IMLebanon

الكنيسة تحذّر من “اليوغا!

كتبت صونيا رزق في “الديار”:

عُرفت رياضة “اليوغا” قبل حوالى خمسة الاف سنة، اذ وُجدت بعض الآثار الحجرية التي تركت أدلة على وجود هذه الرياضة برسومات لشخصيات تمارس تمارينها وهي واليوغا تعني اتحاد الإنسان مع الروح ويراد بهذه الرياضة أن تكون مجالاً للجمع بين جميع الديانات، ويطلق عليها تسمية  الرياضة الصوفية التي يمارسها حكماء الهند في سبيل الاتحاد بالروح الكونية ، انتشرت منذ زمن بعيد في دول العالم كثقافة للتغلب على التوتر والمحافظة على اللياقة البدنية هي طريقة فنية تقوم على ممارسة التمارين التي تحرّر النفس من الطاقات الحسيَّة وتوصلها شيئاً فشيئاً إلى الحقيقة، هذا في المفهوم المنتشر. لكن بحسب ما يُعّرف عنها في بلدها الاصل الهند هي مجموعة من الطقوس الروحية القديمة التي تشمل التصوّف والزهد والتأمل، وليست مجرد رياضة بدنية إنما عبادة يتوجه بها أصحابها الى الشمس من دون الله،، وتُعتبر الطريق الى النمّو الروحي، وهي بالنسبة لهم تحرّر وتخلّص الإنسان من العواقب التي تنجم عن خيارات و أفعال قام بها في حياة سابقة مفترضة. مما يتعارض مع نظرة المسيحية للخلاص مع السيّد المسيح .

ومن جوانب اليوغا التركيز على الجسد من خلال وضعيات خاصة وتمارين تنفس وتركيز وتأمل، أي ان كل هذا ليس سوى وسائل لإعداد الجسم لتمارين روحية تقلل من العقبات التي تحول أمام تحقيق التنوير.

وعلى خط رافضيها في لبنان فهي بمختصر مفيد الروحية المتنكرة في زيّ الرياضة البدنية لانها ممارسة للسحر وتحمل في طيّاتها نداءات شيطانيّة، بحسب ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة وجيزة بالتزامن  مع إقامة مهرجان اليوغا في بيروت في 16 من أيلول الماضي تحت  بعنوان “خود نفس” الذي نظمته جمعية “نفس”.  بحيث علت اصوات رافضة لإقامة المهرجان ودعت الى مقاطعته على الرغم من انه يقام للمرة الرابعة سنوياً، لكن هذا الرفض جوبه بتأييد من كثيرين ومن ضمنهم رجال دين اعتبروا  بأن اليوغا رياضة وطريقة للتأمل، ولا بدّ من فصلها عن جذورها البوذية لأنها تساعد الإنسان على الراحة من كل الجوانب، وبالتالي تزرع الصفاء الذهني في الانسان، ورأوا بأن البعض يحاول زجّ اليوغا في إطار سلبي شيطاني ويستخدم وسائل التواصل لينشر الدعوات الرافضة لهذه الرياضة.

موقف الكنيسة 

راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي حداد اشار في حديث لـ “الديار” الى ان بعض ممارسيّ اليوغا ساروا في اتجاه آخر، بمعنى ان تكتيك اليوغا المسيحية فشل لديهم، ولفت الى انها نوع من العبادة لدى البوذيين والهندوس انتشرت في الغرب خصوصاً في المانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال حيث تتفشى بصورة كبيرة وفي الشوارع، اما في لبنان يوجد منها من خلال طبقة من الشبان الذين يحملون عقائد بوذية، لكن لا يمكن القول انها منتشرة، بحيث يعتبرون بأن اليوغا تحوي نقطة تؤّمن لهم الفرح والسعادة.

