IMLebanon

لماذا رفض عون لقاء ساترفيلد؟

 

اكد الرئيس ميشال عون، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رفض لبنان للتوطين ورد على كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «رافضاً التوطين مهما كان الثمن، والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا». بعد ذلك، تواصلت الإدارة الأميركية مع عون، وهو في نيويورك، وطلب مُساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد لقاء رئيس الجمهورية. بيد أنّ الأخير رفض اللقاء، مُحيلاً ساترفيلد إلى وزارة الخارجية اللبنانية، من دون أن يتم إبلاغ الجانب الأميركي بسبب عدم اجتماع عون بساترفيلد. مصادر لبنانية مُطّلعة على الوقائع قالت لصحيفة «الأخبار» إنّ رئيس الجمهورية يرفض لقاء مسؤول بهذا المستوى. لذلك، جرى تحديد موعد لساترفيلد مع باسيل، في مكان إقامة الأخير في نيويورك. أعاد باسيل خلال اللقاء تذكير الضيف الأميركي بالموقف اللبناني الرافض لتوطين أيّ لاجئ أو نازح. كذلك «أوضح لساترفيلد أنّ لبنان يرفض المنطق الذي استخدمه ترامب في خطابه».

وكشفت «الأخبار» أنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي قال لباسيل إنّ إدارته «تتفهّم الموقف اللبناني، ولا تتبنّى خيار توطين النازحين السوريين في لبنان».

طلبَ ساترفيلد لقاء عون (من دون أن يحصل على ما أراد)، وهو المعروف بأنه لا يكنّ ودّاً لرئيس الجمهورية. يعود ذلك إلى أيام تولّي عون رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية قبل 29 عاماً، وكان ساترفيلد سكرتيراً ثالثاً ومستشاراً سياسياً في السفارة الأميركية في بيروت. ولكنّه لم يكن الدبلوماسي الوحيد الذي «أزعجته» مواقف عون في نيويورك. تكرّر الأمر خلال اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والذي حضره وكيل الأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. يُعدّ الأخير، قانونياً ورسمياً، شاغل أعلى منصب سياسي في الأمم المتحدة إلى جانب أمينها العام، وهو عملياً مندوب الإدارة الأميركية في المنظمة الدولية، وصاحب الكلمة العليا في القضايا السياسية، ويجري التعامل معه بصفته الأمين العام الحقيقي. إلا أنّ السفير الأميركي السابق لدى لبنان سمع من عون ما لا يرضيه. فحين أشار غوتيريش إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والالتزام بالقرار 1701، تحدّث عون عن العدوانية الاسرائيلية، وخروقاتها للسيادة اللبنانية، وأنّ هدف السلاح في لبنان ردّ العدوانية الاسرائيلية التي لولاها لما كان هناك حاجة إلى سلاح في لبنان.