IMLebanon

نصرالله: لا أنصح السعودية بدفع لبنان إلى المواجهة!

دعا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي العام وحالة الهدوء والتواصل والحوار القائمة في البلاد، لافتاً الى أنّ إدارة شؤون لبنان لا يمكن أن تتم بعقلية التحدي والمكابرة بل بلغة البحث عن حلول وهو ما يجري فعلاً.

نصرالله، وفي كلمة ألقاها خلال إحياء ليلة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية، أوضح أنّه مهما كانت التباينات والاختلافات يمكننا أن نصل إلى حلول كما حصل في قضية قانون الانتخاب وملف سلسلة الرتب والرواتب، وقال: نسمع في الأيام الأخيرة بعض ما يتم تداوله أن هناك من يحضر لمواجهة سياسية جديدة في لبنان.

وشدّد على أنّ مصلحة لبنان الحقيقية تكمن في تجنب الدخول في أية مواجهة على المستوى الوطني، وأضاف: لا أقول ذلك من موقع قلق أو خوف أو ضعف سواء على مستوى حزب الله أو على مستوى محور المقاومة. فحزب الله اليوم في أقوى وضع له وحتى إسرائيل تقول إن الحزب هو “جيش ثان” في المنطقة.

وتابع نصرالله: لا أنصح أحداً وخصوصاً السعودية بالتفكير بدفع لبنان إلى المواجهة الداخلية أو الإقليمية. نحن مع استمرار الحكومة حتى إجراء الانتخابات في إطار من التعاون الإيجابي، والمسارعة إلى حل الازمة التي استجدت بشأن سلسلة الرتب والرواتب عامل مبشر للبنانيين بشأن حكومتهم.

وقال: أضم صوت حزب الله إلى صوت الرئيس نبيه بري بالتأكيد على أن الانتخابات ستجري في موعدها ولا تمديد للمجلس النيابي. إنّ الانتخابات يجب أن تجري على أساس القانون الذي أقر في مجلس النواب من دون فتح باب تعديل القانون وهو قام على أساس تسوية وطنية. من هنا، نرفض اي تأجيل للانتخابات ولو ليوم واحد.

وأضاف نصرالله: ننوه بإنجاز تحرير كامل السلسلة الشرقية والجرود أي “التحرير الثاني” ونثمن تضحيات الجيش اللبناني، والتهديد الارهابي بعد تحرير الجرود تراجع ولكنه لم ينته. والقاعدة اللوجستية البشرية لانطلاق العمليات الإرهابية تجاه المدن والبلدات اللبنانية انتهت، مشيراً الى أنّه رغم تفاهات بعض السفارات الاجنبية فإنّ لبنان من اكثر البلدان أمناً في العالم وهو اكثر امناً من الولايات المتحدة نفسها.

وتابع: لسنا مع المقاربة الأمنية للمخيمات بل مع المقاربة الشاملة التي تعزز التعاون اللبناني ـ الفلسطيني، والمناكفة الأمنية والتضخيم الإعلامي يساهمان في تكبير بعض الأحداث الأمنية الصغيرة، لافتاً الى أنّ إطلاق النار في الهواء حرام شرعاً عند السنة والشيعة، ورغم كل المناشدات السابقة لمنع إطلاق النار في الهواء فإنّ بعض القوى السياسية لم تحرك ساكناً.

وأشار نصرالله إلى أنّ هناك إجماعاً في لبنان على وجود مشكلة في موضوع النازحين السوريين، والوزارات والقوى السياسية المعنية لا تعمل حتى على العودة الطوعية قبل الوصول الى العودة الامنة، متوجهاً الى النازحين السوريين بالقول: إنّ مصلحتكم الحقيقية تكمن في العودة الى سوريا.

وأضاف: بعض القوى السياسية تطالب بأن يكون لبنان منصة اساسية لاعادة اعمار سوريا من دون الحديث مع دمشق، ولا يجوز ان يستمر استغلال قضية النازحين السوريين كملف للمزايدة الانتخابية. وعندما يعود رئيس الجمهورية اللبنانية من الامم المتحدة حاملاً للقضية الفلسطينية وللمقدسات فهذه نقطة امتياز للبنان.

