IMLebanon

الكابتن موسى خارج العهد: نهاية مدرّب شجاع

كتب عبد القادر سعد في “الأخبار”:

مع موسى حجيج فاجأ العهد الجميع. فاجأ الجميع أنه غادر النجمة، ثم عاد وفجّر مفاجأة أثقل. انتقل في مرحلة لاحقة إلى العهد. بالنسبة لكثيرين كان الخبر سوريالياً. لكنه هناك حقق نتائج لافتة. عندما حضرت الأدوات التي نقصته في النجمة، وفي الراسينغ، قدّم عروضاً توصف في كرة القدم بـ”الكبيرة”. أهم هذه النتائج، كان الفوز التاريخي على الزمالك المصري. كانت هذه واحدة من مفاجآت أحد رموز كرة القدم اللبنانية، الذي ما انفك يفاجئ الجميع. أمس كان هو المفاجأة: العهد أقال موسى حجيج

تحاول الوقوف على رأي موسى حجيج في موضوع الإقالة، لكن الاتصال به ينتهي بإجابة زوجته على الهاتف بأن مدرب العهد ــ ومنذ اليوم هو مدرب سابق ــ ليس موجوداً. تفهم أن “الكابتن موسى” لا يريد التواصل مع أحد. الذين يعرفونه عن قرب يعرفون طباعه. ويمكن أن يدور سجال طويل عن طباعه في الملعب وعلى المدرجات. الجميع سيتفق على أن موسى حجيج شخصية “اشكالية”.حادّ وراديكالي، ليس شخصاً مرِناً بشكلٍ عام. لكن الجميع يعرف القيمة الحقيقية لأكثر لاعب تردد اسمه على المدرجات اللبنانية آخر عشرين عاماً، تحديداً عندما كانت لدينا مدرجات وكانت عامرة. كثيرون راهنوا على خروجه من العهد. منذ البداية اعترض كثيرون لأن موسى حجيج ليس “توتي الكرة اللبنانية”، ولأنه غادر النجمة. كثيرون استغربوا لأنه لم يحترف خارج البلاد عندما كان لاعباً. وقالوا إنه سيحترف مدرباً. من يعلم؟ الأسئلة كثيرة. ما هو مؤكد أن موسى حجيج صاحب كاريزما. شخصية كبيرة في الملعب وخارجه. في الملعب ولا أحد يمكنه أن يعترض، وخارجه، لأنه تجرأ وغادر النجمة… إلى العهد تحديداً.

المقرّبون منه يشيرون الى أنه فوجئ بالاقالة. موسى حجيج هو موسى حجيج، وإن تحدث الأمور هذه المرة بالمقلوب. عندما لا يصنع المفاجأة، يصير هو المفاجأة. الجديد في الموضوع أنه “مرتاب” من توقيت الاقالة، خصوصاً أنه قدّم استقالته سابقاً ورفضت، فلماذا تمت إقالته بعد تخطّي المباريات الصعبة والوصول الى مرحلة حصد النقاط؟ علماً بأن العهد يحتل المركز الثالث برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة عن الأنصار الثاني وثلاث نقاط عن الصفاء المتصدر. معايير كثيرة لقياس كفاءة المدرّبين. النقاط، الفوز، الأداء، و”قلوب الجماهير”. أين تراجع موسى في هذه المعايير؟ الإجابة عند نادي العهد، والأسئلة كثيرة.

