IMLebanon

سؤال الحريري للروس: أي دور لإيران في تحديد مستقبل سوريا؟

 

 

قالت مصادر سياسية لبنانية إن الاطلاع على المستقبل الذي يعدّ لسوريا هو الهدف الأوّل لزيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لموسكو.

وأضافت أنّ الحريري الذي سبق له أن زار واشنطن وباريس حيث التقى الرئيسين دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون يحاول استكمال الصورة التي ستكون عليها سوريا مستقبلا نظرا إلى أن وضع لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا بما يدور على أرضها.

وأوضحت أن من بين الأسئلة، التي يعمل الحريري على الحصول على أجوبة عنها، تلك المرتبطة بالدور الذي ستلعبه إيران في تحديد مستقبل سوريا وما موقعها في هذا البلد الذي يعاد تشكيله في هذه الأيّام بالذات.

وأشارت إلى أن بين الأسئلة المحيرة بالنسبة إلى لبنان طبيعة التفاهمات بين روسيا والإدارة الأميركية، وهي تفاهمات بدأت بوادرها تظهر في الشمال السوري حيث الوجود العسكري الأميركي في منطقة الجزيرة.

وذكرت أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني مقتنع كلّيا بأن دور النظام السوري في حكم المنتهي، لكن ما يشغل باله هو الإصرار الإيراني على التمسك بالبقاء في جزء من الأراضي السورية، خصوصا في محيط دمشق وربط هذه الأراضي بالمناطق التي يسيطر عليها حزب الله في البقاع اللبناني.

وأكدت أن لدى لبنان مخاوف حقيقية من السعي إلى استرضاء إيران التي أبعدت عن المنطقة الجنوبية في سوريا، أي تلك المحاذية لمرتفعات الجولان والحدود الأردنية تحديدا.

وقالت إن المخاوف اللبنانية تعود إلى إصرار إيران على وجود عسكري عبر ميليشيات لبنانية وعراقية موالية لها في سوريا وعلى بقاء الأراضي السورية جسرا لها إلى لبنان.

ولم تستبعد المصادر اللبنانية أن يطلب الحريري مساعدات عسكرية روسية، ذلك أن الجيش اللبناني يمتلك كمية من الأسلحة الروسية التي صارت في حاجة إلى تحديث.

ولفت مراقبون إلى أن الحريري، القريب من الرياض، يزور موسكو بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى السعودية وقبل زيارة مرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا في وقت لاحق.

وتعيش الحكومة اللبنانية وضعا دقيقا وحساسا بسبب الموقف الواجب اتخاذه من النظام السوري وبسبب الدور الذي يلعبه حزب الله في سوريا.

وفيما يدعو الحزب وحلفاء دمشق إلى عودة التنسيق بين الحكومتين السورية واللبنانية يرفض خصوم دمشق ذلك، وفي مقدمتهم الحريري.

وربطت بعض الأوساط مخاوف الحريري بالمواقف التي أطلقها وزير الدولة السعودي ثامر السبهان والتي هاجم فيها، من خلال تغريدات على موقع تويتر حزب الله معتبرا إياه تنظيما إرهابيا تجب معاملته معاملة تنظيم داعش.

واعتبر مراقبون أن قول السبهان بأن على لبنان الاختيار بين أن يكون مع الحزب أو ضده يعبر عن موقف سعودي حازم وعن رسائل إلى اللبنانيين قد يكون الحريري نفسه أحد من تقصدهم هذه الرسائل.

وترى أوساط سياسية لبنانية أن الحريري الذي يمتلك علاقات جيدة مع المسؤولين الروس ومع الرئيس بوتين بالذات، يأمل في الحصول على دعم روسي حقيقي يقي لبنان الأعراض الجانبية لأي اتفاقات وتفاهمات تُعد في الوقت الراهن.

ويدرك الحريري الدور المفصلي والأساسي الذي تلعبه موسكو بمواكبة الدائرتين الإقليمية والدولية في تقرير مصير الشأن السوري، وتعتبر أوساط سياسية أن زيارته لموسكو ربما أهم من تلك التي قام بها إلى باريس وواشنطن.

ولم تستبعد المصادر اللبنانية أن يطلب الحريري مساعدات عسكرية روسية، ذلك أن الجيش اللبناني يمتلك كمية من الأسلحة الروسية التي صارت في حاجة إلى تحديث، علما أن الحريري نفسه كان سبق أن أعاد إنعاش العلاقات العسكرية التسليحية بين بيروت وموسكو والتي سبق أن تعرضت لعراقيل على علاقة بالمماحكات السياسية الداخلية من جهة وبالفراغ الرئاسي الذي عانى منه البلد قبل التسوية السياسية التي قادت إلى إنهاء الشغور بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.