IMLebanon

“الحريري” في وضع لا يحسد عليه في عكار!

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”:

كشفت آخر استطلاعات الرأي التي تجريها ماكينات انتخابية في محافظة عكار ان البيئة الشعبية العكارية لم تعد حاضنة لتيار المستقبل بالقدر الذي كانت عليه منذ العام 2005 والى اليوم، حيث طرأت متغيرات عليها في الاونة الاخيرة تجسدت في انكفاء التيار الازرق وتشتت قواعده الشعبية لعدة اسباب منها ان كل الوعود التي اطلقها نواب التيار منذ تسلمه زمام السلطة ومفاصيلها ومنذ ان باتوا نوابا حصريين في الدورات الانتخابية منذ العام 2005 والى اخر انتخابات عام 2009، وما حصل من تمديد لمرات ثلاث. وكان حريا بان هذه التمديدات ان تمنح نواب المستقبل فرصة تصحيح ممارساتهم السياسية وتقويم تمثيلهم النيابي وتحقيق اكبر قدر من مطالب عكار الحيوية الملحة. ومن جهة ثانية فان اقفال باب الخدمات الاجتماعية والانمائية شكل ايضا عاملا مضافا الى العوامل المؤثرة في الوضع الشعبي للتيار الازرق.

ولعل العامل الاكثر تأثيرا كان بالتطورات التي تشهدها المنطقة الاقليمية انعكست على الساحة العكارية لتزيد من تفاقم الانكفاء الشعبي للنواب الزرق. وقد سهل كل ذلك الاداء المربك والسيىء لهؤلاء النواب الذين لم يستطيعوا تثبيت اقدامهم على ارضية التيار الازرق.

كل هذه العوامل وضعت الرئيس سعد الحريري في مأزق مقبل عليه في محافظة عكار. ولا تخفي مصادر مقربة منه ان وضعه في عكار لا يحسد عليه وفق القانون الانتخابي الجديد والصوت التفضيلي واذا كان هناك من يحاول اقناع الرئيس الحريري بأن تحالفه مع التيار الوطني الحر في عكار قد يكون جسر عبور لتقليل خسائره في المقاعد النيابية العكارية وهو الحريص ان يحافظ اقله على المقاعد السنة الثلاثة في اي تحالف قد ينشأ بينه وبين قوى وتيارات اخرى.

لكن حسب المصادر لن يستطيع الرئيس الحريري تسمية مرشحيه في عكار بسهولة نظرا لحجم المرشحين الطامحين داخل صفوف تياره، ولا سيما انه وعد عدة مرشحين في العام 2009 بأنهم سيكونو نوابا في الدورة المقبلة وجاءت وعود امين عام التيار احمد الحريري لمرشحين اخرين لتفاقم من ازمة الخيارات. وقد باشر هؤلاء المرشحين لمقاعد السنة حراكهم الانتخابي لتثبيت وجودهم والضغط المعنوي على الرئيس الحريري وقيادة التيار، بخاصة بعد شيوع اخبار ان جميع النواب الحاليين سيطيحهم الحريري وانه سيرشح وجوهاً جديدة.

لكن تشير المصادر الى ان عقبات عديدة تواجه الحريري في عكار اولها ان المواجهة ستكون بينه وبين المجتمع المدني الذي يتشكل بالتنسيق والتشاور بين مرشح المقعد الماروني العميد جورج نادر واللواء اشرف ريفي. وللعميد نادر حضوره في اوساط العسكريين المتقاعدين وبدأ حراكه الانتخابي باكرا ويتعاون مع اللواء ريفي لتشكيل لائحة من وجوه شابة ناشطة في المجتمع المدني لائحة مكتملة من سبعة اعضاء تمثل منطقة وادي خالد وجبل اكروم ومنطقة فنيدق والجرد والقيطع وسوف تمثل العائلة المرعبية بمرشح يختاره رئيس الجامعة المرعبية كونه اكبر العائلات العكارية. وسوف يكون للمرأة نصيب وافر في هذه اللائحة.

على اي حال اي كلام في المشهد الانتخابي العكاري لن يصح قبل عودة الرئيس عصام فارس الى عكار وقد ابدت قيادات سياسية عكارية وقيادات دينية اسلامية ومسيحية وهيئات اجتماعية واقتصادية ورؤساء بلديات ومخاتير مواقف في اتصالات معها اكدت فيها ان المشهد العكاري السياسي الانتخابي لن يكتمل دون الرئيس عصام فارس وان جميع الكتل والقوى والتيارات والاحزاب تنتظر كلمة فارس لتتظهر صورة التحالفات الانتخابية وكيفية حصولها. ولذلك تلاحظ هذه الفاعليات العكارية ان جميع التيارات والقوى في عكار تؤجل البت بمسألة التحالف الانتخابي وبمسألة حسم المرشحين سواء المرشحون لمقاعد السنة او لمرشحي مقعدي الارثوذكس والمقعد الماروني والمقعد العلوي بانتظار عودة فارس، ولذلك فان الحديث الجدي عن اي لوائح او تحالفات او مرشحين مؤجل الى اوائل السنة المقبلة بعد أن يقول الرئيس فارس كلمته نظرا لموقع تيار فارس الشعبي المنتشر بين كل الطوائف والمذاهب والمناطق.