IMLebanon

لا احد يريد تحجيم جنبلاط شرط الحفاظ على ارسلان

 

كتب رضوان الذيب في صحيفة “الديار”:

الطوائف محكومة بالثنائيات التي تدير قواعد اللعبة، عبر الثنائي العوني – القواتي عند المسيحيين، وأمل وحزب الله عند الشيعة، وهذه الثنائية امتدت الى الطائفة السنية عبر موازين قوى جديدة بين الحريري من جهة والرئيس نجيب ميقاتي والوزير اشرف ريفي من جهة أخرى، مع كوكتيل سني يمتد من اليسار الى اليمين ولا يعمل تحت راية الحريري، وبالتالي اصبحت المعارضة السنية وازنة وفاعلة.

المعادلات الثنائية في الطوائف اللبنانية لا تنطبق على الدروز، والزعامة الكبرى والاساسية تبقى للنائب وليد جنبلاط مقابل قوة «معتدلة» للنائب طلال ارسلان ووئام وهاب وفيصل الداود والحزبين القومي والشيوعي ومستقلين لا يشكلون اكثر من 25% من قوة الدروز، بينما جنبلاط له قوة تجييرية تفوق الـ50% وهناك 15% حياديون يميلون كيفما تميل الدفة ويصوتون لجنبلاط في ايام الشدائد.

وحسب مصادر درزية، يسعى المعارضون لجنبلاط الى الاستفادة من المناخات السورية الجديدة، وانتصار معادلاتهم عبر صمود سوريا ومعه دروز جبل العرب، وهذا سينعكس داخلياً على لبنان وعلى كل الذين وقفوا ضد خيار انتصار سوريا وفي مقدمهم النائب وليد جنبلاط.

والسؤال الاساسي : هل تنعكس المعادلات الجديدة على انتخابات 2018 لمصلحة معارضي جنبلاط؟ هذا الاحتمال تستبعده مصادر درزية بالمطلق لعدة اسباب:

– استحالة توافق معارضي جنبلاط الدروز على موقف موحد، مع استبعاد مطلق لخوض الانتخابات بلوائح موحدة في الجبل.

– حرص النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان على عدم خوض معركة «كسر عضم» بينهما حتى لو لم يتحالفا بالانتخابات النيابية، فلائحة جنبلاط في عاليه تقتصر على نائب درزي واحد هو أكرم شهيب، ولائحة ارسلان عليه فقط، وسيتوافق جنبلاط وارسلان على كيفية توزيع الاصوات التفضيلية.

– حرص حزب الله على عدم فتح اشتباك كامل مع جنبلاط، والعلاقة بين حزب الله وجنبلاط جيدة، وهناك توافق على كل النقاط تقريباً، مع تنظيم للخلاف وهذا ما يشكل ارتياحا للطرفين مع خطوط مفتوحة 24 على 24 بين جنبلاط والحاج وفيق صفا، كما ان زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني حسين انصاري الى جنبلاط في كليمنصو لافتة، وبعده لشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن واستعداد جنبلاط لزيارة طهران في خضم مواجهتها مع السعودية.

– القوى السياسية من القوات اللبنانية الى المستقبل وحركة أمل لديهم رغبة جامحة بالتحالف مع جنبلاط والحفاظ على موقع ارسلان فقط من المعارضين الدروز، ويبقى موقف التيار الوطني الحر الذي سيتحالف مع ارسلان في الانتخابات النيابية القادمة.

والسؤال : هل يسعى التيار الى توسيع التحالف مع المعارضين الدروز الاخرين، وهذا الخيار ايضاً يصطدم بمعارضة ارسلان الذي يعتبر نفسه الممثل الوحيد للمعارضة الدرزية وهو يسمي من يمثلها والسؤال الثاني ايضاً : هل يدخل التيار الوطني الحر في مواجهة شاملة مع الاشتراكي في الجبل وهذا ايضاً مستبعد، وبالتالي فان الانتخابات القادمة لن تغير كثيراً في المشهد الدرزي الذي سيبقى لمصلحة جنبلاط، وسيخوض الانتخابات نجله تيمور، وهو يدرك ان حصته ستتراجع مع القانون الجديد لكتلة من 6 الى 7 نواب وسيخسر فؤاد السعد وربما انطوان سعد في البقاع وغازي العريضي ونائباً او نائبين في الشوف عبر النسبية والصوت التفضيلي.

وحسب مصادر متابعة للملف الدرزي، ان انتخابات 2018 لن تكون سهلة على جنبلاط وارسلان في ظل توجه رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب الى تشكيل لائحة ثالثة مع مستقلين وفاعليات واحزاب لها دورها في الجبل ربما كالنائب السابق زاهر الخطيب. وهذه الكتلة قادرة على تأمين الحاصل الانتخابي الذي يتراوح بين 13 الى 15 الف ناخب، ولا احد يضمن عدم حصول مفاجآت درزية او مسيحية أو سنية قد تحققها هذه اللائحة الثالثة.

وتؤكد المصادر الدرزية، ان جنبلاط الذي يضع التبدلات الدولية والاقليمية في حساباته السورية، ملتزم «الصمت» هذه الايام مع تغريدات على التويتر حملت تراجعاً كبيراً، من الانتظار على «ضفة النهر» حتى مرور الجثث، الى المسامحة وعدم النسيان». وهمه الاول حالياً تأمين انتقال قوي لنجله تيمور عبر كتلة نيابية وازنة تؤسس لدور فاعل في البلاد، بعدما تبدلت المعطيات السياسية كثيراً وبات دور لبنان المستقبلي يختلف عن ادواره السابقة، اذ لم يعد لبنان لاعباً مركزياً في المحاور الدولية لمصلحة هذا الطرف او ذلك، ولم تعد الطوائف حاجة لهذه الدول رغم هواها الخارجي. وبالتالي، فان لبنان امام مرحلة جديدة تشبه ما بين 1950 و1975 بعد انتهاء مرحلة 1975 الى 2017،   دحر الارهابيين على ايدي الجيش اللبناني وحزب الله في الجرود ودحرهم عام 2000 من الجنوب على ايدي الجيش اللبناني وحزب الله اللاعبين الاساسيين في المرحلة المقبلة ولهما الكلمة الفصل في ظل واقع اقليمي سيبقى متفجراً لسنوات وسنوات.