IMLebanon

مخططات العاروري الإنتقامية… تهدّد استقرار لبنان

تقرير أحمد حامد:

لا شك أن هناك حالة من القلق التي تسود الأوساط السياسية في بيروت على مستقبل لبنان السياسي واستقراره الاستراتيجي، خاصة عقب الإعلان “الرسمي” بعد مفاوضات القاهرة بين حركتي “فتح” و”حماس” ان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري استقرّ في لبنان.

وفي هذا الإطار رصدت عدد من التقارير والمصادر المطلعة تخوّف جهات لبنانية من أن الأمر سيشكّل خطرا على أمن اللبنانيين وسلامتهم.

وتشير مصادر سياسية وبحسب تقارير ودوريات دولية إلى أن هذا الخوف يستند إلى ما تم نشره اخيرا في وسائل الإعلام من أن العاروري يتولى ملف العمل العسكري الذي تديره حركة “حماس” ضد الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وعليه فإن قيامه بممارسة عمله هذا انطلاقا من الساحة اللبنانية من الممكن أن يؤدّي إلى ردة فعل إسرائيلية من الممكن ان يدفع ثمنها الاقتصاد والمواطن والحكومة في لبنان.

والمعروف أن العاروري وصل إلى لبنان في شهر حزيران الماضي بعد أن غادر الأراضي التركية عام 2015 بناء على طلب من الحكومة هناك، وبعدها غادر تركيا متوجها إلى قطر التي لم يمكث بها كثيرا، حيث غادرها أخيرا بناء على طلب القطريين، وفي كلتا الحالتين طلبت السلطات التركية أو القطرية على حد سواء مغادرة العاروري لأراضيها بسبب دوره في دعم عمليات حركة حماس العسكرية انطلاقا من اراضيهما.

وتشير مصادر سياسية إلى أن التخوف الحالي في الكثير من الدوائر اللبنانية هو من أن مكانة العاروري الجديدة والرفيعة وطبيعة عمله في الحركة ستزيدان من الخطر الإسرائيلي القائم على المواطن اللبناني، لا سيما وأن إسرائيل تدعي بأن تواجد العاروري في لبنان سيسهّل عليها عملية اغتياله. وبحسب المصادر ذاتها أعربت جهات سياسية برلمانية في لبنان عن قلقها العميق من أن اقامة مسؤولي حماس في لبنان ستضع العراقيل أمام محاولات لبنان تحسين العلاقات مع عدد من الدول والعواصم الخليجية، وعلى رأسها السعودية ومساعيها الرامية إلى تغيير صورتها على الساحة الدولية كدولة تستضيف جهات عسكرية مختلفة، وتسمح لهذه الجهات بممارسة نشاطها العسكري على أراضيها وانطلاقا منها.

وبناء على تلك المصادر أن هذه الأنشطة التي تقوم بها حماس ويتم توجيهها من ايران تعتبر قضية تستحق الدراسة، خاصة بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والذي أشار إلى بداية عصر جديد في السياسة الأميركية يشمل فرض عقوبات مؤلمة على إيران. فضلا عن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي هدد بضرب لبنان حال فتح جبهة من جهة الشمال لا تساعد هي الأخرى على استقرار الأوضاع في المنطقة.

وتجمع الجهات الوطنية اللبنانية على أن تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال يجب ان يكون وفق دراسة ومحسوب وفقا لمصلحة اللبنانيين وعدم تجاهل الموقف الحذر الذي اتخذته عدد من الدول التي استضافت حركة حماس ومسؤوليها من قبل واضطرت لطردهم من أراضيها، خاصة وأن الثمن يمكن ان يكون فادحا ويتجلى في توجيه ضربات قاسية يمكن أن تكبد هذه الدول خسائر هي في غني عنها.