وشدّد نصرالله على أنّه لا يجوز التساهل مع الخروقات الاسرائيلية من زرع للكاميرات المفخخة واجهزة التنصت في الاراضي اللبنانية ونضع هذا الامر في عهدة المسؤولين، مؤكداً انّه اذا لم تعالج قضية هذه الخروقات بالوسائل السياسية فنحن سنبحث عن وسيلة للعلاج، وسأل: اليست الكاميرات المفخخة واجهزة التنصت المزروعة في الاراضي اللبنانية خرقاً للقرار 1701؟

وفي الشان الإقليمي، قال إنّ تنظيم داعش بات في نهايته في العراق وسوريا والقضية مسألة وقت، موضحاً أنّ ما لدى داعش من باحثين عن الموت المجاني سيُحالون لتنفيذ هجمات متفرقة للاستنزاف وتأخير الحسم في سوريا، وسأل: لو انتصر داعش ما كان مصير السعودية وباقي دول الخليج وبلدان شمال أفريقيا؟، لافتاً الى أنّ إسرائيل باتت قلقة لأنّ داعش يُهزم في سوريا.

وأضاف نصرالله: ونحن ننتهي من مؤامرة داعش التي صنعتها إسرائيل ودعمتها قوى إقليمية فإن المنطقة تتحضر لمشروع التقسيم. فبعد فشل مشروع داعش عادوا إلى مشروع تقسيم المنطقة والبداية من إقليم كردستان العراق. إنّ القضية لا تتعلق باستفتاء أو بتقرير مصير بل بتقسيم المنطقة على أسس عرقية، وما يجري في كردستان يهدد المنطقة كلها وإسرائيل هي الداعم الوحيد لانفصال الإقليم.

وتابع: لا يجوز الوثوق بالموقف الأميركي بخصوص استقلال كردستان وهناك أصوات أميركية بدأت تدعو لدعم الانفصال. وأقول للحكام في السعودية إن انفصال كردستان سيصل لاحقاً إلى السعودية ويؤدي إلى تقسيمها. فالسعودية من أكثر دول المنطقة المؤهلة للتقسيم، وإذا تم تقسيم المنطقة فإنّ الدول التي ستقوم ستتصارع فيما بينها لعشرات السنين.

وشدّد نصرالله على أنّ التقسيم يعني أخذ المنطقة إلى حروب داخلية لا يعلم مداها سوى الله، معتبراً أنّ المشكلة ليست مع الشعب الكردي بل مع سياسيين كرد لهم مشاريعهم ومصالحهم، وقال: القيادات الكردية المتورطة ستعود للحوار إذا وجدت أنّ الدول العربية والإسلامية حاسمة في رفض التقسيم.

إلى ذلك، لفت إلى أنّ ما يقال عن مشروع لتسوية إسرائيلية ـ فلسطينية يقوم على خلفية تجميع القوى ضد إيران ومحور المقاومة، ورأس الحربة في المشروع ضد محور المقاومة هم حكام السعودية، مشيراً الى أنّ الحروب الجديدة التي يريد حكام السعودية أن يأخذوا المنطقة إليها تصب في مصلحة إسرائيل وواشنطن.

وأوضح نصرالله أنّ حكام السعودية يقولون إنّهم يريدون محاربة النفوذ الإيراني ولكن فعلياً فإنّ فشل مشاريعهم يدعم نفوذ طهران، وأضاف: لا نعتقد أن الإسرائيليين يمكن أن يسمحوا بإنجاز تسوية تحفظ الحد الأدنى من ماء الوجه الفريق المفاوض، والمقاومة في لبنان اسقطت ع حلفائها المشروع الاسرائيلي ومشروع الشرق الاوسط الجديد ومشروع داعش.

وختم: أياً يكن التهديد الإسرائيلي والتكفيري لن نترك الدفاع عن الأوطان والأعراض والقيم الإنسانية، وسنستمر في تحرير الارض ومقاومة الصهاينة ومجابهة المد التكفيري، وكنا حيث يجب ان نكون وسنبقى حيث يجب ان نكون، ونقول لكل من حاول هزيمتنا اننا خرجنا اكثر قوة.

September 30, 2017 09:15 PM