IMLebanon

خيارات السَنّة الصعبة (بقلم بسام أبو زيد)

كتب بسام أبو زيد

يقف اللبنانيون السنة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من المملكة العربية السعودية أمام خيارين: خيار المواجهة ام خيار الاستسلام.
في خيار المواجهة يعني ان السنة في لبنان لن يقبلوا وبدعم سعودي بأي رئيس جديد للحكومة لا يمثل السنة خير تمثيل وبمستوى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وهما يملكان من دعم طائفتيهما ما قد لا يملكه رئيس الحكومة الجديد.
إزاء هذا الواقع تدرك اي شخصية سنية تحظى بدعم الطائفة والمملكة السعودية أن وصولها الى سدة الرئاسة الثانية تعني الانخراط في مواجهة حزب الله وحلفائه وهو أمر لن تجرؤ عليه أي شخصية سنية كما لن يقبل به “حزب الله” في أي شكل من الاشكال.
لقد رفعت استقالة الحريري من المملكة السعودية والعناوين التي رافقتها مستوى المواجهة في لبنان مع “حزب الله”، وأصبح من الصعب على من يريد تبوّء رئاسة الحكومة أن يعمل تحت هذا المستوى، وهو عمل يشبه في الحقيقة اللعب بالنار في بلد لا يحتاج سوى لشرارة صغيرة كي يشتعل.
وفق هذا المنطق يبدو ان خيار المواجهة لدى السنة قد نُحي جانبا فهل يذهبون الى خيار الاستسلام لـ”حزب الله”؟
خيار الاستسلام قد يبدو صعبا ولكنه قد يبدو خيارا مناسبا للإعتراض ورفع الصوت السني في وجه “حزب الله” وصرفه في الانتخابات النيابية المقبلة، ما قد يؤدي ألى جمع صفوف السنة في مواجهة الحزب، وبالتالي ان يحقق من هم في مواجهته انتصارا انتخابيا كبيرا مبنيا على العصبيات المذهبية والطائفية، وهي عصبيات خطرة أيضا قد تؤدي الى اشعال البلد.
الخطورة إذا قائمة في الخيارين فأين يكمن الحل إذا؟
قد يكون خيار الفراغ الحكومي هو الخيار الثالث والافضل، إذ تبقى حكومة الرئيس سعد الحريري حكومة لتصريف الاعمال لفترة طويلة بانتظار التوصل الى تسوية جديدة تعيد ترتيب البيت اللبناني وفق موازين قوى ستفرضها التطورات السياسية وغير السياسية في الفترة المقبلة، وهي فترة لا يستطيع أحد التكهن بمداها الزمني، ولكن يمكن الجزم بأنها ستكون حامية ومليئة بتطورات قد تصدم كثيرين وربما أكثر مما صدمتهم استقالة الحريري.