IMLebanon

يوم إعلامي لـ “مؤسسة رينه معوض” حول الطاقة المتجدّدة

من يقصد مجدليا هذه الأيام، يراها مختلفة عن سائر أيامها. ففي ذلك المبنى الضخم الذي يقع على باب الضنية وعلى حدود زغرتا مع المحيط، خلية نحل لا تهدأ داخل مكاتبه. مشاريع، واتفاقيات تعاون، ومساعدات، ومخططات في الانماء خدمة للانسان في زغرتا والجوار وكل لبنان. هي “مؤسسة رينه معوض”، التي تأسست سنة 1991 والتي تهدف لبناءِ مجتمعٍ مدنيٍّ مسؤول يقوّي الوحدة الوطنية ويعزز قيمَ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. بمعنى آخر، قررت المؤسسة أن تبقى على عهد الرئيس الشهيد رينه معوض، وبإشراف مباشر ومستمر من رئيسها ميشال معوّض حامل الأمانة.

ولأن المؤسسة تعمل لتمكين الإنسان في لبنان فكريا وماديا، من خلال التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والريفية لضمان كرامته وحقوقه الأساسية، ولبناء قدراته كمواطن مسؤول، أنشأت العديد من المراكز، وعملت على تنفيذ مشاريع مموّلة من المؤسسات المانحة.

وانطلاقا من هذه الأهداف، جمعت نهار الجمعة 20 تشرين الأول 2017، الاعلاميين من كل الفئات والمشارب السياسية. فنظمت يوما إعلاميا في قضاء زغرتا ضم مجموعة من الصحافيين من الإعلام المكتوب، المرئي والمسموع بالإضافة إلى صحافيين من مختلف المواقع الإلكترونية.

النشاط الذي تضمن زيارة منطقتي أردة وكفرياشيت هدف الى تعريف المدعوين على مشروعين قامت المؤسسة بتنفيذهما في البلدتين المذكورتين حول الطاقة المتجددة وذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

نقطة الانطلاق كانت من المركز الرئيسي للمؤسسة في مجدليا، حيث تجمّع الاعلاميون بعد “الترويقة” على الصاج يرافقهم مجموعة من إداريي “مؤسسة رينه معوض” وانطلقوا في الباصات باتجاه منطقتي أردة وكفرياشيت.

 

المحطة الأولى كانت في كفرياشيت. وكان في استقبال الاعلاميين قرب كنيسة البلدة رئيس البلدية جورج واكيم وعدد من اهالي البلدة. وقد شرح واكيم للحاضرين عن أهمية المشروع والمشاريع الأخرى التي تنفذها أو قيد التنفيذ من قبل مؤسسة رينه معوض، وخصوصاً في ما يتعلق بمشاريع الطاقة المتجددة، التي بحسب واكيم، تفيد ايجاباً أكبر عدد من مواطني البلدة.

أما مدير العمليات في مشروع “بلدي” ضمن مؤسسة رينه معوض أنطونيو معوض، فقدم عرضاً مسهباً عن ما تعانيه بلدات قضاء زغرتا من حرمان، وانطلاقا من هذا الواقع، جاء عمل المؤسسة إحساساً منها بما يعانيه المواطنون، فعملت مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID على سلسلة برامج حول الطاقة المتجددة، يستفيد منها سكان البلدات، ومنها كفرياشيت.

مشروع كفرياشيت، هو مشروع “توليد الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة في البلدة” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمنفذ من مؤسسة رينه معوض ضمن اطار برنامج “بلدي” لبناء التحالفات للتقدم، التنمية والإستثمار المحلي، يهدف إلى دعم المجتمع المحلي للتوفير في فواتير الكهرباء ويتضمّن تركيب نظاما لتوليد كهرباء على الطاقة الشمسية بقدرة 60 كيلوواط، تركيب 144 “سخان” للمياه على الطاقة الشمسية و26 عامود إنارة للشوارع تعمل على الطاقة الشمسية.

وستُنظم جلسات توعية حول كفاءة استخدام الطاقة للسكان والطلاب في المدارس. وقدمت بلدية كفرياشيت مقترح المشروع الحالي بالاشتراك مع لجنة الرعية، ومجموعة الشبيبة في البلدة.

الفئة المستهدفة من هذا المشروع:

  • 750 شخصا من السكان المحليين.
  • 200 لاجئ سوري.
  • يستفيد 450 شخصا من جلسات التوعية حول فوائد الطاقة الشمسية.
  • يستفيد 750 شخصا من نظام المياه الساخنة عبر الطاقة الشمسية.
  • يستفيد 950 شخصا شخص من مصابيح ليد ستوزع عليهم.
  • تستفيد 6 مشاریع صغرى ومتوسطة الحجم كالمحلات التجاریة (أي ما يساوي 20 شخص)
  • سيعمل المشروع على إنشاء 3 وظائف طويلة الأمد منها مساعدة إدارية، مشرف ميداني، مشرف فني وكهربائي
  • سيستفيد 800 شخص من نظام الطاقة الفوتوفلطية ومن التوفير في فاتورة الكهرباء.

