IMLebanon

خبز وملح بين التيار والمستقبل في الضنية

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”:

مساء الجمعة الماضي وفي العشاء السنوي للتيار الوطني الحر الذي رعاه الوزير جبران باسيل وحضره شخصيا، وفي اللحظة التي توجه فيها الرئيس سعد الحريري الى السعودية وعلى عجل من أمره، كانت تعليماته لمنسقية تيار المستقبل في الضنية وفي المنية المشاركة نوابا واعضاء منسقية وانصار التيار الازرق في استقبال الوزير باسيل وفي العشاء السنوي للتيار الوطني الحر ومن مبدأ التفاهم القائم بين التيارين ـ حسب ما تسرب من اجواء التيار الازرق في الضنية.

يقول مصدر في الضنية ان مشاركة نواب تيار المستقبل وكامل اعضاء منسقيته في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر الذي يرتبط بحلف استراتيجي مع حزب الله كان لافتا في حرص قيادة الازرق على استقبال رئيس التيار الوزير جبران باسيل ومجالسته في حفل العشاء ما اوحى الى قيام تحالف بينهما وتفاهمات قبل اشهر ستة من الاستحقاق الانتخابي، وهذه المشاركة جاءت عكس الزيارات التي قام بها باسيل الى الضنية في العام 2015 حيث كانت مقاطعة نواب المستقبل واعضاء المنسقية سيدة الموقف.

غير ان زيارة الوزير باسيل الى الضنية والمنية لم تكن موفقة بالقدر الذي كان يطمح له باسيل حيث اقتصرت المشاركة في العشاء على تيار المستقبل وانصاره فيما غاب النائب احمد فتفت بداعي السفر حسب ما قيل ولكنه اوفد ممثلا عنه، كما كان لافتا مشاركة رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية النائب السابق اسعد هرموش الذي كانت له مواقف سلبية من باسيل سابقا، بينما غاب عن العشاء النائب السابق جهاد الصمد المستمر في مقاطعته، وغياب الوزير السابق فيصل كرامي او ممثل عنه وله حيثية في الضنية، كما غاب عن العشاء تيار المردة والقوات اللبنانية وحزب الكتائب اضافة الى غياب معظم رؤساء البلديات الذين يدورون في فلك جهاد الصمد وتيار المردة خاصة غياب رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، ولم يحضر سوى ستة رؤساء بلديات من اصل 31 بلدية.

برأي المصدر ان الاجواء التي سادت العشاء بين باسيل ونواب المستقبل كانت جدا ايحابية ولم توح باي شكل من الاشكال بان اليوم التالي سيفجر الرئيس الحريري قنبلة استقالته التي نسفت تفاهمه مع رئيس الجمهورية العماد عون،ومن جهة ثانية نسفت ما سمي «ربط النزاع» مع حزب الله في اعنف هجوم يشنه الحريري على حزب الله، وقد تساءل كل من كان مشاركا في العشاء من انصار التيار الازرق عن هذا السر والتناقض في دفع نواب المستقبل الى استقبال باسيل وفي اليوم التالي يشن حملة على حليف التيار الوطني الحر والشريك في الوطن،حيث الانقلاب على التسوية ليست فقط انقلاباً على حزب الله ،بل هو انقلاب على الرئيس العماد عون والتيار الوطني الحر في الوقت عينه.

وحسب المصدر ان زيارة باسيل الى الضنية وحفل العشاء الذي تراوح الحضور فيه ما بين 250 الى 300 مشارك لم يكن حجم المشاركة على هذا القدر لولا الحضور المستقبلي من جهة ،ومن جهة ثانية دعوة منسقيات التيار الوطني الحر في مناطق الشمال لتكثيف الحضور نظرا لواقع التيار الوطني الحر في الضنية الذي لم يشكل حضورا وازنا بين القوى والتيارات السياسية في المنطقة، لا سيما وان الناخبين المسيحيين في الضنية والبالغ عددهم 15921 موزعين بين 8171 ناخباً ارثوذكسياً و7449 ناخباً مارونياً من اصل 118671ناخبا. وهؤلاء سيتوزعون بالصوت التفضيلي في اكثر من اتجاه خاصة وان النائب السابق جهاد الصمد في كل الاستطلاعات يأتي في المقدمة وان الكتلة المسيحية الناخبة مشتتة بين التيارات المسيحية المردة والقوات والكتائب والتيار الوطني الحر الذي لم يعلن عن مرشح له في الضنية فيما يحتمل ان يكون داعما لمرشح في المنيه من آل زريقة.

ويقول المصدر ان زيارة باسيل لاقت اعتراضات من قوى محلية لعدة اسباب اهمها ان الوزير باسيل يزور الضنية للمرة الثانية  دون أن يحمل معه مشروعا واحدا لاكثر المناطق حرمانا في الشمال، ويذهب آحرون في الضنية الى القول ان وزراء التيار الوطني الحر لم يفتحوا ابواب المشاريع لمنطقتهم وان الامال لا تزال معلقة على العهد الجديد والرئيس العماد عون.

برأي المصدر ان استقالة الرئيس الحريري اعادت خلط الاوراق السياسية من جديد التي ستنعكس على كافة الدوائر الانتخابية ومنها الضنية ـ المنية ـ طرابلس وان ما حصل في العشاء السنوي قبل الاستقالة (مشاركة المستقبل) لن يتكرر بعد الاستقالة.