقربة من الحدود مع لبنان (في قارة) في أول ايام عيد الأضحى لا يَخرج عن سياق تظهير الأبعاد الاستراتيجية لتطهير الحدود اللبنانية – السورية بالتوقيت الذي حدّده «حزب الله»، ولا عن العنوان رقم واحد الذي سيحكم الواقع اللبناني وهو التطبيع مع هذا النظام من بوابة الضرورات الاقتصادية للقطاعات الانتاجية والأهمّ ملف النازحين، ملاحِظة ان «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس عون) يلاقي «حزب الله» في هذا السياق، ولو من بوابة قضية النازحين، متسائلة عما إذا كان هذا الأمر من شأنه أن يُدخِل علاقة التيار بالحريري الى دائرة التوتر.

وتوقفت المصادر نفسها عند تولّي رئيس «التيار الحر» وزير الخارجية جبران باسيل عبر «تويتر» الردّ ضمناً على الحريري الذي كان قال من باريس «انظروا إلى العراق والأردن ومصر! هذه الدول لها علاقات مع النظام السوري، ومع ذلك لم يعد اللاجئون إلى سورية. لن يعودوا إلى بلادهم طالما أن النظام موجود هناك. وطالما لم أُعطَ ضوء أخضر من الأمم المتحدة من أجل عودة آمنة للاجئين، لن أفعل أي شيء».