ورداً على سؤال حول رأي الكنيسة بهؤلاء، قال المطران حداد : “الكنيسة متحفظة وهي ترفض بالتأكيد ان يبتعد ممارسها عن المسيحية، وبالتالي فهل ممارسها يبحث عن الراحة ولا تهمه تعاليم السيّد المسيح؟، لذا عليه ان يتنبّه جيداً قبل ان ينزلق ببعض معتقداتها ويرى جيداً الخطر الذي قد يقع به، لافتاً الى ما يسمى بالـ power ضمنها  الذي يؤمن به من يقوم باليوغا لانه يعتبرها قوة تجعله يسيطر على ذاته وينظّف نفسه من الحقد، مشدداً على ان الكنيسة تحذّر من سوء استعمال اليوغا في اطار غير مسيحي.

وحول وصف الكنيسة الارثوذكسية في الغرب لها بالهرطقة، قال: “ليست هرطقة انما طريقة للخروج من تعاليم الكنيسة.

مُمارسة لليوغا: انا مؤمنة الى ابعد الحدود

داليا شابة في الثلاثين من عمرها تمارس اليوغا منذ سنوات تقول لـ “الديار”: مع المعاناة التي نعيشها في لبنان لا بدّ من الصلاة الى الله لينقذنا من مأساتنا، ولا مانع من الهدوء اليومي مع قليل من اليوغا مع ازدياد درجة التوتر في الحياة المعاصرة اذ بتنا نلجأ الى رياضة اليوغا التي تعود لآلاف السنين من أجل الاسترخاء الجسمي والصفاء الذهني، والى الدخول في حالة روحية، هي في الأساس تقنية دينية هندوسية انتشرت في أوروبا والولايات المتحدة باعتبارها حلاَ رياضياً و بدنياً  يحرّرنا من المشاكل العديدة الناجمة عن نمط الحياة التي نعيشها في ظل كل هذه المصاعب، وتشعرنا بأننا تغلبنا على التوتر وبالتالي تريح اعصابنا وتأخذنا الى مكان بعيد يحوي الصفاء الذهني التام  الذي يوصلنا الى الحرية،  كما تحافظ على اللياقة البدنية وتعطينا إجابات لمشاكل الحياة لنجد في النهاية السلام والسعادة من خلال الصمت والتركيز على الذات، رافضة ما يقال بأن اليوغا ضد التعاليم المسيحية لانها مؤمنة الى ابعد الحدود والمؤمن الجدّي لا يستطيع احد ان يغلب ايمانه، وختمت: “انا اشارك في قداس الاحد كل اسبوع ولا احد قادر على إلغاء هذا اليوم المقدس من فكري”.

موقف الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية في اوروبا

من رافضي اليوغا المجمع المقدس في الكنيسة الارثوذكسية في اليونان الذي ندّد قبل سنتين بـاليوغا لانها  تتعارض مع الإيمان المسيحي، وتعتبر جزءا أساسيا من الديانة الهندوسية وليست شكلا من أشكال ممارسة الرياضة . وفي بلغاريا  ايضاً قامت الكنيسة عينها بحملة ضد اليوغا واصفة اياها بالهرطقة لانها من اوجه عودة المعتقدات الوثنية، وحذّرت المسيحيين من ممارسة اليوغا لانها تفقد ممارسها اليقظة والصلاة وتجعله  فريسة سهلة للسقوط تحت هجمات الشيطان.

إضافة الى ذلك حذرّت الكنيسة الكاثوليكية في اوروبا قبل 15 عاماً المسيحيين من اللجوء الى حركة العصر الجديد، في اشباع الحاجات الروحيه والعلاجية من خلال اليوغا.

في الختام لا بدّ من الاشارة الى ان من يتسّلح بالايمان المسيحي لا يستطيع احد ان يغيّر له افكاره، وبالتالي لكل انسان ان يقرّر ما الذي يفعله ويدرك حقيقة ما يقوم به، ومَن معه المسيح لا يقوى عليه احد ولن يستطيع بالتأكيد ان يزعزع ايمانه . مع التذكير بما قاله السيّد المسيح “في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبتُ العالم”.