IMLebanon

اكتشاف خلايا تجدّد الشباب

ربما تكون الخلايا الجذعية في الدماغ مفتاح إطالة العمر وإبطاء الشيخوخة. فهذه الخلايا التي تقع في منطقة دماغية تسمّى منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية (hypothalamus)  تنتج الهرمونات وجزيئات إرسال الإشارات، تستطيع تنشيط وظائف الدماغ وتقوية العضلات المتراجعة في فئران في منتصف عمرها، بحسب دراسة نشرتها مجلة “نايتشر” العلمية في تموز الماضي.

تراجع وضعف

هذه ليست الدراسة الأولى في هذا المجال، فثمة دراسات سابقة ربطت غدة الدماغ النخامية بتطور الشيخوخة. يقول دونغشنغ تساي، المتخصص في الغدد الصماء العصبية في كلية ألبرت آينشتاين للطب في نيويورك، إن هذا منطقي، فهذه المنطقة الدماغية تشارك في تحفيز العديد من الوظائف الجسدية، كالالتهاب والشهية.

وبعد تجارب على الفئران، كشف تساي وزملاؤه عن أن الخلايا الجذعية في منطقة ما تحت المهاد الدماغية تختفي مع تقدُّم الفئران في العمر. وعندما حَقَن الباحثون الفئران بالفيروسات التي تدمّر هذه الخلايا، تراجعت الذاكرة عند هذه الحيوانات وضعفت عضلاتها وقدرتها على التحمل، كما تراجعت نسبة التوافق بين وظائفها. وماتت هذه الفئران قبل الفئران غير المتعرّضة لهذه الفيروسات، ولها العمر نفسه.

حقن الفريق خلايا جذعية مأخوذة من منطقة ما تحت المهاد الدماغية مستأصلة من فئران حديثة الولادة في أدمغة فئران متوسطة العمر. وبعد أربعة أشهر، تحسّن عمل الوظائف الإدراكية والعضلية لهذه الفئران مقارنةً بالفئران غير متعرضة للفيروسات ولها العمر نفسه. كما عاشت في المتوسط فترة أطول بنسبة 10 في المئة تقريبًا، كما قال تقرير “نايتشر”.

قفزة هائلة

وجد الباحثون أن هذه الخلايا الجذعية تُطلِق في السائل الدماغي النخاعي جزيئات تُسمى الأحماض النووية الريبية المجهرية، وهذه تساعد على ضبط التعبير الجيني.

عندما حقن الفريق هذه الأحماض في أدمغة الفئران متوسطة العمر، وجدوا أن الجزيئات تبطئ التدهور الإدراكي وتنكس العضلات.

يقول شين إيشيرو إيماي، الباحث في علوم الشيخوخة في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري الأميركية، إن هذه النتائج تمثل قفزة هائلة في البحوث المتصلة بالشيخوخة، “وإن الخطوات التالية ستتمثل في ربط هذه الخلايا الجذعية بآليات الشيخوخة الأخرى”.

يرغب إيماي في معرفة إذا كان يمكن أن تمر هذه الأحماض النووية الريبية المجهرية في مجرى الدم، لتصل إلى جميع أنحاء الجسم.

يقول تساي إن فريقه يحاول تحديد أي من أنواع الأحماض النووية الريبية المجهرية التي يتم إنتاجها، وتُقدر أعدادها بالآلاف، يشارك في تطور آليات الشيخوخة. ويأمل الباحثون في معرفة إذا كانت هناك آليات مماثلة في الرئيسيات غير البشرية.