IMLebanon

سقطت التسوية… فماذا بعد؟! (بقلم رولا حداد)

كتبت رولا حداد

تخطى بيان الرئيس سعد الحريري من السعودية منطق “إعلان استقالة” حكومته إلى ما يشبه “إعلان حرب” على إيران وأياديها في المنطقة، وفي طليعتها بطبيعة الحال “حزب الله”.

في الشكل أكثر من عنصر لافت:

ـ أولاً أن إعلان الاستقالة جاء من المملكة العربية السعودية وليس من بيروت، ما يوحي بارتباط الاستقالة بقرار سعودي مباشر وليس بإرادة حريرية صرفة، وارتباطها بالتالي بإعلان السعودية الحرب على إيران و”حزب الله”، كما تكريسها منطق تغريدات الوزير السعودي ثامر السبهان على تغريدة الحريري الأخيرة التي تحدث فيها عن “الاستقرار” في لبنان.

ـ ثانيا أن إعلان الاستقالة جاء خلال الزيارة الثانية للحريري إلى السعودية في خلال أيام قليلة، وفصل بين الزيارتين لقاؤه في بيروت بالمسؤول الإيراني علي أكبر ولايتي، بما يؤكد ضمنا بأن المواجهة الحقيقية هي بين السعودية وإيران، وعاد لبنان ليكون أحد ساحاتها، بعدما حاولت إيران الاستفادة من “التسوية الرئاسية” التي حصلت لنقل لبنان بالكامل إلى محورها، وهو ما كان أعلنه ولايتي بعد لقائه الحريري تحديدا عندما تحدث عن انتصار محور المقاومة في لبنان.

ـ ثالثاً أن القرار السعودي بالرد جاء عبر إسقاط التسوية في لبنان بـ”الضربة القاضية” والمفاجئة، على الأقل في التوقيت، وذلك عبر استقالة الحريري التي لم يكن أحد يتوقعها، ولا حتى أبرز الداعين لاستقالة الحكومة!

أما في المضمون فثمة أكثر من سؤال وعلامة استفهام حول ما ستؤول إليه الأمور بعد الاستقالة. ولعل أهم هذه الأسئلة هي:

ـ هل يعود الحريري إلى بيروت بعد استقالته، وخصوصاً بعد إعلانه في بيان الاستقالة أن الأجواء التي يعيشها شبيهة بالأجواء التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأنه، أي سعد الحريري، قلق على حياته اليوم؟

ـ هل كلام الحريري عن إمكانية عودة الاغتيالات يشكل جرس إنذار لجميع القوى السيادية بناء على معلومات أمنية عن عودة الأجواء الى مرحلة الـ2005 والـ2006؟

ـ ماذا يعني إعلان الحريري أن أيدي إيران في المنطقة ستُقطع؟ وهل سيعتبر “حزب الله” بيان الحريري كما استقالته بمثابة “إعلان حرب”؟ وكيف سيرد وأين؟ وهل نشهد محاولة انقلاب داخلي في لبنان في ظل إمساك “حزب الله” بالرئاستين الأولى والثانية من خلال حليفيه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، في ظل الفراغ المستجد على صعيد الرئاسة الثالثة؟

ـ هل يمكن للعهد أن يشكل حكومة جديدة؟ وبأي صيغة ووجوه؟

ـ هل يمكن الجزم بأن الانتخابات النيابية أصبحت في خبر كان في ظل كل هذه التطورات؟

ـ ماذا عن الوضع الأمني داخلياً؟ هل نشهد “7 أيار” جديداً؟ وفي وجه من طالما أن حلفاء الحزب يمسكون بالأوضاع والمؤسسات الرسمية؟

ـ هل يجب أن نحسب حساب تطورات على الجبهة الجنوبية؟ أم تأتي الضربة لـ”حزب الله” من داخل الجبهة السورية حصراً؟

ـ كيف سترد إيران وأين؟ وما هي حقيقة الموقف الروسي من كل ما يجري؟

الثابت الوحيد أننا كلبنانيين لا نملك سوى طرح الأسئلة، على مختلف المستويات. فحتى من يدّعون أنهم مسؤولون لا يملكون أي جواب عن كل الأسئلة المطروحة. في انتظار اتضاح الصورة… حمى الله لبنان!