IMLebanon

بين عظمة “سانت باتريك” وتواضع مار شربل (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم:

لم يكن تدشين كابيلا مار شربل في كاتدرائية “سانت باتريك” في نيويورك حدثاً عادياً بكل المعايير. أكبر كاتدرائية كاثوليكية في أميركا الشمالية تستضيف مزاراً ورفات لقديس لبناني متواضع جدا إلى درجة تكريس نفسه لله داخل محبسة متواضعة في عنايا… هذه المحبسة التي عاد وفاح منها عبير قداسته إلى العالم أجمع.

الحدث غير عادي. الكاتدرائية الكبيرة والتي ترتسم في هندستها عظمة ظاهرة، غصت بالمؤمنين الذين شاركوا في الاحتفال، لا بل فاضت بهم. والمفارقة أنه وبعد انتهاء حفل التدشين بقي المئات يتقاطرون إلى أمام مزار القديس شربل وذخائره للتبرك بها حتى طوال ساعات بعد الظهر والمساء.

الحدث غير عادي لأن إنشاء الكابيلا لم يكن عادياً على الإطلاق، فكل شيء تم بتدبير إلهي كما يصر نبيل وأنطون صحناوي على التأكيد مراراً وتكراراً. هنا أيضاً التواضع يتفوق على عظمة العمل المنجز. يرفض نبيل وأنطون صحناوي أن ينسبا أي شيء إليهما، لا عزيمتهما وإصرارهما، ولا متابعتهما لأدق التفاصيل ولا سخائهما ليخرج هذا العمل الإيماني إلى النور بأبهى حلّة. يصرّان ببساطة على أنه “لولا العناية الإلهية لما كان تحقق شيئا بسبب كل الصعوبات التي طرأت وكانت تعترض العمل… إنها اليد الإلهية ونحن مجرد أدوات”.

إنه التواضع في مواجهة العظمة، أو فلنقل إنه التواضع الذي يصنع العظمة. هكذا هي أيضاً قصة حياة القديس شربل مخلوف ببساطة، بساطة الراهب المتواضع الذي أطاع رؤساءه من دون نقاش فأشعل بإيمانه القنديل المملوء ماءً. هذه البساطة أوصلت إلى القداسة وجعلت نور عجائب ابن بقاعكفرا يشعّ حول العالم.

شربل مخلوف الذي بات يملك كابيلا ومزارا في نيويورك، أصبح يجمع حوله ليس فقط اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، بل أيضاً يستقطب المؤمنين من حول العالم.

وأنطون صحناوي استطاع من دون شك أن يرفع راية لبنان بتواضع ومحبة في قلب نيويورك، وأن يرسم بفيسفساء القداسة أجمل صورة عن وطن الأرز والقديسين… لبنان!