من كفرياشيت، انطلق الاعلاميون نحو بلدة أرده، حيث استقبلهم عدد من المواطنين بضيافة مميزة، فقدموا لهم الحلوى ووزعوا عليهم المشروبات والمياه. الأهالي الذين تجمعوا، أعربوا عن تقديرهم للعمل الذي تقوم به مؤسسة رينه معوّض، على المستوى الاجتماعي والانساني، موجهين التحية لرئيس المؤسسة ميشال معوض الذي يحمل “همّ الناس” في وجدانه.

مشروع أردة هو مشروع “نحو استهلاك للطاقة المستدامة في المجتمعات المحلية المختارة من شمال لبنان”، ممول من الاتحاد الاوروبي ومنفذ من مؤسسة رينه معوض ضمن اطار المشاريع التبيينية الحضرية المستدامة وبالشراكة مع بلدية اردة، وضع إستراتيجية لفعالية الطاقة في بلدة اردة وادى الى تطوير سياسة لفاعلية أفضل للطاقة في المباني الجديدة.

المشروع استحدث كذلك مصابيح الشوارع حيث جرى إستبدالها بمصابيح LED لتوفير الطاقة ووضع قواعد إرشادية لتصميم المبنى البلدي بكفاءة طاقة مرتفعة. كما تضمن إنارة 6 مناطق أساسية في البلدة من خلال الطاقة الشمسية. وجرى تدريب الموظفين على حلول وإجراءات توفير الطاقة والتمويل.

وفي الاطار نفسه، تضمن المضروع إجراء تدقيق لإستهلاك الطاقة لدى 300 منزلاً، وتنفيذ إجراءات لتحسين فاعلية هذا الإستهلاك. ونفذت دورات عامة للتوعية، بالإضافة الى تطوير وتسويق وتوزيع كتيّب حول كيفية إستخدام الطاقة بطريقة فعّالة في المناطق السكنية. الفئة المستهدفة المباشرة من هذا المشروع فتتضمن السلطة المحلية والمجتمع المحلي المؤلف من 4,000 فردا. أما الفئة المستهدفة غير المباشرة فهي ما يقارب 200 من السلطات المحلية المماثلة في لبنان والتي تضم حوالي 400,000 مقيماً.

وبعد الانتهاء من أرده، انطلق الاعلاميون في الباصات، عائدين إلى نقطة الانطلاق أي إلى مركز المؤسسة في مجدليا، وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض في استقبالهم، ورافقهم في جولة زيارات ميدانية لكافة المراكز التابعة لـ “مؤسسة رينه معوض” بما في ذلك: معهد رينه معوض للتعليم التقني، وحدة صناعة الحليب ومشتقاته، وحدة إنتاج البوظة، وحدة تقطيع وتوضيب الخضار.

وبعد أن أطلعهم على الدور الذي يلعبه كل قسم أو قطاع في المؤسسة، التي يعمل فيها نحو 200 عائلة، تم عرض فيلم وثائقي عرض أهمية اعتماد اللامركزية والانجازات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي تقوم بها المؤسسة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

وقال معوض: “إن هدفنا ان تكون المشاريع في كل المناطق اللبنانية، شارحا أهمية وفوائد استخدام الطاقة المتجددة في المدن والقرى، لجهة أولا أنها تعزز ثقافة الحفاظ وحماية البيئة، خصوصا أن الحفاظ على البيئة ليس ترفاً بل عنصر مهم للمواطنين، وتعزز اللامركزية الادارية من خلال التعاون الذي ينشأ بين المؤسسات الدولية والبلديات، الذي يراهن عليها معوض ويدعو إلى تقوية قدراتها لأنها أساس التنمية في كل لبنان.

واكد ان ما تقوم به مؤسسة رينه معوض لا ينحصر فقط في منطقة الشمال بل هو في كل لبنان، انطلاقا من استراتيجية كاملة لديها لخلق شبكة امان لكل الفئات المهمشة والأكثر عوزاً في المناطق. وعدّد معوض المشاريع التي تقوم بها المؤسسة على صعيد الدعم التربوي في المدارس أو على صعيد الدعم الاقتصادي والزراعي، ودعم الانتاج لابقاء الانسان في أرضه.

معوض وردا على أسئلة الصحافيين، تناول موضوع أزمة التفاح، فوعد بأن المؤسسة تعمل حاليا على فتح أسواق جديدة للتفاح اللبناني، وأساسها سوق روسيا على أمل ان تتوج جهودها بالنجاح.

وكشف ان مؤسسة رينه معوض هي احد المراجع الأساسية للتعاطي بشفافية مع المؤسسات الدولية المانحة، وهي حازت على ثقة هذه المؤسسات المانحة والمنظمات الدولية الأخرى.

اما ختام الجولة فكانت بلقاء غداء في منزل الرئيس التنفيذي للمؤسسة ميشال معوض في زغرتا.

للمزيد من المعلومات: www.rmf.org.lb