IMLebanon

لماذا أراد “حزب الله” سرقة انتصار الجيش؟

 

أوضح محللون في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية إن حزب الله أراد من خلال سرقة انتصار الجيش اللبناني في معركة الجرود، القول إنه الطرف الأقوى والمسيطر على لبنان، وأن حدود نفوذه تتخطى هذا البلد، وأن على النخبة السياسية اللبنانية أن تعي ذلك وأن تستجيب لسلطته والتسليم بانحياز لبنان إلى محور إقليمي بعينه تقوده إيران.

وفي هذا الإطار يوضح الباحث السياسي اللبناني مكرم رباح لـ”العرب” أن “صفقة تهريب داعش والسرقة الموصوفة لانتصار الجيش هي تأكيد إضافي لكافة المشككين بأن أجندة حزب الله إقليمية”.

وأشار رباح إلى أن استعراض الحزب لعضلاته في الفترة الأخيرة لم يقتصر فقط على معارك الجرود ويستشهد بإقدام وزراء الحزب في حكومة سعد الحريري على زيارة دمشق رغم عدم وجود أي إجماع حول المسألة، وذلك في سياق سعيه لفرض أمر التطبيع مع النظام السوري بعد أن ثبت له أن الاقتصار على الدعوات لن تأتي أكلها.

ويرى مراقبون أن التجاذبات السياسية التي تشهدها الساحة اللبنانية هذه الأيام يمكن تشبيهها “بعاصفة في فنجان”، حيث أنها لن تقود بمطلق الأحوال إلى انهيار الحكومة التي هي أقرب اليوم لحكومة تصريف أعمال لحين إجراء الانتخابات النيابية.

ويشير هؤلاء إلى أن حزب الله ورغم تضخم الأنا السياسية والعسكرية لديه، فإنه ليس في وارد المغامرة بنسف العهد القائم لعدة أسباب من بينها تحالفه مع الرئيس ميشال عون وأيضا لحاجته الماسة لغطاء سياسي توفره حاليا حكومة الحريري في ظل استمرار انخراطه في معارك إيران الإقليمية.

بالمقابل فإن القوى المناهضة لحزب الله في لبنان ليس لديها من خيار سوى الحفاظ على “الستاتيكو” القائم، بما يعني ذلك استمرار الحكومة التي تضم الحزب، رغم تحذيرات القوى الإقليمية وعلى رأسها السعودية من أن عدم رفع الغطاء عن “حزب الشيطان” ومواجهته لن يقودا إلى استقرار لبنان والمنطقة والعالم.

وفي هذا السياق تقول كارول معلوف لـ”العرب” إن الحكومة ستبقى قائمة ضمن التوازنات والتحالفات الموجودة. فقط إذا وجهت إسرائيل ضربة لحزب الله عندها يمكن أن نشهد انهيارها. وعدا ذلك هناك توافق على عدم الخوض في ملفات غير معيشية في هذه الحكومة لتمرير الوقت وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي النيابي.