IMLebanon

تفاهم على التفاهم (بقلم بسام أبو زيد)

 

كتب بسام أبو زيد

هل تفاهم معراب هو تفاهم بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع؟ أم هو تفاهم بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”؟

قد يبدو للبعض أن هذا السؤال غير منطقي وغير واقعي باعتبار أن العماد هو “التيار الوطني الحر” وأن الدكتور جعجع هو “القوات اللبنانية”، إلا أن الوقائع تؤكد أن هذا السؤال منطقي وواقعي جدا.

لقد أثبتت الوقائع أن هذا التفاهم كان هدفه الأول وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة، وبعدما تحققت هذه الخطوة بدأ هذا التفاهم يتراجع. والبعض يتحدث عن أنه وصل إلى مرحلة حرجة أصبح فيها ترتيب موعد للقاء بين الرئيس عون والدكتور جعجع أمرا يستلزم اتصالات مكثفة.

فـ”القوات اللبنانية”، ورغم مكافأتها بثلاثة وزراء في الحكومة، إلا أنها حرمت من وزارة سيادية، كما أنها حرمت من حصة وازنة في التعيينات ولم تحظ بأي من المواقع المهمة والحساسة.

اختلفت “القوات اللبنانية” مع وزراء “التيار الوطني الحر”، وهم بشكل أو بآخر وزراء لرئيس الجمهورية على قضايا الاتصال بالنظام السوري، وخطة الكهرباء ،وبعض ما له علاقة بالسلسلة والضرائب، هذا فضلا عن المعركة الانتخابية الحامية التي ستندلع مسيحيا بين الجانبين إذا ما حصلت الانتخابات النيابية.

هذه الاختلافات ليست بسيطة كما يصورها البعض، بل هي خلافات جوهرية في السياسة وغير السياسة، والسؤال المطروح على ماذا تم التفاهم إذا؟

قد يرد البعض بالقول إن تفاهم معراب خفف من حدة التوتر في الشارع، لكن الصحيح أن هذا التفاهم وضع التوتر تحت الرماد فقط ولم يخفف من حدته، والأدلة على ذلك كثيرة وأولها كل ما يتعلق بما يقوم به رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، فكأن هناك من يعتقد بأن هذا التفاهم يمكن أن يستمر من دون باسيل أو على الأقل من دون التفاهم معه.

إن هكذا اعتقاد هو بالفعل آخر فصول هذا التفاهم الذي يواصل تلقي الضربة تلو الأخرى، ولم يعد مجديا من قبل البعض تغطية الكدمات بمساحيق التجميل، لأنه قد يسقط على حين غفلة بالضربة القاضية. والمطلوب قبل فوات الأوان تفاهم جديد على التفاهم بين قيادتي “القوات” و”التيار”.