IMLebanon

الراعي: نرفض التفرج على وطننا يخضع لأشخاص إستقبلهم

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “صنع السلام اهم بكثير من الحرب والبناء اهم من الهدم”، وقال خلال عشاء اقامه على شرفه القائم باعمال السفارة اللبنانية في واشنطن: “نحن لسنا في حرب مع احد لكي ندافع عن المسيحيين بل نحن نعني الدفاع بمعنى حماية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط الى جانب المسلمين من اجل مواصلة العيش معا وخلق ثقافة وحضارة مشتركة. فللمسيحيين دور اساسي فيها عبر التاريخ ونريد ان نحمي هذا الدور. انّ جمعية الدفاع عن حقوق المسيحيين لم تلد الا مع بداية الحروب في العراق وسوريا والمنطقة التي اصبح شعبها مهحرا وحياتها مهدمة والمسيحيون هم اول الذين هاجروا وخسرنا اعدادا كبيرة منهم في العراق وسوريا ولبنان بسبب الاوضاع التي نعيشها اليوم وهكذا ولدت فكرة الجمعية للمحافظة على هذا الوجود الذي هو ضرورة ماسة لحياة الشرق الاوسط”.

واضاف: “لقد عشنا في الشرق الاوسط مسيحيون ومسلمون على مدى ١٣٠٠سنة باعتدال والخطر اليوم ان يضيع الاعتدال الاسلامي بسبب فورة التنظيمات الارهابية التي تهدم وتقتل باسم الاسلام ولا نعرف ما اذا كانوا مسلمون، ونحن ما يهمنا هو عودة المسيحيين والمسلمين الى الشرق الاوسط ولسنا على استعداد على الاطلاق لان نترك ارض الشرق الاوسط للحركات الارهابية وللتعصبيات. وهذا الشيء نرفضه ونطالب بعودة الجميع مسلمين ومسيحيين الى اوطانهم. فلبنان يشكل واحة رجاء للمسيحيين في الشرق الاوسط لانه استطاع ان يبني حياة مشتركة في وطن تميز عن البلدان الاخرى وشكل علامة رجاء لهم جميعا وهذا اللبنان يمر اليوم بخطر من ان يخصر شيئا فشيئا من هويّته”.

وتابع الراعي: “لبنان استقبل بكل بمحبة ومسؤلية المنكوبين الفلسطينيين سنة ١٩٤٨ والمنكوبين من سوريا واصبح معروفا اليوم ان هؤلاء النازحين اصبحوا يشكلون اكثر من نصف سكانه وهذا عبء وخطر اصبح كبيراً على لبنان. ونحن من هنا من اميركا العظيمة الولايات المتحدة اولا والاسرة الدولية ثانيا انّه من غير المقبول ان نبقى نتفرج على وطننا يخضع لاشخاص استقبلهم ولا يرفضهم ولكن على حسابه، لذلك يجب اعادتهم جميعا الى ارضهم لان هذا حقهم بحكم المواطنة وتاريخهم وثقافتهم والا نكون دمرناهم مرتين يوم الذي هجروا فيه ويوم نقتل ثقافتهم”.

وختم: “للاسف يوم نطالب بعودتهم يفهموننا خطأ ويتهموننا بالعنصرية وبأنّنا نحرض عليهم ولاسف البعض منهم لا يعرف انّنا عندما نطالب بعودتهم الى بلادهم نكون ندافع عنهم لان الانسان من دون وطن انسان يتيم. نحن اليوم في اميركا بلد حقوق الانسان والديقراطية وهي التي تعطي معنى وقيمة لكل شخص بشري نتطلع اليها لان تكون الاولى بين مجموعة الدول التي تعيد لهذه الشعوب حقوقهم وكرامتهم كمواطنين اصيلين بارضهم”.

October 24, 2017 09:19 AM