IMLebanon

لقاء ميقاتي – ريفي: تعاون انمائي ام سياسي؟

 

كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:

باعتراف خبراء في السياسة اللبنانية ان لا فصل بين السياسة والانماء.. وان اي انتخابات سواء كانت بلدية وحتى نقابية لا يمكن فصلها عن العمل السياسي طالما السياسة في الاساس خدمة مجتمع ما..

على هذه القاعدة حسب احد الخبراء في السياسة الطرابلسية ان زيارة اللواء ريفي مساء امس الاول للرئيس نجيب ميقاتي في دارته في بيروت لا يمكن فصلها عن الحراك السياسي الانفتاحي لريفي نحو قيادات طرابلس السياسية كافة لا سيما باتجاه الرئيس ميقاتي والتي حملت ابعادا تتجاوز الاهتمام الانمائي والعمل البلدي وقد سبق اللقاء اشارات ايجابية من ريفي نحو ميقاتي وبادله الاخير بهذه الاشارات في اكثر من محطة سياسية طرابلسية وقد حرص كلاهما في كل مناسبة على تأكيد العلاقات الودية وان ابواب التعاون والتنسيق في شتى المجالات مفتوحة على كل الاحتمالات حتى لو وصلت الى حد التحالف الانتخابي سواء ضمن لائحة انتخابية واحدة او تعاون بين لائحتين الاولى برئاسة الرئيس ميقاتي والثانية برئاسة ريفي باعتبار ان القانون الانتخابي الجديد لن يوفر حظوظا اوفر للفوز بمقاعد نيابية من اللائحتين المتعاونتين.

في الشكل ان زيارة اللواء ريفي للرئيس ميقاتي ـ والتي حرص ريفي ان تحصل في بيروت وفي لقاء مسائي لاضفاء ملامح الود والصداقة بينهما ـ هي زيارة تأتي اثر اطلاق ريفي مسودة وثيقة الشرف (بين القوى السياسية في طرابلس لتحييد العمل البلدي والانمائي عن العمل السياسي) وقد وزع ريفي هذه الوثيقة على كافة قيادات طرابلس ورؤساء بلديات اتحاد الفيحاء للاطلاع والدرس وتسجيل ملاحظات على ان تعلن الوثيقة في حفل خاص امام الرأي العام الطرابلسي خاصة واللبناني عامة وبعد توقيع جميع القوى السياسية الطرابلسية على وثيقة الشرف تحت عنوان «بداية التغيير نحو طرابلس التي نريد» واتفاق هذه القوى على التواصل الدائم وعقد اجتماعات دورية لمواكبة دعم العمل البلدي وتفعيل انتاجية الوثيقة والالتزام المستمر لاحكامها ومبادئها.

مبادرة اللواء ريفي لاقت استحسان القوى السياسية بحسب مصادر طرابلسية، وبشكل خاص الرئيس ميقاتي الذي وافق على الوثيقة مع تسجيله ملاحظات عليها يتم ارسالها لاحقا لريفي على ان يصار متابعة الاتصال بكافة القوى السياسية في هذا الاطار بما يعود بالفائدة على المدينة وقد اكد ميقاتي التنسيق في هذا المجال.

في المضمون ان اللقاء بين ميقاتي وريفي ليس الاول من نوعه،بل سبقته لقاءات واتصالات، وحكي عن لجان تنسيق بينهما تحت شعار مصلحة طرابلس والنهوض بها، ودعوات منهما للتعاون بعيدا عن السياسة.

غير ان السؤال الذي تطرحه المصادر: هل يتطور هذا اللقاء الانمائي بينهما الى تنسيق انتخابي، كي لا نقول تحالف سياسي؟

في السياسة الانتخابية ليس هناك ما يمنع من تطوير اللقاء الانمائي الى لقاء سياسي ـ انتخابي، في الوقت الذي توحي فيه مصادر الطرفين ان المرحلة الحالية لن تتعدى التنسيق الانمائي والتعاون لتحريك عجلة المجلس البلدي المتعثر منذ انتخابه، لكن المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات.. وهذه الاحتمالات مرهونة بحجم المواجهة السياسية مع خصم واحد لكلاهما هو التيار الازرق الذي نمي عنه استعداده لمواجهة هدفين اولهما اللواء ريفي وثانيهما الرئيس ميقاتي.

واشارت المصادر الى ان اولوية التيار الازرق هو اللواء ريفي باعتباره الخصم الذي اسس قاعدته الشعبية على خطاب سياسي متمسك بثوابت 14 آذار في وقت اعتبر فيه ريفي تخلي التيار الازرق عن هذه الثوابت وانحرافه عنها.. وقد نجح ريفي في الغرف من صحن «الازرق» وجذب العديد من «المستقبليين «المتململين الذين اضيفوا الى قاعدته الشعبية التي تأسست منذ زمن ومن خلال تواصله الشعبي مع الشرائح الطرابلسية كافة.

وفي الهدف الثاني الرئيس ميقاتي تضيف المصدر، الخصم السياسي الذي حقق انتشارا واسعا على مساحة طرابلس والشمال وفاق بخدماته كل خدمات سابقة للتيار الازرق الذي شحت خدماته منذ عدة سنوات فيما واصل ميقاتي التواصل الشعبي.

وطالما ان ريفي وميقاتي هدفان للتيار الازرق فمن شأن ذلك ان يدفع كليهما الى التنسيق الانتخابي والسياسي من بوابة الانماء الذي هو عمل سياسي بامتياز حتى ان انتخابات مجلس البلدي ما كانت لو لم يحصل التنسيق السياسي بين الفرقاء. وقد ادلى ميقاتي يوم امس خلال جولته الاسبوعية المعتادة في الاسواق الشعبية بتصريح حول تحالفاته المقبلة ورد فيه عما اشيع عن طلاق انتخابي بينه وبين الوزير السابق فيصل كرامي مؤكدا ان ما يجمعه بفيصل كرامي هو علاقة صداقة واخوة تتعدى الحسابات الانتخابية قائلا «مخطئ كل من يحاول النيل من هذه العلاقات» وكرر بالمناسبة ما قاله سابقا عن التحالفات الانتخابية «ان لا شيء نهائيا بعد على صعيد اللوائح والتحالفات» معلنا انه لا يزال يدرس كل الاحتمالات التي تؤمن وصول فريق نيابي متجانس يعمل لخدمة طرابلس واهلها خصوصا وان القانون الجديد للانتخاب يفرض مقاربة انتخابية جديدة يعمل على بلورتها لضمان نجاح الفريق الذي سيتعاون معه.

هذا التصريح اوحى بان كل الاحتمالات لدى ميقاتي واردة وقد جاء عقب اللقاء الليلي بينه وبين ريفي. فهل سيكون هناك تحالف بينهما؟ الجواب رهن الايام القليلة المقبلة.