IMLebanon

“مهرجان انتصار الجيش” أُلغي بسبب “حزب الله” و”القوّات”!

 

كشفت مصادر رسمية لصحيفة «الأنباء» الكويتية سبب إلغاء «مهرجان انتصار الجيش اللبناني» في معركة الجرود الذي كان مقررا اليوم، مشيرة الى ان حزب الله ما ان تبلغ مهرجان الحفل والمتكلمين فيه وهم الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، ادرك انه لن يكون له دور في الحفل او حصة في الانتصار الذي ينسبه لنفسه هو الآخر.

كما لاحظ الحزب ان عائلات شهداء الجيش الذين سقطوا غدرا على ايدي الدواعش قرروا اقامة عزاء في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جامع محمد الامين بعد غد السبت، والحزب يدرك مغزى اقامة عزاء الشهداء في قاعة الشهيد الحريري، فأرسل عبر قنواته يبلغ الرئيس عون والرئيس بري عدم المشاركة في الاحتفال، لا رسميا ولا جماهيريا، تاركا للمسؤولين عن الاحتفال تحمل مسؤولياتهم على مختلف الاصعدة.

وعلى هذا الاساس، كانت مبادرة الرئيس بري الى الاعتذار عن عدم المشاركة في الاحتفال، ولاقاه الرئيس عون بإلغائه تحت الاعتبارات الامنية الصرفة، لا اللوجستية كما كان المبرر الرسمي للالغاء، ولا التمويلية المتصلة بذريعة عدم اقرار المجلس البلدي صرف 100 الف دولار لتغطية الاكلاف.

وقد يكون الحشد الذي دعا اليه د ..سمير جعجع بالمناسبة لعب دورا اضافيا في اثارة مخاوف المتخوفين، فرئيس حزب القوات اللبنانية توجه في بيان الى جميع «المنتسبين والمؤيدين والانصار والاصدقاء، كما الى جميع اللبنانيين»، داعيا الى «اوسع مشاركة بمهرجان النصر الذي تقيمه الحكومة اللبنانية في ساحة الشهداء احتفاء بالنصر الذي حققه الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود».

واعتبرت مصادر وزارية في حديث لصحيفة “الحياة” إن تأجيل الاحتفال بانتصار الجيش اللبناني في معركة الجرود ضد «داعش» والمجموعات الإرهابية وكان يفترض أن يقام مساء اليوم في ساحة الشهداء، لا يعود إلى «أسباب لوجيستية بحتة» كما ورد في بيان وزارتي الدفاع والسياحة، وإنما إلى أن الرؤساء الثلاثة لم يبدوا حماسة لإقامته لئلا يغرق البلد في مزايدات سياسية وشعبوية، تعيد إلى الأذهان الاصطفاف السياسي والحزبي الذي كان وراء انقسام الساحات.

ونقلت المصادر عن لسان أحد أركان الدولة ممن تلقوا دعوة لحضور المهرجان الفني- السياسي، قوله: «علينا أن نحافظ على وهج الانتصار الذي حققه الجيش ونتذكر شهداءنا الذين سقطوا في معركة «فجر الجرود» من «داعش» وأخوته من الإرهابيين والتكفيريين، وألا نسمح بتعكير صفو هذا الانتصار ونحن في غنى عن الانزلاق في متاهات لا مصلحة للبلد فيها، خصوصاً أن المعركة لم تنته والقوى الأمنية وعلى رأسها الجيش مستمرة في ملاحقة الإرهابيين وتفكيك ما يسمى خلاياهم النائمة».

وأكدت المصادر أن عـدم ضبط الإيقاع السياسي للمشاركة الحزبية والشعبية في الاحتفال في وقت نكرم شهداءنا، يمكن أن تترتب عليه ردود فعل تعيد الاحتقان السياسي، وقالت إن الرؤساء توافقوا على صرف النظر عنه حالياً.

وأكد مصدر عسكري لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن «الاحتفال الملغى كان مقرراً له أن يكون احتفالاً مدنياً وليس عسكرياً». وقال إن قيادة الجيش «نظمت احتفالاً تكريمياً ناجحاً للعسكريين الشهداء، الذين قتلهم إرهاب (داعش)، وهي تنظّم احتفالاً يوم السبت المقبل، لتكريم العسكريين والضباط الذين شاركوا في معركة (فجر الجرود)». وذكر المصدر العسكري أن «وزارة الدفاع جهة سياسية، أما الجيش فهو جهة عسكرية».

إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «إلغاء الاحتفال له سببان: الأول، سوء التنظيم وضيق الوقت، خصوصا أن رئيس الحكومة سعد الحريري يقوم بزيارة رسمية إلى موسكو. الثاني أن الاحتفال يتزامن مع (عيد الصليب) الذي تحتفل به الطوائف المسيحية». ورأت أن «هناك تخوّفا من تدني الحضور الرسمي، وتراجع الحضور الشعبي، الذي قد يسيء إلى المناسبة ويعطي انطباعاً مغايراً للواقع».