IMLebanon

باسيل يعيد أمجاد علاقته بحزب الله على “ضهر” القوات!

كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:

يعمل رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل منذ فترة على إعادة العلاقة السياسية بين تياره وحزب الله الى سابق عهدها، بعد ان مرّت بفتور ثم « زعل» على أثر قانون الانتخاب الذي طرحه باسيل، بحيث التزم الحزب الصمت ولم يصدر حينها أي موقف عن نوابه او مسؤوليه، في حين انه كان مرفوضاً من قبلهم وتحفظاتهم عن ذلك القانون كانت واضحة وشبه مُعلَنة، ومنها استهداف رئيس تيار» المردة» النائب سليمان فرنجية من خلال تقسيمات منطقة الشمال، وتفريغ النسبية من مضمونها . لكن وعلى أثر العلاقة القوية التي تجمع التيار والحزب منذ ورقة التفاهم الموقعّة فالوضع بينهما اثبت أنه متين لان الوساطات تؤدي دورها دائماً حين يحصل أي تباعد سياسي. الامر الذي كان يؤكده الطرفان في كل المناسبات، وخصوصاً الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله الذي يذكر التيار والعلاقة الجيدة معه في اغلبية خطاباته، ما يؤكد بحسب مصادر سياسية متابعة أن العواصف ومهما اشتدت فهي تعود لتهدأ بين التيار والحزب، على عكس الوضع مع الاطراف الاخرى خصوصاً من ناحية «التيار الوطني الحر» الذي يعاني منذ فترة من تدهور الوضع السياسي مع «القوات اللبنانية» وتحديداً منذ طرح ملف الكهرباء في مجلس الوزراء، كما تسود علاقة سيئة منذ سنوات بين «التيار والمردة»، كذلك  الامر مع الرئيس نبيه بري، الامر الذي دعا احد السياسيين العتيقين الى التعليق ضاحكاً بأن «جبران ما إلو صاحب»، لانه لا يثبت على علاقة بل تسودها دائماً «الطلعات والنزلات».

الى ذلك تعتبر مصادر مسيحية معارضة لباسيل بأنه لاعب ماهر في السياسة، فهو ينفتح على قوى ويعادي اخرى تبعاً لمصالحه اولاً، فهو رأى أن علاقته اليوم تتطلب الانفتاح الكليّ على حزب الله فعاد لمغازلته اكثر من أي وقت مضى، بحيث تقصّد توجيه كل التحيات له خلال احتفال تدشين مشروع المياه في عين ضاهر – عيناتا في حضور ممثل رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، اذ وجّه اكثر من رسالة سياسية من المنطقة المحسوبة شعبياً على «القوات اللبنانية» وفي اكثر من اتجاه، مثنياً على دور حزب الله في معارك الجرود الذي مهّد لمعركة الجيش كما قال باسيل، وبأن المقاومة والدولة لا تتناقضان، وهو بذلك قضى على شعرة معاوية الموجودة حالياً بين تياره والقوات، وبالتالي فهو اكد من المنطقة المؤيدة بقوة للقوات اللبنانية أنه يفضّل التعاون انتخابياً مع حزب الله اكثر بكثير من التعاون مع معراب، أي انه اطلق رسالة انتخابية ايضاً. كما ان دعوته مناصري «التيار» للمشاركة في الاحتفال الذي اقامه الحزب في بعلبك بدت لافتة جداً وشكلت مفاجأة للجميع.

هذا وتلفت المصادر عينها الى ان اكثر ما يهّم باسيل اليوم إعادة امجاد العلاقة الى سابق عهدها مع حزب الله، معتبرة أن ما يهمه ايضاً الانفتاح الكلي على تيار «المستقبل»، ناقلة أن العلاقة جيدة بين التيارين لكن في اطار رئيسي الجمهورية والحكومة وليس في اطار الحريري – باسيل، خصوصاً بعد الردّ الذي اطلقه الثاني في اتجاه الاول أي الحريري الذي اعلن من العاصمة الفرنسية أن للعراق والأردن ومصر علاقات مع النظام السوري، ومع ذلك لم يعد اللاجئون الى سوريا طالما ان النظام لا يزال موجوداً، وطالما لم آخذ  الضوء الاخضر من الأمم المتحدة من أجل عودة آمنة للاجئين فلن أفعل أي شيء»، فرّد عليه باسيل بسؤال : «هل يجوز انتظار ضوء أخضر دولي لن يأتي قريباً لتحقيق موضوع وجودي كياني خطر مثل عودة النازحين الى بلدهم»؟، و«هل يمكن ربط هذه العودة بموضوع لن يحصل قريباً مثل رحيل الرئيس الأسد»؟، مضيفاً «أن زمن الضعف قد ولّى واليوم زمن الانتصار والانجاز، وأن عودة قسم من النازحين تتطلب التواصل مع سوريا بحكم العلاقة القائمة معها، وهذا الأمر يمكن ترتيبه بالتوقيت والآلية التي تؤمّن مصلحة لبنان».

وتعتبر المصادر أن باسيل أعاد تياره من خلال ذلك وبشكل نهائي الى محور الممانعة، وهذا المحور سيفيده من خلال تحالفات انتخابية مناطقية مع حزب الله، خصوصاً في منطقة البقاع الشمالي والجنوب حيث يطمح «التيار» الى وصول نواب له، ليصبح ممثلاً على صعيد لبنان من دون أي استثناء.