IMLebanon

لن نقول وداعاً رواد… (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني ابي نجم

أشكر ربي أني لم أعرفك يا رواد النداف، فإذا لم أعرفك وأشعر بكل هذا الحزن والغضب ينتابني… فكيف لو عرفتك شخصيا؟

لكنني عمليا عرفتك. عرفتك عبر شقيقتك الصديقة رنا، وكنت أراك في عينيها دوما. عرفتك عبرها وعبر عائلتك مؤمناً من دون شك ولو للحظة رغم وجعك وألمك ومصابك. عرفتك عبر عائلتك الكبيرة ورفاقك في “القوات اللبنانية” مناضلاً لا ييأس ولا يهدأ.

عرفتك وكأنني أعرفك منذ زمن، ويا ليتني لم أعرفك.

لماذا يصيبنا كل ما يصيبنا؟ لماذا أصابك ما أصابك؟ لماذا أنت تحديداً؟ ما ذنبك وأنت في مطلع شبابك؟ أي عدل وعدالة على هذه الأرض؟

أنكفر إن سألنا؟ أم أننا ملزمون بأن ننشد مع العذراء مريم “واحبيبي واحبيبي أي حال أنت فيه… يا حبيبي أي ذنب حمل العدل بنيه فأزادوك جراحاً ليس فيها من شفاء”!

وجع أمك ووالدك وشقيقتيك وشقيقيك هو نفسه وجع العذراء مريم تحت قدمي يسوع على الصليب. لا فرق. هو تألم ومات وأنت تألمت ومتّ. هو قام في اليوم الثالث وأنت حتما ستقوم مع المسيح القائم من بين الأموات، فـ”لولا القيامة لكان إيماننا باطل” كما قال بولس الرسول!

صديقي الذي لم أعرفه… رواد

أنت كنت تحب القديس شربل كثيرا. أنا على ثقة أنك معه الآن. ربما ستعاتبه لأنه لم يتدخل لشفائك كما فعل مع الكثيرين، وربما ستشكره لأنك معه الآن ولم تبقَ هنا حيث الوجع والألم والمعاناة. كل ما يختلف في النتيجة هو من أي منظار ننظر إلى الأمور. النتيجة ستبقى واحدة وهي أننا سنلتقي يوماً… فإلى اللقاء!