في البدء، استلم حجيج قيادة العهد قبل خمسة أشهر ونصف شهر (منذ 2 أيار 2017)، فكانت بطولة الأندية العربية الاستحقاق الأول له مع بطل لبنان. كثيرون حينها تخوّفوا من كارثة فنية ونتائج مذلّة للعهد لأنه سيلعب بين أفضل 12 فريقاً في آسيا وأفريقيا. لكن النادي خرج برأسٍ مرفوعة من البطولة بسبب نظامها غير العادل. بهذه المعنويات المرتفعة عاد العهد وحجيج الى لبنان وبدأت الاستعدادت للموسم الجديد، فكانت كأس النخبة التي وصل العهد فيها الى النهائي وخسر أمام النجمة بركلات الترجيح. أسبوعٌ مرّ وجاء كأس السوبر الذي أحرزه العهد مع حجيج على حساب الأنصار. هل هناك أية مشكلة حتى الآن؟ فلنعد إلى بداية الموسم. ثلاثة أسابيع وبدأ الدوري اللبناني، فكانت البداية العهداوية المتعثرة مع ثلاثة تعادلات أمام النجمة والتضامن صور والإخاء الأهلي عاليه. بعد المباراة الأخيرة قدّم حجيج استقالته للإدارة بهدف إحداث تغيير “كون الأمور ليست على ما يرام”، كما قال حجيج حينها للادارة. رفضت الأخيرة استقالة “الكابتن موسى” وتمسكت به، مشددة على أنها راضية عن أداء الفريق، بغض النظر عن النتائج وعدم تحقيق أي فوز. بعد ذلك حقق العهد أول فوز أمام السلام قبل أن يتعادل مع الأنصار حاصداً أربع نقاط في مباراتين مقابل ثلاث نقاط في ثلاث مباريات قبل الاستقالة التي رفضت. هكذا، يصير السؤال ملحاً. والإجابة منتظرة، خصوصاً وأن حجيج جاء إلى العهد حاملاً مشروعا كبيرا، كما وصف في أروقة النادي.

المفاجأة ليست في كل ما قيل سابقاً، بل في طريقة حدوث الأمر. بعد مرور 200 يوم فقط، وبعدما حقق انجازات ملموسة، وبعدما استقال ورفضت استقالته، تلقى موسى حجيج اتصالاً هاتفياً أمس. بكل برودة، أبلغوه خلال الاتصال بعقد اجتماع للإدارة، وأن أحد الحلول هو إقالته. “افعلوا ما ترونه مناسباً”، أجاب حجيج، قبل أن يقفل خطه. أمس أصدرت إدارة نادي العهد بياناً أعلنت فيه تعيين باسم مرمر مدرباً للعهد، داعية جميع اللاعبين إلى التعاون مع المدير الفني الجديد والالتزام بتوجيهاته. وهنا، سؤال جديد، في ظل المباريات التي سيخوضها العهد، مع الشباب العربي الأسبوع المقبل، يليه الإصلاح البرج الشمالي ثم طرابلس، قبل لقاء الصفاء ثم الراسينغ ومن بعده النبي شيت. وهذه مجموعة مباريات يبدو العهد مرشحاً لإحراز 12 نقطة على الأقل منها. لماذا أقيل موسى حجيج في هذا التوقيت بالذات.

الإجابة ليست مهمة. الجميع في انتظار عودة جديدة، أو ربما، مفاجأة جديدة. صور كثيرة تحضر لموسى حجيج في بال مشجع كرة القدم اللبنانية. صورته في عيون “ألتراس” النجمة، وهم يهتفون باسمه، ويطلقون إحدى عباراتهم الشهيرة، التي تضعه في مقامٍ يتجاوز المنتخب الوطني. صورته على مقاعد فريقه الأم، أو أثناء إدارته الراسينغ. ابتسامته وهو يهزم الزمالك مدرباً للعهد قبل شهرين. لكن صورته الأشد سطوعاً ستبقى في منتصف ملعب النجمة، وفي منتصف قلوب جماهيرها. الجماهير الذين كسر قلوبهم بذهابه إلى الخصم العنيد، قبل أن ينكسر كل شيء أمس في العهد. أمس، خسرت الكرة اللبنانية “مشروع مدرب كبير”.

مدرب أجنبي لـ”الشباب العربي

في مكان آخر، كان مدرب آخر يغادر السبت، وهو جلال رضوان، الذي قدم استقالته لإدارة فريق الشباب العربي. سريعاً بدأ الحديث عن أسماء بديلة منها مالك حسون وحسين عفش، لكن رئيس النادي غازي الشعار حسم الموضوع في اتصال مع “الأخبار”، مؤكداً أن مدرب الفريق سيعلن عنه في خلال 36 ساعة، وهو سيكون أجنبياً مع عدة خيارات من البرازيل وأوروبا والعراق ومصر وسوريا.